تقارير | 25 05 2020
اعتبر الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي؛ منير أديب، في حديث لـ "راديو روزنة" أنه وبعد أن تم الإعلان عن القضاء على داعش في سوريا نهاية شهر آذار الفائت، فإن عناصر هذا التنظيم يتواجدون في كل العواصم العربية و الأوروبية بلا استثناء، إثر هروب الكثير منهم إلى عواصمهم التي أتوا منها.
و رجح أديب أن عناصر التنظيم قد "يكونوا أصبحوا بعشرات الآلاف من الخلايا والذئاب المنفردة التي قد تقوم بتنفيذ عمليات مسلحة في أي وقت من الأوقات، حيث كان يتجمع أفراد التنظيم في أماكن محددة و أما الآن أصبحوا في كل الأماكن وفي كل العواصم، بسبب غياب الاستراتيجية الجامعة لمواجهة هذا التنظيم المتطرف، وغابت فكرة المواجهة الفكرية مع المواجهة الأمنية والعسكرية".
كما لم يستبعد أن يتم قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في وقت من الأوقات القادمة وإلقاءه في البحر؛ كما فعلتها سابقا الولايات المتحدة مع أسامة بن لادن والذي يندرج ضمن إطار "المسرحية الهزلية" وفق تعبيره.
وتابع بالقول أن: "الولايات المتحدة في عام 2011 قالت أنها قتلت أسامة بن لادن في عملية عسكرية وأنها القت بجثته في البحر، بينما هي الآن تتفاوض مع حركة طالبان في أفغانستان فما بال هذه الحرب التي انهزمت فيها الولايات المتحدة وما بال جثة أسامة بن لادن، الولايات المتحدة عندما أرادت القيام بتلك العملية كانت تريد الاستهزاء بالعقل العربي، وأرادوا التصوير للعالم بأنهم كانوا يواجهون تنظيم القاعدة".
و في شهر أيار من العام 2011، قالت واشنطن إن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن دفن في البحر بعد أن قتلته القوات الأميركية في مجمع حصين قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، مشيرة إلى أن هذا كان الخيار الأمثل نظرا لضيق الوقت، وقال مسؤولون آنذاك إن نقل الجثمان لأي دولة كان سيستغرق وقتا أطول.
هذا و رصد التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يبلغ عن مكان زعيم تنظيم داعش، في الوقت الذي بات مصيره مجهولاً بعد خسارته مناطق سيطرته في سوريا والعراق، بينما قال مصدر في قيادة شرطة مدينة الرمادي العراقية، إن طائرات التحالف الدولي ألقت على مدينة الرمادي منشورات حثت فيها الأهالي على الإبلاغ عن البغدادي.
اقرأ أيضاً:"روزنة" تكشف مصير الداعشي المتهم بمحاولة اغتيال البغدادي
ولفتت الرسالة التي أسقطتها الطائرات الأربعاء نظر سكان مدينة الرمادي إلى أن الوسيلة الوحيدة للانتقام من البغدادي وما تسبب به، هي المعلومات التي يمكن تقديمها للوصول إليه، في حين ذكرت وسائل إعلامية في وقت سابق أن زعيم تنظيم "داعش" غير موجود في العراق ويتواجد في البادية السورية، فيما أكد التحالف الدولي أنه لا يعرف مكانه على الإطلاق.
وأضاف: "هناك اتهامات موجهة للتحالف الدولي بأنه لم يفشل فقط في القضاء على داعش؛ و إنما تآمر في فكرة مواجهة داعش، خاصة و أن التحالف الدولي المكون من قرابة 79 دولة؛ استمر خمس سنوات كاملة ليعلن بعدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه نجح في القضاء على داعش، بينما فوجئنا بأن الولايات المتحدة أنها فشلت في الوصول إلى البغدادي أو القادة النخبويين، وهذا دليل على الفشل و على أن مصالح الولايات المتحدة الأميركية في بقاء هذا التنظيم وليس القضاء عليه".
وكذلك تابع بالإشارة إلى أن "العواصم الأوروبية سبق و أعلنت أنها لا تريد استقبال المقاتلين الأجانب ولا محاكمة هؤلاء على أراضيها؛ وقد يكون هذا جزء من سبب أكبر بأنه لا توجد رغبة دولية ولا أوروبية في القضاء على داعش، بل يمكن أن نقرأ أن أوروبا والولايات المتحدة فشلوا في التعامل مع هذا التنظيم، أو حتى القضاء عليه بشكل كامل".
وحول إعلان التحالف الدولي للمكافأة المالية الكييرة من اجل الإدالاء بمعلومات تفيد بالقاء القبض على البغدادي، استبعد أديب أن يجدي الإعلان أي نفع؛ مرجعاً ذلك لأسباب عدة، متسائلاً حول استطاعة المواطنين العراقيين أو حتى السوريين بمعرفة مكان اختباء البغدادي، والولايات المتحدة بالأساس وجهازها الاستخباراتي "سي اي ايه" قد فشلوا في الوصول إلى زعيم التنظيم.
