تقارير | 25 05 2020
مالك الحافظ - روزنة
في الوقت الذي تبرز فيه دعوات أوروبية "مستعجلة" لإقامة منطقة آمنة في إدلب للاجئين، وكذلك فرض حظر جوي فوق منطقة خفض التصعيد الرابعة، فإن "كبار أوروبا" أبدوا "امتعاضهم" من الاتفاق الذي أعلن عنه مساء الخميس الفائت؛ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي فيما يتعلق بإدلب.
الرئاسة الفرنسية قالت في بيان لها يوم أمس الجمعة أن الاتفاق لا يزال هشاً ويتضمن عدداً من "النقاط الغامضة"، وذكر البيان أن "توافق الروس والأتراك على قاعدة أنتجت اليوم وقفاً لإطلاق نار لم يترسخ جيداً بعد، خفضا للتصعيد العسكري مع استمرار التحركات ميدانيا"، معتبرة أن "الأجندة الروسية تبقى واضحة جداً، أي السيطرة على كامل سوريا لصالح (النظام السوري)".
وأضاف "يتضمن هذا الاتفاق عدداً من النقاط الغامضة، ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطرق الدولية M4 و M5، وحديثاً عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته".
وأوضح بيان الرئاسة "ما دام بوتين قادراً على القصف هنا أو هناك، و أردوغان على لعب عدة أوراق مرةً واحدة، والإيرانيون على نشر مقاتلين، فسيملكون الأفضلية على الأرض، لكنهم لا ينتجون معادلة مستقرة في سوريا"، كما أشار إلى أن "على الأتراك الاختيار بين شراكتهم الصعبة مع روسيا والدعم الذي يمكن أن يطلبوه من الحلفاء ومن الأوروبيين"، في الوقت الذي دحضت فيه باريس فكرة عجز الأوروبيين أمام موسكو وأنقرة في الأزمة السورية.
ولا يبدو أن إنكار باريس العجز الأوروبي المتمثل بغياب حالي مؤثر في الملف السوري هو أمر منطقي، فالأوروبيون على ما يبدو أذعنوا للرغبة الروسية بمنع مشاركتهم لموسكو وأنقرة صياغة الاتفاق الأخير حول إدلب.
اقرأ أيضاً: بين فكي كماشة... ما هو مصير منطقة جنوب الطريق الدولي "M4"؟
و كان اقترح كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لقاء أواخر شباط الماضي مع الرئيسين الروسي والتركي حول الأزمة السورية، غير أن الخارجية الروسية أعربت في 27 شباط الفائت عن شكوكها بجدوى انضمام فرنسا وألمانيا ودول أخرى -آنذاك- إلى المباحثات الروسية التركية حول الوضع في إدلب.
وقالت حول ذلك المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إذا كان الحديث يدور حول المباحثات الثنائية فيجب أن يتم إيجاد الحلول بصيغة ثنائية"، وأشارت إلى أن دولا أخرى غير روسيا وتركيا لم تلعب "أي دور حاسم" في تسوية الوضع على الأرض بسوريا وتساءلت: "ما الهدف من توسيع الصيغة الثنائية؟".
المحلل السياسي، أسامة بشير، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن الموقف الأوروبي بما بخص سوريا عامة والشمال خاصة؛ مرهون و مرتبط بالقرار الأميركي، كما لفت إلى أن إفشال الروس وتحجيمهم ليس قرارا الولايات المتحدة فقط وإنما بريطانيا أيضاً.
وتابع: "لا يمكن لأميركا أن تسمح للروس بتحقيق نصر في سوريا، ونلاحظ كيف عرقلت أميركا مساعي الروس بأن يكون سوتشي معترف عليه في مجلس الأمن؛ وهذا دليل على أن أميركا لن تقبل بصيغة سوتشي ولا بأي اتفاق روسي بما يخص مستقبل سوريا، ولا تقبل إلا بصيغة جنيف".
وأكمل في السياق ذاته: "كذلك مسألة الإعمار وعودة اللاجئين عارضتها أميركا، أي مساهمة بالإعمار وأي عودة للاجئين قبل عملية انتقال سياسي وهذا ماتبنته أوروبا أيضاً".
منطقة آمنة للاجئين؟
في سياق مواز طالب المستشار النمساوي؛ سباستيان كروز، أمس الجمعة، الاتحاد الأوروبي بدور فعال لإنشاء "منطقة سلام" شمال غربي سوريا، كحل لأزمة طالبي اللجوء.
وفي تصريح صحفي، اقترح كروز حلا في سوريا من خلال وضع خطة لإنشاء منطقة سلام في سوريا، مفضلا أن تكون في الشمال السوري.
