تقارير وتحقيقات | 23 06 2025

اقتصرت اليوم الاثنين مراسم دفن ضحايا التفجير الانتحاري على كنيسة مار الياس في العاصمة دمشق، على التشييع بجنازات فردية منفصلة، وسط وداع في منطقة وادي النصارى بحمص، لشاب جامعي قضى في الهجوم.
وتعرضت كنيسة مار إلياس مساء أمس، لهجوم نفذه شخص انتحاري أطلق النار في الساحة الخارجية قبيل تفجير نفسه بحزام ناسف خلال تأدية الصلاة، ما أدى لوقوع عدد كبير من الضحايا وحالة من الذعر والخوف، إضافة إلى أضرار مادية في الكنيسة ومواقع مجاورة.
ونقلت وكالة "سانا" اليوم الاثنين تصريحاً لوزارة الصحة قالت فيه إن 25 مدنياً قتلوا وأصيب 63 آخرين، في ارتفاع لحصيلة ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة، بعد أن أشارت آخر إحصائية نشرتها الوزارة عند منتصف الليل إلى 22 قتيل مدني و59 جريح نتيجة الهجوم.
لا تشييع جماعي اليوم
قال رجل دين في كنيسة مار إلياس لروزنة، إن التشييع لن يكون جماعياً اليوم لعدم القدرة على جمع أشلاء بعض الضحايا وتواجد جرحى في المشافي وعدم معرفة مصير البعض إن كانوا بين الناجين أو من قضوا في التفجير.
وانتشرت نعوات لعدد من الضحايا، بينهم المهندس جريس البشارة المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، الذي قال أحد أصدقائه إنه هو من حاول حماية البقية بعد رميه بنفسه على منفذ الهجوم، حسب ما كتب على حسابه في فايسبوك.
ومن المقرر أن تقام صلاة تكريماً لأرواح من خسروا حياتهم في التفجير، مساء اليوم الاثنين، في كنيسة مار الياس، حسب ما أكدت مصادر محلية لروزنة، دون إعلان رسمي حتى لحظة نشر المادة، في ظل الاحترازات الأمنية المشددة في المنطقة.
وادي النصارى "يزف مطانيوس"
وشيع الأهالي في قرية عناز بمنطقة وادي النصارى في حمص، اليوم، الشاب مطانيوس طنوس طالب كلية الإعلام في جامعة دمشق، وسط حالة من الحزن وقرع الطبول وفق عادات محلية "تزف الجثمان" أحد ضحايا التفجير الانتحاري أمس، كما قرعت "حزناً" أجراس الكنائس في المنطقة عند منتصف الظهيرة.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في مؤتمر صحفي مساء أمس، إن أمن دور العبادة في سوريا "خط أحمر"، كما اعتبر أن "المستهدف من هذا الهجوم الإرهابي هو كل السوريين وليس طائفة فقط وهدفه إظهار الدولة السورية أنها عاجزة عن حماية مواطنيها".
وأشار أيضاً إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود منفذ واحد للهجوم الذي وصفه بالـ"إرهابي"، إضافة إلى إظهار المعطيات الأولية مسؤولية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مؤكداً إلى استكمال التحقيقات وجمع الأدلة لكشف هوية المنفذ.
اقرأ أيضاً.. تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق: ارتفاع حصيلة الضحايا وأول مقطع يظهر "الانتحاري"
مستمرين.. وبيان رئاسي
ورصدت روزنة أجزاء من التوتر في الدويلعة ومناطق بالعاصمة، بينما تقاطعت شهادات سوريين وسوريات بشريحة عشوائية حول مشاعرها بعد التفجير، عبر قولهم: "مستمرين، علينا خطر وعلينا خطر، لكن بدنا نظل مستمرين"، حسب ما نقل المراسل.
وأشار المرسل إلى استمرار المبادرات الفردية التضامنية، في ظل دعوات شبان وشابات للمساعدة في أعمال ترحيل ركام الدمار في الكنيسة، والمساهمة بأعمال التنظيف، دون الوضوح حول إمكانية ذلك في ظل التشديد الأمني بالمنطقة.
وأصدر رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، بياناً قدم فيه التعزية لذوي الضحايا، متعهداً بملاحقة جميع من شارك وخطط لما وصفها بـ"الجريمة البشعة" التي تذكر بـ"أهمية التكاتف والوحدة -حكومة وشعباً- في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا".
وأدان التفجير كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس اللبناني جوزيف عون، ووزارات خارجية كل من قطر والمملكة العربية السعودية والكويتية ورابطة العالم الإسلامي وجهات أخرى.
محلياً، واصل وزراء الحكومة السورية نشر بيانات تعزية وإدانة، كما زار الكنيسة مساء أمس كل محافظ دمشق ماهر مروان ووزير الكوارث رائد الصالح إضافة لوزيرة العمل الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التي رافقت المحافظ في جولة على المشافي لتفقد أحوال الجرحى.
إلغاء فعاليات
وحداداً على أرواح الضحايا وتضامناً مع ذويهم، ألغيت عدد من الفعاليات في دمشق، بينها معرض للفنانة رانيا النجدي حول المعتقلين والمعتقلات كان مقرراً افتتاحه اليوم في المتحف الوطني بعنوان "لمن لم يذكر ولن ينسى".
كذلك، أعلنت وزارة الاقتصاد عن إلغاء حفل افتتاح معرض "فود إكسبو" تضامناً مع أسر الضحايا، مع استمراره بفعالياته.
وشهدت مواقع التواصل حملة تضامن واسعة من قبل السوريين والسوريات مع ذوي الضحايا واستنكار للهجوم الانتحاري، وسط دعوات لكشف ملابسات التفجير ومحاسبة الجناة وتحمل الحكومة لمسؤوليتها في ضمان أمن السوريين وعدم وقوع تفجيرات مماثلة، وفق قولهم.