تقارير | 6 10 2023

شهدت محافظة الحسكة، قصفاً مكثفاً بعشرات الطائرات المسيّرة التركية، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت خدمية وبنى تحتية، ما أدى لمقتل وجرح عدة أشخاص.
وقال "المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة" التابع لـ"الإدارة الذاتية"، إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 12 أخرين، إضافة لمقتل 6 عناصر من "قوى الأمن الداخلي" وجرح اثنين آخرين، نتيجة قصف مسيرات الجيش التركي.
وأوضح "المجلس" أن القصف استهدفت 29 موقعاً وقرية إضافة لخمس محطات تحويل كهرباء وسبعة مواقع نفطية ومحطتين لتحويل المياه وأخرى للغاز وسد.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها تدمير 30 هدفا ضمنها بئر نفط ومنشأة تخزين تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردية"، ما أدى لمقتل عدد من القياديين والعناصر في صفوف الأخيرة.
وأشار البيان إلى "اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع تعرض المدنيين الأبرياء والعناصر الصديقة والأصول التاريخية والثقافية والبيئية للأذى".
اقرأ أيضاً.. أردوغان: سنواصل عملياتنا لتأمين حدودنا الجنوبية في أي لحظة
خروج محولات كهرباء عن الخدمة
قال رئيس "مكتب الطاقة في إقليم الجزيرة"، أكرم سليمان، إن المسيرات التركية دمرت محولة تحويل السد الغربي في مدينة الحسكة، المسؤولة عن تغذية الأحياء الغربية للمدينة وريفها بالكهرباء، ما أدى لخروجها عن الخدمة.
كذلك، أدى القصف على محطة تحويل الكهرباء لمدينة عامودا إلى خروجها عن الخدمة، دون إمكانية تأمين الكهرباء في الوقت الحالي، وفق ما نشر "المجلس التنفيذي" عن "المكتب".
وأشار المسؤول لموقع "نورث برس" أن الكهرباء انقطعت بشكل جزئي عن مدينتي القامشلي والحسكة وقراهما، وبشكل كامل عن مدينة عامودا وقراها.
اقرأ أيضاً: "قسد": عملية متوقعة في "كوباني" لتركيا.. والأخيرة تعزز قواتها
وتوقفت محطة علوك للمياه عن العمل، بسبب توقف تغذيتها بالكهرباء من بلدة الدرباسية، والتي تتم تغذيتها من محطة عامودا، حسب "مكتب الطاقة".
ونظمت "الإدارة الذاتية" مسيرات في عدد من مناطق سيطرتها شمالي شرقي سوريا، ندد فيها المشاركون بالاستهداف التركي والتصعيد الأخير بالمنطقة.
"أهداف مشروعة ودفاع عن تركيا"
ويأتي التصعيد في الحسكة، بعد إعلان وزير الدفاع التركي يشار غولر، قبل يومين، أن "كافة المنشآت العائدة لتنظيم بي كي كي/ واي بي جي (حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا والعراق، تعد أهدافاً مشروعة للقوات التركية".
وجاء الإعلان، عقب تفجير شخص لنفسه وإطلاق آخر للنار، خلال هجومهما على مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية في أنقرة، قبل أيام، ما أدى لإصابة عنصرين من الأمن التركي بجروح طفيفة.
اقرأ أيضاً.. تركيا: لن ننسحب بالوقت الراهن من سوريا وشرطنا خلق "بيئة آمنة"
وأفاد بيان لـ"الدفاع التركية"، اليوم، أن العمليات الجوية في مناطق تل رفعت والجزيرة وديريك شمالي سوريا "ضد أهداف إرهابية"، يتماشى مع حق تركيا المشروع بالدفاع عن النفس النابع من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ضد الهجمات الصادرة من شمالي سوريا ضد الشعب وقوات الأمن.
ونشرت الوزارة مشاهد، قالت إنه لـ"لحظات ضرب الطيران أهدافاً كآبار نفط ومخابئ ومستودعات ذخيرة تابعة للتنظيم الإرهابي".
وجاء في بيان آخر، أن قاعدة دابق ضمن مناطق سيطرة فصائل عملية درع الفرات، تعرضت ليلة الخميس - الجمعة، لـ"هجوم إرهابي".
ونعت ولاية غازي عنتاب شرطياً تركياً يعمل في "فرقة مهام سوريا"، قتل "جراء نيران تحرش مصدرها الإرهابيون" شمالي سوريا، يوم الجمعة، وفشلت جهود الأطباء بإنقاذ حياته.
وتصنف تركيا "وحدات حماية الشعب الكردية" (المكون الرئيسي في قوات سوريا الديقمراطية "قسد") على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن "حزب العمال الكردستاني".
مباحثات أمريكية تركية حول سوريا
بحث وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره الأمريكي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع بسوريا، إذ أكد الجانبان أهمية التنسيق بين القوات الأمريكية والتركية خلال أنشطتهما في المنطقة.
وجاء الاتصال، أمس، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن مقاتلة من طراز "إف-16" أسقطت طائرة تركية بدون طيار (مسيّرة) بعد أن "بالغت في الاقتراب من قواتنا في سوريا"، وفق المتحدث باسم "البنتاغون" باتريك رايدر.
وأضاف رايدر: "رصدت قواتنا قيام مسيرات تركية بغارات في مواقع محظورة أمنياً، على بعد نصف كيلومتر من جنودنا، واتخذت القرار بإسقاطها دفاعاً عن النفس"، قائلاً أنهم لا يملكون "ما يشير إلى أن تركيا كانت تستهدف عمداً القوات الأمريكية".
قد يهمك: أمريكا تطمئن "قسد" وتركيا تطالب الحلفاء بدعم مكافحة الإرهاب
وحسب موقع قناة "الحرة"، هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة إسقاط طائرة تابعة لتركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
ونفى مسؤول بوزارة الدفاع التركية لوكالة "رويترز" أن تكون الطائرة المسيرة التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحسكة، تابعة للقوات المسلحة التركية.
ويتزامن التصعيد التركي، مع قصف مكثف ومتواصل لقوات النظام السوري على ريفي إدلب وحلب، أدى لمقتل وجرح عشرات المدنيين، ذلك بعد ساعات من استهداف "مسيّرة" مجهولة حفل تخرج في الكلية الحربية بحمص، أسفرت عن مقتل 89 مدنياً وعسكرياً وجرح 277 آخرين، بينهم نساء وأطفال من عائلات الطلبة.