توقعات أممية بعودة 1.5 مليون لاجئ ومليوني نازح سوري نهاية 2025.. إليك الأرقام كاملة

توقعات أممية بعودة 1.5 مليون لاجئ ومليوني نازح سوري نهاية 2025.. إليك الأرقام كاملة

تقارير وتحقيقات | 12 06 2025

محمد الحاج

قدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، وصول عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم لمليون ونصف لاجئ إضافة لمليوني نازح داخلياً بحلول نهاية العام الجاري 2025.

وجاء في تقرير المفوضية السنوي "الاتجاهات العالمية" أن عدد النازحين قسراً حول العالم وصل إلى "مستويات صادمة" تمثلت بـ 122.1 مليون شخص مع نهاية شهر نيسان من العام الجاري، ما يمثل ارتفاعاً سنوياً يعتبر الأعلى خلال العقد المنصرم، مع زيادة عن الفترة نفسها في العام الفائت بلغت 120 مليوناً.

"سوريا على مفترق طرق"

قالت المفوضية السامية إن سقوط النظام السوري السابق جدد الأمل في العودة إلى البلاد، التي ما زالت تواجه العديد من التحديات في مختلف المجالات.

وتشير التقديرات حسب التقرير لعودة أكثر من نصف مليون سوري عبروا الحدود منذ سقوط النظام، إضافة لعودة نحو 1.2 مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية، كما تشير "إلى أن ما يصل إلى 1.5 مليون سوري من الخارج ومليوني نازح داخلي قد يعودون إلى منازلهم بحلول نهاية عام 2025".

لكن في الوقت ذاته، ترى المفوضية في تقريرها أن استدامة العودة إلى سوريا تعتمد على عوامل منها تطور الوضع الأمني العام وتوفر السكن والخدمات والبنية التحتية وتنشيط الاقتصاد.

وحثت أيضاً الدول على عدم إعادة السوريين قسراً، معللة: "هناك الكثير من العائلات التي تعود لتجد منازلها متضررة أو مدمرة، وتواجه عقبات كبيرة في إعادة بناء حياتها. في هذه المرحلة المحورية، من الضروري دعم جهود التعافي في سوريا".

ماذا تظهر الأرقام؟

خلفت الحرب بعد اندلاع الثورة السورية، واحدة من أكبر حالات النزوح القسري في العالم، تشير إحصاءات الأمم المتحدة حسب تقرير "الاتجاهات العالمية" لبلوغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين مع نهاية 2024، إلى 6.1 مليون شخص، إضافة إلى 7.4 مليون نازح داخلياً، ما يعادل نحو ربع عدد السكان.

وفي التقرير المكون من 64 حللت حالات النزوح القسري في ثلاث دول، وهي سوريا وميانمار ومنطقة الساحل الإفريقي.

حسب الأرقام والإحصاءات للنازحين السوريين قسراً، استضافت الدول المجاورة نحو 80 بالمئة من اللاجئين وطالبي اللجوء، النسبة الأكبر منهم في تركيا وصل عددهم حتى نهاية 2024 إلى 2.9 مليون شخص، إضافة لوجود 755 ألف سوري في لبنان و611 ألف في الأردن و304 ألف في العراق.

أيضاً، أظهرت الإحصاءات وجود 788 ألف لاجئ وطالب لجوء في ألمانيا و592 ألف في دول أخرى حول العالم، بينما لم تحدد عدد اللاجئين بدقة في مصر.

"تحول كبير في ديناميكيات العودة"

تظهر التقديرات لأعداد النازحين داخلياً العائدين إلى مناطق سكنهم الأصلية في سوريا واللاجئين العائدين عبر الحدود، اتجاهاً إيجابياً ونية إيجابية في العودة نحو الديار منذ كانون الأول الماضي، وسط موجات عودة مستمرة، رغم هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي في أجزاء من البلاد.