في حين كان وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، أكد على ضرورة تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار من خلال إقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض المشافي للقصف، وأعرب بلوك عن اعتقاده بأن الدول الأوروبية ترغب بشدة في المضي قدما لإقناع أعضاء مجلس الأمن الدولي بإقامة منطقة حظر الطيران تلك.
الباحث المتخصص في الشؤون الأوروبية، بهاء محمود، أشار خلال حديثه لـ "روزنة" إلى أن الدور الأوروبي ضعيف للغاية و ينحصر في التعاون من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال السوري؛ حيث مناطق نفوذ الولايات المتحدة الأميركية، وهو الدور التابع لواشنطن.
قد يهمك: الأسد يغازل بن سلمان من النافذة التركية
وتابع: "لا يعتبر دور أوروبا فاعلاً في حين تركيا تزداد مساحتها داخل سوريا والأوروبي كما هو، وهو الدور المتناغم والمتعاون مع الدور الأميركي".
ورأى محمود بخصوص الطرح الأوروبي في إقامة المنطقة الآمنة، بأن أوروبا تريد وقف سيل اللاجئين إليها عبر الحدود التركية اليونانية وجعل إدلب منطقة آمنة لإقامة مخيمات، فذلك الحل المناسب من وجهة نظر الأوروبيين حتى يتخلصوا من تهديدات أردوغان ومن ورقة الضغط المستمرة عليهم، وفق اعتقاد الخبير في الشؤون الأوروبية.
من ناحيته ذكّر بشير بأن المنطقة الآمنة؛ كانت تركيا تطالب بها منذ سنوات مقابل تجاهل من أميركا؛ وصمت أوروبي.
وتابع في هذا السياق "الآن تغيرت الأوضاع فقد وضعهم أردوغان أمام خيارين إما دعم تشكيل منطقة آمنة وإلا ستصلكم أفواج اللاجئين، وبمجرد وصول اللاجئين لحدودهم بدأت أوربا بالعمل لدعم الطلب التركي بطلبه بإنشاء منطقة آمنة... أعتقد أنه لا خيار لأوربا فإما استقبال اللاجئين وإما دعم الطلب التركي بالمنطقة الآمنة؛ وربما أميركا تستجيب للطلب التركي أمام الضغط الأوربي؛ وبهذه الحالة سيكون هناك حظرا للطيران، أما بدون منطقة آمنة فلا أعتقد أنه سيتم حظرا للطيران في الشمال؛ إلا إذا أرادت أميركا".
في الوقت الذي تبرز فيه دعوات أوروبية "مستعجلة" لإقامة منطقة آمنة في إدلب للاجئين، وكذلك فرض حظر جوي فوق منطقة خفض التصعيد الرابعة، فإن "كبار أوروبا" أبدوا "امتعاضهم" من الاتفاق الذي أعلن عنه مساء الخميس الفائت؛ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي فيما يتعلق بإدلب.
الرئاسة الفرنسية قالت في بيان لها يوم أمس الجمعة أن الاتفاق لا يزال هشاً ويتضمن عدداً من "النقاط الغامضة"، وذكر البيان أن "توافق الروس والأتراك على قاعدة أنتجت اليوم وقفاً لإطلاق نار لم يترسخ جيداً بعد، خفضا للتصعيد العسكري مع استمرار التحركات ميدانيا"، معتبرة أن "الأجندة الروسية تبقى واضحة جداً، أي السيطرة على كامل سوريا لصالح (النظام السوري)".
وأضاف "يتضمن هذا الاتفاق عدداً من النقاط الغامضة، ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطرق الدولية M4 و M5، وحديثاً عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته".
وأوضح بيان الرئاسة "ما دام بوتين قادراً على القصف هنا أو هناك، و أردوغان على لعب عدة أوراق مرةً واحدة، والإيرانيون على نشر مقاتلين، فسيملكون الأفضلية على الأرض، لكنهم لا ينتجون معادلة مستقرة في سوريا"، كما أشار إلى أن "على الأتراك الاختيار بين شراكتهم الصعبة مع روسيا والدعم الذي يمكن أن يطلبوه من الحلفاء ومن الأوروبيين"، في الوقت الذي دحضت فيه باريس فكرة عجز الأوروبيين أمام موسكو وأنقرة في الأزمة السورية.
ولا يبدو أن إنكار باريس العجز الأوروبي المتمثل بغياب حالي مؤثر في الملف السوري هو أمر منطقي، فالأوروبيون على ما يبدو أذعنوا للرغبة الروسية بمنع مشاركتهم لموسكو وأنقرة صياغة الاتفاق الأخير حول إدلب.
