تقارير | 25 05 2020
هلا شركس تكتب على فيسبوك:
لطالما كنت أتساءل.. لماذا تبدو مدارسنا كالسجون؟ لماذا الإصرار على اللونين الرمادي والأسود؟
أذكر عندما كنت في الابتدائية في أواخر الستينات، كان الباب الحديدي الكبير لمدرستنا الوحيدة في حرستا مدهونا" باللون الأخضر، وكانت جدران الصفوف مدهونة باللون السماوي أو الأبيض، ولم يكن هنالك قضبان حديدية سوداء تفصل الباحة عن الرصيف الممتد أمام غرف الصفوف، كان لباسنا الموحد مربعات باللونين الأزرق والأبيض، وكنا نربط شعرنا بشرائط بيضاء ونلبس ياقات بيضاء.
في بداية السبعينات تحول الأبيض، الى اللون البيج للابتدائي والى الرمادي القاتم (الرصاصي) للإعدادي، واللباس العسكري للثانوي، وتحولت الشرائط البيضاء الى سوداء. ومن ثم قرر اللباس البترولي على المرحلة الابتدائية، والعسكري على كلتا المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكان باب المدرسة الكبير أيضا" قد طلي باللون الأسود.
أعود لموضوع اللغة الانكليزية.. كانت سنة الأول الثانوي مرحلة احتضار للغة الانكليزية بالنسبة لي، و لأن متابعة دراستي في الجامعة كانت بالنسبة لي هدفا" لا يمكن مناقشته، إذ كنت مستعدة لتقديم أي تضحية لتحقيقه، فكنت أقول لأمي: سأدخل أي كلية عدا كلية الأدب الانكليزي! فمهما كانت المواد صعبة، لكنها على الأقل ستكون مفهومة بالنسبة لي باللغة العربية!
و بسبب وضعنا المادي المتواضع، و بعد الكلية عن مكان إقامتي في حرستا، و صعوبة المواصلات، والسمعة السيئة لما كان يسمى وقتها بسرايا الدفاع، التابعة لرفعت الأسد، سيء الصيت أيضا"، والذي كان مركزهم قريبا" جدا" من كلية الآداب، وما كان الكل يتحدثون به همسا" عن مغامراته الداعرة، فقد كان الأمر محسوما" عند والدي، ومشكوكا" به لدى والدتي، لكنني كنت متأكدة أنه لا يمكن لشيء أن يقف أمام قراري.
البقية في الحلقة الرابعة.. تصبحون على أمل.
صفحة هلا شركس على فيسبوك، اضغط (هنا)