ويظهر الخط البياني لنسب العائدين ارتفاعاً مستمراً حتى منتصف أيار 2025، في ما اعتبره تقرير المفوضية السامية بـ"التحول الكبير في دينمايكيات العودة" أحدثه سقوط النظام السابق.

وجاءت تقديرات المفوضية في إحصاء نحو نصف مليون لاجئ عائد وقرابة 1.2 مليون نازح داخلياً، بالاعتماد على مقارنة مصادر ادخل سوريا وخارجها، بما فيها مكاتب المفوضية والمصادر الحكومية في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، إضافة لتقارير سابقة لها.

اقرأ أيضاً: العودة إلى مخيم اليرموك والحجر الأسود.. بين الندم المغلّف بالأمل وصدمة الواقع القاسي!

ما التوقعات حتى نهاية العام؟

في توقعات العودة إلى سوريا والنازحين داخلياً لمناطقهم الأصلية حتى نهاية 2025، يشير تقرير "الاتجاهات العالمية" لعودة 700 ألف سوري من تركيا و400 ألف من لبنان و200 ألف من الأردن إضافة لـ25 ألف من مصر، بمجموع كلي يصل إلى 1.5 مليون لاجئ من دول الجوار ومصر.

وغابت تقديرات لأعداد العائدين المتوقعة من العراق أو دول الاتحاد الأوروبي، بينما أشارت إلى نحو مليوني نازح داخلياً يرجح عودتهم إلى مناطق سكنهم خلال العام الحالي.

وفي مسح حول نوايا العودة لـ3368 لاجئ سوري في مصر والعراق والأردن ولبنان في كانون الثاني الماضي، أشار 80 بالمئة منهم إلى أنهم يأملون بالعودة يوماً إلى سوريا، وهي نسبة أعلى من تسعة مسوحات سابقة أجرتها المفوضية، آخرها كان 57 بالمئة في نيسان العام الفائت.

27 بالمئة من الذين شملهم المسح، قالوا إنهم ينوون العودة إلى سوريا العام المقبل.

ورغم تزايد أعداد السوريين الذين أعربوا عن نيتهم ​​في العودة خلال العام القادم، يظهر المسح أيضًا أن 55% من اللاجئين "لا ينوون العودة بعد"، كما يرى التقرير أنه "من المتوقع أيضًا أن يكون اللاجئون وطالبو اللجوء السوريون المُستضافون في دول غير مجاورة لسوريا أقل رغبة في العودة".

ما دوافع العودة؟

تقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن النتائج في المسح الذي أجرته "تعكس التغيرات السياسية المهمة في سوريا، والتي أشاعت بصيص أمل بين اللاجئين بأن العودة إلى ديارهم قد تكون ممكنة"، وأشار عدد ممن ينوون العودة إلى أن سقوط النظام السابق زاد من احتمالية عودتهم.

وحول الدوافع الرئيسية للاجئين الذين أعربوا عن نية العودة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، فكانت "تحسن الوضع الأمني ​​داخل سوريا والرغبة في لمّ شمل عائلاتهم (...) شعورهم بالحنين إلى الوطن ورغبتهم في العودة إلى بلدهم والمشاركة في إعادة إعماره".

أيضاً، شملت الدوافع لدى البعض "صعوبات الحصول على تصاريح العمل أو فرص كسب العيش، والخوف من الاعتقال، وتقييد حرية التنقل" في البلدات المضيفة.

88 بالمئة من اللاجئين السوريين الذي يخططون للعودة خلال العام المقبل، ذكروا أنهم سيعودون إلى موطنهم الأصلي (مدنهم أو بلداتهم أو قراهم)، فيما يفكر البقية بمكان بديل يوفر لهم علاقات عائلية 

ويخطط جميع اللاجئين تقريبًا (88%) الذين ذكروا أنهم يخططون للعودة خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، للعودة إلى موطنهم الأصلي. غالبًا ما يفكر اللاجئون في مواقع بديلة حيث تربطهم علاقات عائلية أو يرجحون توفر خيارات سكنية أو فرص عمل أكثر.

