تذوب أثناء الطبخ! أسباب تدفعك للتخلي عن الأدوات البلاستيكية

تذوب أثناء الطبخ! أسباب تدفعك للتخلي عن الأدوات البلاستيكية

تقارير | 23 08 2023

إيمان حمراوي

تحب المطبخ واقتناء الأدوات المختلفة اللازمة للاستخدام اليومي من ملاعق مختلفة الأشكال والألوان ومغارف وغير ذلك، وبخاصة البلاستيكية؟!


 تلك الأدوات البلاستيكية الرقيقة المرنة تساعدك بشكل سلس على قلب البيض المقلي والبرغر، إنها لطيفة أثناء الاستخدام، ولا تخدش سطح الأواني، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بغيرها من الأدوات كالزجاج مثلاً.

أثناء شراء أدوات المطبخ هناك شيء مهم يجب أخذه بعين الاعتبار وهو المادة الخام المصنوعة منها، تذّكر أنّ تلك الأدوات ستلامس طعامك الذي ستتناوله، لذا لا ينبغي تجاهل المخاطر الصحية المحتملة التي تشكلها أدوات المطبخ.

مع الوقت تدرك أن القطع البلاستيكية التي تكون على اتصال مستمر بالحرارة تذوب أطرافها، تعتقد أن الأمر بسيط، وتستمر في استخدام الأداة، لكن عند درجة حرارة معينة تتفكّك هذه المركبات البلاستيكية إلى جزيئات أبسط، بعضها سام ومضر بصحتنا، وفق موقع "الاستدامة" (Sustainability).

مما تصنع الأواني البلاستيكية؟

تُصنع الأواني البلاستيكية عادة من نوعين من البلاستيك: "البولي بروبيلين والبوليسترين".

ويُصنع البلاستيك من خلال عملية تسمى البلمرة، من مادة المونومرات التي يتم إنتاجها من الغاز الطبيعي والنفط، وكلاهما من الوقود الأحفوري.

وفي كثير من الأحيان، تُضاف الملونات لجعل المادة أكثر جاذبية من المواد عديمة اللون.

 أهم الأسباب التي تدفعنا إلى التخلص من استخدام البلاستيك في المطبخ أثناء الطهي، وفق موقع "ecoluxeproduct".

-تذوب الأدوات البلاستيكية عند ملامستها المستمرة للأواني الساخنة أو المقالي، رغم أنك تبذل قصارى جهدك حتى لا تترك أدواتك البلاستيكية على اتصال دائم بالمقلاة الساخنة، فإن نقاط التلامس القصيرة المتكررة على السطح الساخن ستظل تتسبب في ذوبان القطع.

عندما تتشقق وتتآكل، ستنتهي قطع البلاستيك في طعامك، وسينتهي بها الأمر بلا شك في معدتك، في النهاية، سوف تحتاج إلى استبدالها.

- الأدوات البلاستيكية لها عمر افتراضي قصير لقابلية الاستخدام، وكإجراء وقائي للسلامة، من الأفضل التخلص من أدوات الطبخ البلاستيكية المتكسّرة والمفرطة الاستخدام بدلاً من السماح لها بتلويث طعامك بمواد سامة.

بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من أدوات الطبخ، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أوخشب الخيزران، تتمتع الأدوات البلاستيكية بعمر افتراضي أقصر، قد تدوم لمدة تصل إلى عام إذا لم يتم استخدامها بشكل متكرر، ولكن الاستخدام المتكرر سوف يقلل من عمرها بالتأكيد.

-تناول البلاستيك يسبب أمراضاً خطيرة، يطلق البلاستيك عند تسخينه منتجات ثانوية سامة ضارة تسمى "أوليغومرات" والتي تتشكل أثناء إنتاج البلاستيك.

 لسنوات عديدة، حذر العلماء من مخاطر التعرض المستمر للمنتجات البلاستيكية في مطابخنا.

عندما تتناول القطع البلاستيكية من خلال الطعام، فإن الجرعات العالية منها مع مرور الوقت يمكن أن تسبب أمراضاً خطيرة بما في ذلك أمراض الكبد والغدة الدرقية والعقم والسرطان. 

وفق المعهد الفيدرالي الألماني لتقييم المخاطر (BfR)، وهو مجموعة مستقلة من المستشارين للحكومة الألمانية، إن تناول ما لا يقل عن 90 ميكروغرام من المواد البلاستيكية من أواني الطبخ يمكن أن يشكل مخاطر صحية خطيرة مثل تلك المذكورة أعلاه.

اقرأ أيضاً: الأكياس البلاستيكية خطر على البيئة.. كيف نستفيد منها؟

-لا يمكن إعادة تدوير البلاستيك، الأواني البلاستيكية، وخاصة السوداء منها، غير قابلة لإعادة التدوير بسبب لونها. 

أثناء عملية إعادة التدوير، لا تستطيع تقنية الأشعة تحت الحمراء المستخدمة لفرز البلاستيك اكتشاف اللون الأسود، لذلك يتم تحويل العديد من المنتجات البلاستيكية السوداء إلى مدافن النفايات أو المحارق أو ينتهي بها الأمر في مجارينا المائية.

-البلاستيك يحتوي على مواد مسرطنة، تعد المضافات البلاستيكية ضرورية في إنتاج المنتجات البلاستيكية لأن هذه المواد الكيميائية تساعد في إنتاج الخصائص الصحيحة التي تجعل البلاستيك مرناً ومتيناً وطارداً للماء ومقاوماً للحرارة، وهو مثالي تقريباً لأغراض الطهي.

