تقارير وتحقيقات | 23 06 2025
روزنة
كشفت وزارة الصحة عن ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس بالعاصمة دمشق، أمس الأحد، لتصل إلى أكثر من ثمانين قتيل وجريح، وسط استمرار الإدانات المحلية والدولية، فيما نشر مقطع لكاميرا مراقبة زعم أنه لمنفذ الهجوم قبيل دخوله الكنيسة.
ونقلت وكالة "سانا" اليوم الاثنين تصريحاً لوزارة الصحة قالت فيه إن 25 مدنياً قتلوا وأصيب 63 آخرين، في ارتفاع لحصيلة ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة، بعد أن أشارت آخر إحصائية نشرتها الوزارة عند منتصف الليل إلى 22 قتيل مدني و59 جريح نتيجة الهجوم.
وقال مراسل روزنة في العاصمة، إن مدنيين كانوا داخل الكنيسة عند الهجوم، لم يعرف مصيرهم حتى صباح اليوم، وسط تقديرات تشير إلى وجود نحو 300 إلى 400 شخص لحظة تنفيذ التفجير داخل الكنيسة.
وتعرضت كنيسة مار إلياس مساء أمس، لهجوم نفذه شخص انتحاري أطلق النار في الساحة الخارجية قبيل تفجير نفسه بحزام ناسف خلال تأدية الصلاة، ما أدى لوقوع عدد كبير من الضحايا وحالة من الذعر والخوف، إضافة إلى أضرار مادية في الكنيسة ومواقع مجاورة.
وتداولت حسابات عبر مواقع الاجتماعي وصفحات محلية، مقطعاً مصوراً زعموا أنه لسائح إيطالي يوثق من شرفة ما يبدو أنها غرفة فندقية، لحظة إطلاق الانتحاري للنار كان يسخر منه بقوله "أهلا في سوريا"، قبل أن يفزع عند سماع صوت انفجار.
تشديد أمني
أكد مراسلنا أن انتشاراً أمنياً مكثفاً شهده محيط كنيسة مار إلياس، في ظل تشديد الحراسة على الكنائس في المنطقة، مع استمرار فرض طوق أمني.
وبثت قناة "الإخبارية السورية" تقريراً مصوراً، أظهر عمليات تفتيش للسيارات عند مدخل حي الدويلعة من جهة الطريق الواصل إلى حي باب شرقي، في ظل انتشار أمني لعناصر من قوات الأمن الداخلي (الأمن العام سابقاً).
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في مؤتمر صحفي مساء أمس، إن أمن دور العبادة في سوريا "خط أحمر"، كما اعتبر أن "المستهدف من هذا الهجوم الإرهابي هو كل السوريين وليس طائفة فقط وهدفه إظهار الدولة السورية أنها عاجزة عن حماية مواطنيها".
وأشار أيضاً إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود منفذ واحد للهجوم الذي وصفه بالـ"إرهابي"، إضافة إلى إظهار المعطيات الأولية مسؤولية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مؤكداً إلى استكمال التحقيقات وجمع الأدلة لكشف هوية المنفذ.
وأضاف "البابا": "تنظيم داعش سيفشل في ضرب السلم الأهلي ونعول على دور الإعلام الوطني في التوعية من مخططات التنظيم (...) ستتم محاسبة جميع المتورطين في هذا العمل الإجرامي وسنعمل على ترميم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه".
وتحدث أيضاً أن "فلول النظام البائد لديهم مصلحة في إشاعة الفوضى في سوريا إضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي (...) الدولة السورية تبذل من خلال أجهزتها كل الجهود لإحباط وكشف العمليات الإرهابية"، مؤكداً أن ما حصل هو خرق أمني في ظل إحباط محاولتين سابقتين لاستهداف مقام السيدة زينب وكنيسة معلولا بريف دمشق.
أول مقطع لـ"الانتحاري"
بثت صفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقطعاً مصوراً زعموا من كاميرا مراقبة على بعد أمتار من أحد مداخل كنيسة مار إلياس، يظهر فيه "الانتحاري" قبيل دخوله لتنفيذ الهجوم.
ويظهر المقطع شخصاً يمشي باتجاه الكنيسة ويبدو أنه لفت نظر أحد أصحاب المحال التجارية الذي مر قربه، قبيل أن يهرع عدد من المتواجدين في الموقع فور دخوله إلى الباحة الخارجية، فيما يرجح أنه بدء إطلاقه النار.
وصور المقطع عند الساعة السادسة و31 دقيقة، حسب ما تظهر كاميرا المراقبة، بينما لم ينشر من قبل وزارة الداخلية أو وسائل الإعلام الرسمية، كما لم يتسن لروزنة التحقق من دقته عبر مصدر مستقل.
إدانات مستمرة
تتواصل الإدانات المحلية والدولية للتفجير الانتحاري، في حين لم يصدر أي بيان من رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، حتى لحظة نشر المادة.
وأدان التفجير كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس اللبناني جوزيف عون، ووزارات خارجية كل من قطر والمملكة العربية السعودية والكويتية ورابطة العالم الإسلامي وجهات أخرى.
محلياً، واصل وزراء الحكومة السورية نشر بيانات تعزية وإدانة عبر حساباتهم في مواقع التواصل أو معرفات وزاراتهم، كما زار الكنيسة مساء أمس كل محافظ دمشق ماهر مروان ووزير الكوارث رائد الصالح إضافة لوزيرة العمل الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التي رافقت المحافظ في جولة على المشافي لتفقد أحوال الجرحى.
وشهدت مواقع التواصل حملة تضامن واسعة من قبل السوريين والسوريات مع ذوي الضحايا واستنكار للهجوم الانتحاري، وسط دعوات لكشف ملابسات التفجير ومحاسبة الجناة وتحمل الحكومة لمسؤوليتها في ضمان أمن السوريين وعدم وقوع تفجيرات مماثلة، وفق قولهم.