ما المخاوف؟

أعرب اللاجؤون في مسح المفوضية بداية العام الحالي "عن مخاوفهم بشأن توافر السكن وحالة ممتلكاتهم كعوائق أمام عودتهم"، إذ "تجد العديد من العائلات العائدة منازلها متضررة أو مدمرة، وتواجه عقبات كبيرة في إعادة بناء حياتها".

ولفت التقرير أيضاً إلى أن "المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن، والتحديات الاقتصادية في سوريا، وتوافر الخدمات الأساسية في مناطق العودة (وخاصة الكهرباء والمياه والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية) من بين المخاوف الأخرى التي ذكرها اللاجئون".

كذلك، أعرب البعض عن "مخاوفهم بشأن السلطات الجديدة وعدم اليقين بشأن كيفية تطور الوضع، مما يشير إلى ترددهم في العودة في هذا الوقت، مفضلين الانتظار حتى تستقر الأوضاع في سوريا بشكل أكبر".

الجولة التالية من مسوحات نوايا العودة التي تجريها المفوضية بالتعاون مع البنك الدولي، ستجرى في البلدان المضيفة وداخل سوريا لتحديد العوامل والعقبات الرئيسية التي تُعيق العودة بشكل أفضل، وستشمل تقييمات اجتماعية واقتصادية أوسع نطاقًا، حسب التقرير.

وتقول المفوضية إن "للاجئين الحق الأساسي في العودة إلى بلدهم الأصلي في الوقت الذي يختارونه (...) تواصل المفوضية حثّ الدول على عدم إعادة السوريين قسرًا بسبب التحديات المستمرة داخل البلاد. ومن الضروري أن يستمر حصول اللاجئين على اللجوء والحماية في البلدان المضيفة".

وأضافت: "وبينما لا تشجع المفوضية على العودة إلى سوريا، فإنها تُسهّل الآن العودة الطوعية والآمنة والكريمة استجابةً للطلبات المتزايدة من اللاجئين أنفسهم (...) على أن جميع عمليات العودة يجب أن تكون تدريجية وعلى مراحل. كما يجب أن تستند عمليات العودة إلى الاختيار المستنير والحر للأفراد".

اقرأ أيضاً: من غازي عنتاب إلى حلب.. رحلة عودة مؤجلة بسبب المخاوف

وختم التقرير بالتشديد على ضرورة دعم تعافي سوريا "لضمان استدامة العودة" وأن تكون العودة طوعية وبكرامة وأمان للاجئين، والحفاظ على مساحة الحماية والإقامة القانونية في دول الجوار، في ظل حاجة ملحة لزيادة الاستثمار لدعم التعافي وإعادة بناء البنى التحتية وتوسيع نطاق الخدمات.

ازدادت جميع الحلول المُقدّمة للاجئين والنازحين داخلياً خلال عام 2024، حيث شهد العودة الأعلى للاجئين منذ أكثر من عقدين (1.6 مليون شخص). ومع ذلك، تكمن وراء هذه الاتجاهات الإيجابية مع كل حل مخاوف بشأن مخاطر الحماية الكامنة للنازحين قسراً واستدامة هذه الحلول على المدى الطويل.

وشهد العام الماضي عودة 1.6 مليون لاجئ إلى أفغانستان وسوريا وجنوب السودان وأوكرانيا، وهي العودة الأعلى للاجئين منذ عقدين، كما شهد أكبر إعادة توطين لاجئين في دول ثالثة منذ أكثر من 40 عاماً، قدرت بنحو 188 ألف شخص.

وفي 2024، حسب المفوضية، حصل 88.900 لاجئ حول العالم على جنسية البلد المضيف أو منح الإقامة الدائمة، بينما عاد أكثر من 8.2 مليون نازح داخلياً إلى مناطقهم الأصلية، وهو ثاني أعلى إجمالي مسجل على الإطلاق.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض