تفجير مأساوي يهز كنيسة مار الياس في الدويلعة

شهدت منطقة الدويلعة بدمشق يومًا مأساويًا إثر تفجيرين إرهابيين استهدفا كنيسة مار الياس، مخلفين وراءهما دمارًا وألمًا عميقًا. تنقل عدسة "روزنة" صورًا مؤثرة من موقع الحادث، حيث تتجلى بشاعة الهجوم الذي استهدف المدنيين الأبرياء.

في إطار المتابعة الأمنية العاجلة، توجّه قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، إلى موقع الانفجار للاطلاع على مجريات التحقيق الأولية في هذا الهجوم الإرهابي الغادر الذي هز الكنيسة.

ووفقًا لبيان وزارة الداخلية على فيسبوك، فإن تفاصيل صادمة تكشفت حول الهجوم. فقد أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث أطلق النار بشكل عشوائي، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة كان يرتديها.

شهادة الأب ملاطيوس شطاحي: الرصاص ثم التفجير المزدوج

كشف الأب ملاطيوس شطاحي، في شهادة مؤلمة، عن تفاصيل اللحظات المروعة التي سبقت التفجير. يقول الأب شطاحي: "بدأنا نسمع صوت إطلاق نار خارج الكنيسة، لنحو دقيقتين بشكل متقطع، بعدها انتقل لساحة الكنيسة ومن ثم لداخل مبنى الكنيسة". وأضاف: "بعدها وبشكل مفاجئ شوهد شخصان يرتديان حزامين ناسفين ويفجران نفسيهما أثناء القداس الإلهي".

هذه الشهادة تشير إلى وجود هجوم مزدوج، ما يزيد من فداحة الكارثة.مراسلنا محمد سليمان كان هناك، ورصد لنا الخوف الذي يحيط بالأهالي القاطنين في المنطقة. و أفادنا بوضع حراسة كاملة على كل الكنائس الموجودة في المنطقة.

عدد الضحايا والتهديد المستمر

تشير المعلومات الأولية التي وردت في بيان الداخلية إلى ارتقاء عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح. وقد سارعت الوحدات الأمنية إلى موقع الحادث، حيث طوّقت المنطقة بالكامل، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم الإرهابي. ويُعد وجود عدد كبير من المدنيين والأطفال داخل الكنيسة لحظة الهجوم أمرًا يزيد من فداحة الكارثة، ويجعل المشهد أكثر إيلامًا. الأب شطاحي يؤكد أن الكنيسة كانت تضم عدد كبير من المصلين أثناء القداس، ما يوضح حجم الكارثة المحتملة.

يأتي هذا الهجوم في وقت كانت فيه تصريحات من بريطانيا قد صدرت بخصوص رعاياها في سوريا، مما يطرح تساؤلات حول الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تهدد حياة المدنيين. هذا الهجوم ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو تذكير مؤلم بأن الإرهاب لا يزال يضرب في العمق، مستهدفًا الأماكن الآمنة ومروّعًا النفوس البريئة.

تعليق الأب شطاحي بأن "السكوت عما كان يسمى أحداثًا فردية لا يفاجئني بما وصلنا إليه اليوم، ما يعكس شعورًا بالإحباط من تفاقم الوضع الأمني عند معظم السوريين".

الصورة لميلاد فضل

وكانت الحكومة البريطانية قد دعت جميع رعاياها الموجودين في سوريا إلى مغادرتها بأي وسيلة ممكنة، وفي حال تعذر ذلك، طالبتهم بالبقاء في أماكن آمنة حتى تتوفر وسيلة لإخراجهم بشكل آمن، وأشارت إلى إمكانية فرض حظر تجوال في بعض المناطق، داعية إلى التقيد بالتعليمات المحلية وممارسة أقصى درجات الحذر على خلفية الوضع الأمني الغير مستقر و الصراع بين اسرائيل وإيران.