تقارير | 9 10 2023

أطلق مهاجرون عالقون في جزيرة رودس اليونانية مناشدات للدول والمنظمات من أجل الضغط على السلطات اليونانية لقبولهم كلاجئين، ونقلهم إلى مخيمات (كامبات)، بعد أسابيع من انتظارهم في حدائق الجزيرة.
وناشد أحد المهاجرين (يتحدث العربية بلهجة يرجح أنها سورية) عبر صفحة "الإنقاذ الموحد" على "فيسبوك"، مساء أمس الأحد، المنظمات الدولية بعد أن أمضى غالبيتهم فترة شهر وأكثر عالقين في جزيرة رودس، دون اهتمام من السلطات اليونانية، التي تؤجل نقلهم إلى المخيمات، بعدما رفضت عملية تسليمهم لأنفسهم.
اقرأ أيضاً: بينهم سوريون.. تقرير: مهاجرون قضوا في حرائق اليونان هرباً من الشرطة
وقال المتحدث الذي أطلق المناشدة عبر ميزة البث المباشر، إن الأعداد بالمئات، ينامون في الحدائق والأماكن العامة، على الرغم من وجود حالات لأمراض مزمنة بحاجة الحصول على أدوية ورعاية صحية، مشيراً إلى انتشار الأمراض الجلدية بين عدد كبير منهم، كـ"الجرب".
ونوه الشاب إلى أن السلطات اليونانية تعدهم بأنها ستنقلهم إلى مخيمات، إلا أنها تؤجل ذلك في كل مرة، دون تقديم أسباب واضحة للتأجيل.
قيود مفروضة عليهم
كشف الشاب عن عدم قدرتهم على التنقل، أو السفر إلى مناطق أخرى حتى العاصمة أثينا، أو الإقامة في فنادق بسبب عدم حصولهم على إقامة، أو امتلاك أوراق رسمية، إضافة إلى ارتفاع أجور الإقامة في الفنادق، إضافة إلى منعهم من تلقي حوالات مالية، لنفس الأسباب.
وأشار إلى أن السلطات اليونانية نقلت عدداً قليلاً منهم خلال الأيام الماضية، بشكل "انتقائي"، قبل أن تتوقف عملية النقل، والتي لم تبرر سبب توقفها لاحقاً.
وأوضح أن جميع النداءات والمناشدات التي أطلقوها للمنظمات المهتمة بالمهاجرين، من أجل مساعدتهم، لم تلقَ أذناً مصغية، مضيفاً: "ما في استجابة".
ورداً على تعليق، خلال البث، بأن الأوضاع في "الكامبات" سيئة، قال الشاب بأنها لن تكون أكثر سوءاً من الوضع الذي يعيشونه في الحدائق والشوارع، مبيناً عبر البث المباشر أنهم أمام المخفر الذي رفض عناصره استلامهم.
معاناة أخرى
قبل يومين، أعلن مهاجرون سوريون في جزيرة كوس اليونانية، إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على سوء الخدمات في المخيم (الكامب) الذي وضعتهم فيه السلطات اليونانية، قبل أسبوعين، بعد وصولهم من رحلة هجرة قاسية، ووجهوا نداءات للمنظمات الإنسانية والحقوقية المعنية بنقلهم عاجلاً إلى مكان آخر.
ونقلت "روزنة" شهادات عن مهاجرين سوريين أعلنوا الإضراب في "الكامب" الذي تعيش فيه 14 عائلة مكونة من 150 شخصاً، أن الحياة فيه "لم تعد ممكنة".
وأوضح المهاجرون أن سبب الإضراب يعود إلى المطالبة بنقلهم إلى مخيمات تابعة للأمم المتحدة، بسبب تفشي الأمراض نتيجة قلة الرعاية الصحية.
قد يهمّك: في البحر وسجون ليبيا.. جدة سورية: هذه نهاية رحلة عائلة ابني!
وكان خفر السواحل اليوناني أعلن في الـ 21 من أيلول الفائت أنّ مئات المهاجرين وصلوا خلال 24 ساعة إلى جزيرتي ليسبوس وساموس اليونانيتين وجزيرة قبرص، منطلقين من سوريا، حيث تجاوزت مراكز الاستقبال سعتها، كما انتشل خفر السواحل 115 شخصاً قبالة ساحل قبرص، وفق موقع "مهاجر نيوز".
فضلوا المخاطرة بحياتهم
أوضاع طالبي اللجوء في اليونان تضطر الكثيرين منهم للبحث عن طرقات بديلة بعيدة عن أعين الشرطة اليونانية، حتى وإن كانت خطرة على حياتهم، وفق تقارير صحفية.
وفق تقرير لصحيفة "نيونيورك تايمز"، فقد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين، (18 شخصاً) بينهم سوريون، حياتهم حرقاً في الغابات اليونانية عندما كانوا في طريقهم للعبور نحو أوروبا.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الهدف من اختيارهم المخاطرة عبر طريق ضمن الغابات المحترقة، كان لتجنب القبض عليهم بأي ثمن.
وخلال السنوات الماضية، فقد مئات السوريين حياتهم في رحلة اللجوء بطرق غير شرعية إلى أوروبا، في حوادث متفرقة، منها الموت تعباً أو مرضاً، أو عبر غرق المراكب، كحادثة مركب الموت الذي انطلق من لبنان العام الماضي، ومركب انطلق من ميناء طبرق في ليبيا هذا العام، وتسبب بوفاة أكثر من 120 سورياً.