تقارير | 21 06 2023
توفي، صباح اليوم، الرئيس الأسبق لشعبة المخابرات العسكرية في سوريا، علي دوبا، عن عمر يناهز 90 عاماً، والذي أمضى أكثر من نصفها كواحد من أبرز رموز النظام السوري، خلال عمله كأحد أذرع رئيس النظام السابق حافظ الأسد، في قيادة الأجهزة الأمنية لعقود.
ونعى ابن شقيقه أكثم دوبا موته بمنشور على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، كما نعاه مقربون من عائلته في منشورات تتحدث عن مناقبه و"سنوات عمره التي قضاها في الصلاح والتقوى".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ورقة النعوة التي أعلن فيها أقاربه إجراء مراسم الدفن، ظهر اليوم، في مقبرة العائلة بقرية قرفيص.
من جانبه، كتب المعتقل السابق ومؤسس "رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا"، دياب سرية: "وفاة العماد علي دوبا أحد أبرز اركان النظام السوري في عهد الأب وبداية عهد الابن. علي دوبا أسم يدب الرعب في قلوب السوريين عند سماعه لشدة اجرامه وبطشه فقد كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية".
وأضاف في منشور له عبر فايسبوك: "توفي بعيداً عن أي عدالة أو محاسبة عن الجرائم والمكائد التي إرتكبها".
من هو علي دوبا؟
ولد علي دوبا في قرية قرفيص بريف جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية عام 1933.
انتسب إلى الجيش السوري عام 1955، وشغل فيه عدة مناصب، منها نائب رئيس جهاز الأمن الداخلي بدمشق، والملحق العسكري بالسفارة السورية في لندن بين عامي 1964 و 1966، ثم ملحقاً عسكريا بالسفارة السورية في بلغاريا بين عامي 1967 و 1968، ثم عاد إلى سوريا رئيساً للاستخبارات العسكرية في اللاذقية.
ومع انقلاب حافظ الأسد عام 1970، عينه الأخير رئيساً للاستخبارات العسكرية بدمشق، وبعدها بعام عينه نائباً لرئيس شعبة المخابرات العسكرية، حينها، حكمت الشهابي، إلى أن أصبح رئيسها في عام 1974.
حصل دوبا على ترقية لرتبة لواء عام 1981، وعينه الأسد الأب مسؤولاً عن ملف لبنان عام 1985، إلى جانب حكمت الشهابي وغازي كنعان، إلى أن سلمه منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري عام 1993، إلى جانب منصبه في رئاسة شعبة المخابرات العسكرية في سوريا.
اتهامات بارتكاب جرائم
على الرغم من الظهور الإعلامي النادر لدوبا على وسائل الإعلام السورية، فإن اسمه مازال محفوراً في ذاكرة كثير من السوريين الذين عايشوا فترة حكم حافظ الأسد خلال الربع الأخير من القرن الماضي.
يتهم سوريون المخابرات العسكرية التي كان دوباً رئيساً لها بين عامي 1974 و 2000 بارتكاب جرائم بحق معتقلين سياسيين سوريين، إضافة إلى اتهامات مباشرة بدور كبير في مجزرة حماة عام 1982.
كما طالت المخابرات العسكرية اتهامات بارتكاب جرائم الإعدام الميداني والقتل تحت التعذيب في سجن تدمر، سيئ الصيت، والأفرع التابعة للمخابرات العسكرية في مختلف المحافظات السورية، في فترة الثمانينيات، إبان نشاط "الإخوان المسلمين" في سوريا.
يذكر أن كثيراً من التقارير الإعلامية تحدثت في وقت سابق عن خلافات بين بشار الأسد وعلي دوبا، مع بداية وصول الأسد إلى الحكم في سوريا، انتهت بإقالة دوبا وغيابه بشكل تام عن الحياة العامة، إلا أنه لا يوجد تأكيد أو نفي، على صحة تلك المعلومات، وتبقى في خانة التكهنات.