اقرأ أيضاً: بين فكي كماشة... ما هو مصير منطقة جنوب الطريق الدولي "M4"؟
و كان اقترح كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لقاء أواخر شباط الماضي مع الرئيسين الروسي والتركي حول الأزمة السورية، غير أن الخارجية الروسية أعربت في 27 شباط الفائت عن شكوكها بجدوى انضمام فرنسا وألمانيا ودول أخرى -آنذاك- إلى المباحثات الروسية التركية حول الوضع في إدلب.
وقالت حول ذلك المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إذا كان الحديث يدور حول المباحثات الثنائية فيجب أن يتم إيجاد الحلول بصيغة ثنائية"، وأشارت إلى أن دولا أخرى غير روسيا وتركيا لم تلعب "أي دور حاسم" في تسوية الوضع على الأرض بسوريا وتساءلت: "ما الهدف من توسيع الصيغة الثنائية؟".
المحلل السياسي، أسامة بشير، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن الموقف الأوروبي بما بخص سوريا عامة والشمال خاصة؛ مرهون و مرتبط بالقرار الأميركي، كما لفت إلى أن إفشال الروس وتحجيمهم ليس قرارا الولايات المتحدة فقط وإنما بريطانيا أيضاً.
وتابع: "لا يمكن لأميركا أن تسمح للروس بتحقيق نصر في سوريا، ونلاحظ كيف عرقلت أميركا مساعي الروس بأن يكون سوتشي معترف عليه في مجلس الأمن؛ وهذا دليل على أن أميركا لن تقبل بصيغة سوتشي ولا بأي اتفاق روسي بما يخص مستقبل سوريا، ولا تقبل إلا بصيغة جنيف".
وأكمل في السياق ذاته: "كذلك مسألة الإعمار وعودة اللاجئين عارضتها أميركا، أي مساهمة بالإعمار وأي عودة للاجئين قبل عملية انتقال سياسي وهذا ماتبنته أوروبا أيضاً".
منطقة آمنة للاجئين؟
في سياق مواز طالب المستشار النمساوي؛ سباستيان كروز، أمس الجمعة، الاتحاد الأوروبي بدور فعال لإنشاء "منطقة سلام" شمال غربي سوريا، كحل لأزمة طالبي اللجوء.
وفي تصريح صحفي، اقترح كروز حلا في سوريا من خلال وضع خطة لإنشاء منطقة سلام في سوريا، مفضلا أن تكون في الشمال السوري.
في حين كان وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، أكد على ضرورة تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار من خلال إقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض المشافي للقصف، وأعرب بلوك عن اعتقاده بأن الدول الأوروبية ترغب بشدة في المضي قدما لإقناع أعضاء مجلس الأمن الدولي بإقامة منطقة حظر الطيران تلك.
الباحث المتخصص في الشؤون الأوروبية، بهاء محمود، أشار خلال حديثه لـ "روزنة" إلى أن الدور الأوروبي ضعيف للغاية و ينحصر في التعاون من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال السوري؛ حيث مناطق نفوذ الولايات المتحدة الأميركية، وهو الدور التابع لواشنطن.
قد يهمك: الأسد يغازل بن سلمان من النافذة التركية
وتابع: "لا يعتبر دور أوروبا فاعلاً في حين تركيا تزداد مساحتها داخل سوريا والأوروبي كما هو، وهو الدور المتناغم والمتعاون مع الدور الأميركي".
ورأى محمود بخصوص الطرح الأوروبي في إقامة المنطقة الآمنة، بأن أوروبا تريد وقف سيل اللاجئين إليها عبر الحدود التركية اليونانية وجعل إدلب منطقة آمنة لإقامة مخيمات، فذلك الحل المناسب من وجهة نظر الأوروبيين حتى يتخلصوا من تهديدات أردوغان ومن ورقة الضغط المستمرة عليهم، وفق اعتقاد الخبير في الشؤون الأوروبية.
من ناحيته ذكّر بشير بأن المنطقة الآمنة؛ كانت تركيا تطالب بها منذ سنوات مقابل تجاهل من أميركا؛ وصمت أوروبي.
وتابع في هذا السياق "الآن تغيرت الأوضاع فقد وضعهم أردوغان أمام خيارين إما دعم تشكيل منطقة آمنة وإلا ستصلكم أفواج اللاجئين، وبمجرد وصول اللاجئين لحدودهم بدأت أوربا بالعمل لدعم الطلب التركي بطلبه بإنشاء منطقة آمنة... أعتقد أنه لا خيار لأوربا فإما استقبال اللاجئين وإما دعم الطلب التركي بالمنطقة الآمنة؛ وربما أميركا تستجيب للطلب التركي أمام الضغط الأوربي؛ وبهذه الحالة سيكون هناك حظرا للطيران، أما بدون منطقة آمنة فلا أعتقد أنه سيتم حظرا للطيران في الشمال؛ إلا إذا أرادت أميركا".