تقارير | 25 05 2020
عادت قضية نساء سجن «التوبة»، أو ما يطلق عليه أهالي الغوطة الشرقية لدمشق تهكمًا بـ«جوية علوش»، إلى الضوء مجددًا، مع انتشار مقطع من الفيديو لوكالة الكميت الاخبارية تظهر مجموعة من النساء أثناء اخراجهن من أحد السراديب بعد أن تم قصفها.
والمختطفونَ في الغوطة يعيشون حياة صعبةً في حفر الخنادق والأنفاق من جهةٍ ثانية، بحسب ما ذكره أحد المُحرَّرين من السجن نهاية العام الماضي عقبَ صفقة تبادليّة جرت ضمنَ اتّفاقِ خفض التصعيد الذي دخلته الغوطة في صيف 2017.
حسب ما ذكرت صحيفة اللوموند الفرنسية فإن مصير العسكريين والمدنيين فقط ، بمن فيهم النساء والأطفال الذين اختطفوا في منطقة عدرا العمالية، هو جزء من المفاوضات الأخيرة بين الروس وجيش الإسلام.
وتأمل عائلات هؤلاء السجناء في أن تقترب ساعة الحقيقة من الحقيقة: فالأقارب يعبرون على الشبكات الاجتماعية عن أملهم الضعيف في لم الشمل بعد سنوات من العجز. آخرون يراقبون بحماس ، في ضواحي الغوطة الشرقية ، في انتظار رؤية السجناء يعاودون الظهور.
وهو الأمر الذي ينفيه محمد علوش عضو اللجنة السياسية في جيش الإسلام، ويقول لروزنة أن النساء لسن مختطفات وإنما بقين مع مقاتلي جيش الاسلام واضطرت إلى الانسحاب معهم إلى دوما بسبب الاشتباكات الدائرة.وبرر هجوم جيش الاسلام على مدينة عدرا العمالية أنها منطقة سكنية لمنازل الضباط العسكريين.
حسب ما يقوله محمد علوش فإن جيش الإسلام حاول أكثر من مرة اطلاق سراح المعتقلات لكن النظام السوري رفض استلامهن أكثر من مرة ، وأن الأمم المتحدة و المكاتب المعنية بالمعتقلين عند الجانبين لديها معرفة برفض النظام السوري باستلام السيدات.
اللافت أن السيدات المذكورات تم وضعهن في أقفاص بتاريخ و تم التجوال بهن أمام كاميرا الاعلام استخدم “جيش الاسلام” عشرات المحتجزين لديه بينهم مدنيون علويون كـ”دروع بشرية” عبر وضعهم في أقفاص حديدية وزعها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “جيش الاسلام وضع اسرى من قوات النظام ومدنيين من الطائفة العلوية في اقفاص حديدية وزعها في ساحات الغوطة الشرقية لدمشق وخصوصا مدينة دوما”.
وأوضح عبدالرحمن أن “جيش الاسلام”، وهو الفصيل المعارض الأكبر في ريف دمشق، “يقول أن الهدف من ذلك هو منع قصف قوات النظام على المنطقة”.ووفق عبد الرحمن، “جرى استخدام عشرات الاقفاص، في كل منها ثلاثة إلى أربعة أشخاص وأحياناً سبعة”.وأشار إلى أن “جيش الإسلام يستخدم الأسرى والمختطفين لديه كدروع بشرية، بينهم عائلات بكاملها”. وكان تم اختطاف غالبية المدنيين، وعددهم بالمئات، خلال هجوم قبل عامين على بلدة عدرا العمالية في الغوطة الشرقية شمال دوما.
ويظهر شريط فيديو تداولته مواقع الكترونية، ثلاث شاحنات على الأقل تحمل على متنها أقفاصاً حديدية كبيرة في داخل كل منها حوالى ثمانية أشخاص، تمر في شارع يحيطه الدمار.وأخبر علوش روزنة أن جيش الاسلام و كبادرة حسن نية ارسل احدى السيدات المسنات عبر سيارة للأمم المتحدة لكن النظام السوري رفض استلامها وأعادها إلى مدينة دوما.
الفيديو المنشور يظهر مقتل احدى السيدات وشابة أخرى بعد أن أطبق عليهم سقف البناء الذي كُنَ يتواجدون فيه.وحسب الشهادات التي ترويها إحدى السيدات فإن شاباً ويدعى عهد من المعتقلين ايضاً يعمل على رفع الأنقاض بعد أن تم قصف المكان الذي كانت تتواجد فيه النساء.
جثث السيدات المقتولات في المكان المجهول سلمت عبر الهلال الأحمر إلى أهاليهم و دفنوا في مصياف .وسمح جيش الإسلام طوال الفترة الماضية من أن يتواصل الموجودين في سجن التوبة مع أهاليهم عبر شبكة الانترنت و اتصالات عبر الفيديو.
ونقلت مصادر في وكالة سبوتنيك عن أحد المصادر الأمنية السورية إن: "سجن التوبة يضم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة مخطوف بحسب المعلومات المتوافرة، والحسم العسكري للجيش السوري في دوما قد حُيّدَ بشكل كبير نظرا لوجود المخطوفين الذين يشكلون ورقة ضغط بيد جيش الإسلام".
و تم الافراج في نهاية عام 2016 عن 55 إمرأة معتقلة من دوما، مقابل الإفراج عن 27 مخطوفاً من النساء والأطفال من مخطوفي عدرا العمالية.