قد يهمك:هل تحارب الولايات المتحدة "تحرير الشام" بعد "داعش"؟
معتبراً أن وضع هذه المكافأة الكبيرة ما هو إلا استهزاء بالعقل العربي، وأضاف حول ذلك "الولايات المتحدة تريد أن تصور للعالم العربي أنها كانت تقضي على داعش، وكانت تواجهه، وهي في الحقيقة لم تكن تواجهه".
فيما استبعد أن ينجح الإعلان في استمالة القادة النخبويين العسكريين لتنظيم داعش؛ والموجودين حول أبو بكر البغدادي، مؤكداً على أنه "إذا كانت الولايات المتحدة تخدع هؤلاء بهذه الأموال؛ فهي لا تقرأ هذا التنظيم قراءة صحيحة، فهؤلاء تحركهم عقيدة وهذه العقيدة لا يمكن أن تشترى بالمال، وهؤلاء النخبويين تم اختيارهم بعناية شديدة، فهم يضحون بأنفسهم ويموتون من أجل عقيدة وفكر فاسدين".
لماذا يهرب البغدادي إلى العراق؟
من جانبه استبعد الباحث العراقي في الشؤون الأمنية؛ عباس العرداوي، خلال حديثه لـ "روزنة" أن يكون البغدادي قد وصل فعلا للعراق، مرجحا احتمالية بقاء البغدادي حتى الآن في سوريا .

وأضاف بالقول "يجب أن نتساءل بعد نقل عدد من الإرهابيين من عراقيي الجنسية إلى العراق ضمن اتفاق، فقد خضعوا كلهم للكشف الامني وتثبيت الهوية ولم يكن البغدادي من ضمنهم، أما محاولات اقتحام الحدود وهي كثيرة؛ لم تفلح، بسبب مرابطة قوات الحشد الشعبي وفصائله في منطقة الحدود العراقية السورية".
لافتا بأن واشنطن هي الوحيدة من يستطيع التلاعب بورقة البغدادي من خلال الإعلان عن تواجده بمناطق مختلفة؛ "تارة في الأردن لتهديد أمنها وأخرى في الجزيرة العربية لابتزاز حكامها، وأخيراً في العراق والسبب واضح لاتخاذه ذريعة وسبب وحجة لادخال قوات خاصة لمتابعته أو قتله، وكل هذا يأتي تزامناً مع رفض شعبي ونيابي؛ وحراك داخل قبة البرلمان العراقي لاستصدار قانون اجلاء القوات الأجنبية؛ والأميركية تحديداً".
وختم بالقول: "البغدادي وهو في عز قوته ومعه الآلاف من المرتزقة لم يصمد أمام قواتنا الأمنية، فكيف به وهو هارب مع عدد من مرتزقة لا تحميهم أرضاً ولا سماء ولا توجد لديهم حاضنة؛ بعد أن كشفت مخططاتهم وبعد أن تسلطوا على رقاب الناس وحكموا بالقتل والترويع وفسدوا في البلاد والعباد، لذا لا توجد حاضنة لهم سوى القواعد الأميركية؛ التي تحرص على إعادة تدويرهم كنفايات حرب وأوراق ابتزاز".
اقرأ أيضاً:بعد نهاية تنظيم "داعش" من سوريا... أين الأسرى؟
وكانت مصادر أمنية لبنانية، نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط"، قد أكدت أن "الأجهزة والسفارات الغربية، بنت استنتاجاتها على الأوضاع العسكرية والأمنية غير المستقرّة في سوريا، وتجدد جولات العنف المتقطّعة، ما يجعل الوضع الأمني سيئاً للغاية والوضع الاقتصادي أكثر سوءاً مما كان عليه في ذروة الحرب".
وتتحدث المعلومات عن "شكوك بوجود عشرات اللبنانيين بينهم، من نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش، لا يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، ويتنقلون بين الأراضي السورية والعراقية".
وتفيد المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، أن "الدول التي لديها مواطنون في مخيم الهول الذي يكتظ بآلاف المقاتلين من داعش وعائلاتهم، تتابع أوضاع رعاياها من خلال سفاراتها في لبنان، وهذه السفارات حذّرت صراحة من فرار عشرات المتشددين من مواطنيها إلى لبنان، عبر الحدود غير المضبوطة، أو عبر تهريبهم من قبل مافيات، لقاء أموال طائلة، ونقلهم إلى داخل المخيمات الفلسطينية".
ووفق المعلومات المشار إليها، فإن "الخطورة تكمن في أن الدول الأوروبية وأستراليا، أسقطت جنسياتها عن مواطنيها الموجودين في مخيم الهول، ما جعل الآلاف من دون جنسية، كما أن هذه الدول تنازلت عن واجباتها القانونية في محاكمة مواطنيها، كي لا تتحمّل مخاطر إعادتهم إلى بلادهم".