صحة | 4 07 2023

إنه يوم صيفي حار جداً، تشعر بالعطش الشديد، وبينما تتناول كأس المياه الباردة، تنظر إلى طفلك الرضيع بعمر الأشهر، وتتساءل بين نفسك "هل يمكنني منحه القليل من المياه الباردة؟".
يخبرنا اختصاصيو التغذية والأطباء وكبرى الجامعات الطبية، أنه إذا كان عمر الطفل تحت 6 شهور يجب ألا نعطيه أي مياه لمجموعة أسباب، أهمها أنّ حليب الأم أو الحليب الصناعي يمنحانه ما يكفيه من تغذية وترطيب.
"الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" تحذّر من إعطاء الرضيع في الشهور الستة الأولى أي سوائل بجانب حليب الأم أو الحليب الصناعي، وتوصي بإدخال المياه في نظامه الغذائي بعد 6 أشهر تزامناً مع تقديم الأطعمة الصلبة.
وفق موقع "verywellfamily" تقول كريستين باركس، اختصاصية تغذية الأطفال في كاليفورنيا: "قبل 6 أشهر سيحل إعطاء طفلك المياه محل الحليب الصناعي أو حليب الأم، مما يعني أنه لن يحصل على التغذية التي يحتاجها".
وتوصي "منظمة الصحة العالمية" و"يونيسيف" بـ"الاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل".
هل المياه آمنة لرضيعي؟
ليس من الآمن أن يحصل رضيع أقل من 6 أشهر على المياه، في هذا العمر يحصل الأطفال على كل الترطيب الذي يحتاجونه من حليب الأم أو الحليب الصناعي.
اختصاصية التغذية عائشة موسى، تقول لروزنة: "الطفل الرضيع سوف يحصل على كل المياه التي يحتاجها من حليب الأم، أو الحليب الاصطناعي، وهو في الواقع 80 بالمئة من المياه".
وبعد أن يبلغ الطفل 6 أشهر من العمر، يمكنك البدء في إعطاء القليل من المياه، تضيف عائشة.
أما بالنسبة للأطفال دون سن 6 أشهر، تشير عائشة إلى أنه "يمكن أن يؤدي شرب المياه إلى الإسهال، ومع الرضاعة الطبيعية أيضاً، يمكن أن يؤدي إدخال المياه إلى تقليل إرضاع الطفل أو توقفه تماماً، مما يؤدي إلى سوء التغذية أيضاً".
كذلك، يمكن أن يؤدي الإرضاع الأقل تواتراً بدوره إلى انخفاض في مخزون حليب الثدي، توضح عائشة.
وذكر موقع "verywellfamily" أنّ إعطاء الطفل المياه في وقت مبكر جداً قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل لطفلك، أحدها الفطام المبكر، والالتهابات التي تؤدي إلى الإسهال، ما قد يعرّض الطفل لخطر الجفاف وسوء التغذية.
تنبيه!
أفضل طريقة لتقديم المياه لطفلك الرضيع، الذي يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكبر، هي إعطائه كمية صغيرة في كوب الشرب، مع الانتباه لعدم إجباره على شرب المياه إذا رفض، توضح عائشة.
معدة المولود صغيرة جداً ولا تستطيع تحمل أكثر من ملعقة واحدة صغيرة أوملعقتين من السوائل، ويُستحسن أن تمتلئ بحليب الأم أو الحليب الصناعي، وفق موقع "HEALTH LINE".
اقرأ أيضاً: حان وقت إدخال الطعام الصلب لرضيعك.. إليك أهم النصائح
درجات الحرارة مرتفعة.. ماذا أفعل؟
عندما يكون الجو حاراً جداً، أو إذا كنت قلقاً من أن طفلك لا يحصل على ما يكفي من السوائل، فقم بإطعامه من حليب الثدي أو الحليب الصناعي عند الطلب، فهو يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي لا توفرها المياه.
الدكتورة كريستينا جونز، طبيبة الأطفال، تقول إن حليب الأم والحليب الصناعي، يعتبران كافيين للطفل ويوفران جميع العناصر الغذائية من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات اللازمة لنمو سليم، وفق موقع " Parents".
وتوضح "مع ارتفاع درجة حرارة الجو أو إصابة الطفل بالحمى أو حتى ظهور أعراض الجفاف عليه، يُنصح بزيادة عدد الرضعات قدر المستطاع لتحقيق مستوى كاف من ترطيب جسم الطفل".
كيف يتم إدخال المياه؟
في عمر 6 أشهر تقريباً يمكنك البدء في إدخال كميات صغيرة من المياه في النظام الغذائي لطفلك، يبدأ بشرب كوب واحد من المياه، ويجب ألّا يتجاوز أكثر من ذلك إلا بعد العام الأول.
تقول باركس، اختصاصية التغذية: "سيتعيّن عليك مساعدة طفلك في استخدام كوب مفتوح في هذا العمر، وعادة ما تساعده في إحضاره إلى شفتيه، والعد واحد ، ثم اثنين ، ثم خفض الكوب".
الكوب المفتوح يساعد الطفل على تطوير المهارات الحركية الشفوية المهمة، وسيسمح لهم بالبدء في تعلم كيفية الشرب من كوب مفتوح.
تتابع باركس: "إنهم في الحقيقة لا يحتاجون إلى المياه في البداية، إن الأمر يتعلق بتعلم استخدام الكوب أكثر من مجرد الحصول على المياه…الهدف الرئيسي هو تعليمهم شرب المياه، ويفضل أن يكون ذلك من كوب مفتوح حتى يتمكنوا عند الفطام من ترطيب أنفسهم بشكل مناسب".
كمية المياه التي تعطيها لطفلك حسب العمر
من 6 أشهر إلى سنة واحدة كوب واحد من المياه يومياً، من سنة إلى سنتين من كوب إلى 4 أكواب من المياه يومياً، وفق "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال".
ما أهمية الرضاعة الطبيعية؟
"الرضاعة الطبيعية تعود بمنافع كثيرة على الرضيع وأمّه، وفي مقدمة تلك المنافع الحماية من العدوى المعدية-المعوية"، وفق "منظمة الصحة العالمية".
وتضيف: "ويسهم التبكير بتوفير الرضاعة الطبيعية، أي في غضون ساعة واحدة بعد الميلاد، في حماية الولدان من اكتساب العدوى وخفض معدلات وفاتهم، ويمكن أن ترتفع مخاطر الوفاة جرّاء الإسهال وغيره من العدوى بين الرضّع الذين لا يستفيدون من الرضاعة الطبيعية إلاّ جزئياً أو لا يستفيدون منها على الإطلاق".
ويعتبر حليب الأم "أحد المصادر المهمة للطاقة والعناصر التغذوية بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهراً، فبإمكانه توفير نصف الاحتياجات من الطاقة أو أكثر من ذلك للأطفال من الفئة العمرية 6-12 شهراً".