تُستخدم المضافات البلاستيكية مثل "الفثالات" لجعل المنتج أكثر مرونة، ولكن لسوء الحظ، تعتبر الفثالات من أسباب اختلالات الغدد الصماء التي تم ربطها بالتسبب في الربو وإعاقات النمو والسمنة وسرطان الثدي.

 أحد المواد الكيميائية الرئيسية المستخدمة في تشكيل البلاستيك هو البنزين، وهو مادة مسرطنة معروفة، حيث أنّ التعرض طويل الأمد لمستويات عالية من البنزين يمكن أن يسبب سرطان الدم وأنواع السرطان الأخرى.

أضرار استخدام الأواني البلاستيكية لحفظ الطعام

اعتماداً على المكان الذي نعيش فيه، من المحتمل التعرّض للكثير من المنتجات البلاستيكية يومياً، كمعلبات الأغذية والمشروبات، والأطباق القابلة للتخلص منها، والتي تحتوي جميعها على مواد كيميائية، حيث أشارت الأبحاث إلى أن جميع المواد البلاستيكية قد تحرر مواداً كيميائية بطريقة ما، وقد تؤدي إلى السرطان.
 
وقال الباحث في الأورام السرطانية محمود الأبوعيش لروزنة،  إن الأبحاث حذّرت من أن المواد البلاستيكية قد تحرر مواداً كيميائية إذا تم خدشها أو تسخينها بدرجة حرارة معينة، مثل ثنائي الفينول ( A (BPA، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص.
 
وأضاف، أنه حتى تتحرر المواد الكيميائية التي من الممكن أن تكون مسرطنة من البلاستيك، يجب أن تتعرض لدرجة حرارة 60 وما فوق، وطالما أنه تحت هذه الدرجات فهو آمن، بحسب الدراسات.
 
ومادة  ثنائي الفينول" (A (BPA، عبارة عن هرمون استروجين اصطناعي ضعيف، يوجد في العديد من المنتجات البلاستيكية الصلبة كعبوات المياه البلاستيكية، والأطعمة، كما يستعمل مركباً في الطلاء الداخلي لعلب الغذاء والمشروبات.
 
 نشاطه الشبيه بالاستروجين يجعله مادة هرمون معطلة كالعديد من المواد الكيميائية الأخرى في اللدائن، إذ يمكن أن يؤثر اختلال الهرمونات على كيفية عمل هرمون الاستروجين والهرمونات الأخرى في الجسم عن طريق منعها أو تقليديها.
 
ونصح الباحثون بتجنّب المنتجات البلاستيكية قدر الإمكان، خاصة للمرأة الحامل، ولتقليل التعرّض من مادة BPA ،  يجب "شرب المياه بعبوة زجاجية أو من السيراميك الصلب، والتقليل من كمية الطعام المعلّب وخاصة للأطفال، إضافة إلى استخدام عبوات الأطفال ذات الملصقات التي يكتب عليها أنها خالية من "BPA".
 
وأضاف الأبوعيش، أنه ينصح أيضاً بعدم طهي الطعام في أوعية بلاستيكية أو استخدام أكياس تبخير، حيث تتسرب المواد الضارة إلى الطعام من تلك المواد البلاستيكية، عند تسخينها في فرن عادي أو مايكروويف.
 
وتابع، أنه يجب طهي الطعام  بالزجاج أو المعدن المغطى بالمينا، أو الأواني الفولاذية المقاومة للصدأ.

قد يهمك:  9 طرق إبداعية لإعادة استخدام العبوات البلاستيكية

استبدال البلاستيك بمواد أخرى
 
مع وجود الكثير من المواد غير المعروفة في إنتاج البلاستيك، من الأفضل إيجاد طرق أخرى لتقليل تعرضك لها على الرغم من أن الكثيرين لن يشعروا على الفور بالآثار الصحية للتعرض للبلاستيك، إلا أن التعرض المستمر سيظهر كشكل من أشكال المرض على مدى فترة من الزمن.
 
قد تكون هناك خيارات أخرى مثل أواني الطبخ المصنوعة من خشب الخيزران أو الفولاذ المقاوم للصدأ والتي تعتبر بدائل أكثر أماناً للأواني البلاستيكية.

 الخيزران قوي وعضوي ومتين وسهل الصيانة،  لا يذوب أثناء عملية الطهي ولا ينبعث منه مواد كيميائية ضارة لأنه مصنوع من مواد عضوية نباتية يمكن أن تتحلل بشكل طبيعي.

على الرغم من أنها ليست مرنة وطيعة مثل البلاستيك إلا أنها عملية ومضادة للبكتيريا والفطريات. 

الخيزران مقاوم للحرارة والبقع والماء، والأهم من ذلك أنه لطيف على سطح المقالي والأواني، لن يخدش الطلاء غير اللاصق ولا يوصل الحرارة،  لذا إذا كنت تبحث عن بديل آخر أكثر أماناً من الأدوات البلاستيكية السامة، فإن أدوات الطبخ المصنوعة من الخيزران تعد خياراً رائعاً.

من ابتكر البلاستيك؟

ابتكر مفهوم البلاستيك لأول مرة، ألكسندر باركس، في ستينيات القرن التاسع عشر، عندما اخترع مادة "الباركسين"، وهي مادة عضوية مشتقة من السليلوز المخطط والتي يمكن تسخينها ثم تشكليها، وبعد سنوات قليلة، أخذ "جون ويسلي هيات" السليلوز ودمجه مع الكافور، وهو مشتق من شجرة الغار، وصنع "السيلولويد"، وهو أول بلاستيك "متين" يحتفظ بشكله.

أدخلت الأدوات البلاستيكية في أربعينيات القرن العشرين، لكن لم يبدأ إنتاجها بكميات كبيرة حتى خمسينيات القرن العشرين.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض