تقارير وتحقيقات | 8 03 2025
روزنة
دعت سيدات سوريات في "رابطة عائلات قيصر" إلى إيقاف وإنهاء دوامة العنف التي شهدتها الأيام الأخيرة في الساحل السوري، تحت شعار "سوريا تستحق السلام، وأبناؤنا وبناتنا يستحقون الحياة".
وأصدرت الرابطة، اليوم السبت، بياناً للتوقيع من "أمهات وزوجات وبنات الشهداء والمفقودين في سوريا"، طالبن فيه السلطة الحاكمة، بتحمل مسؤولياتها في حماية جميع السوريين ومنع أي انتهاك لحقوق الإنسان، لضمان عدم تكرار المآسي.
وانتشرت نعوات الضحايا المدنيين وصورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل عمليات أمنية أطلقتها وزارة الداخلية، خلال يومين، ومورست خلالها انتهاكات قالت الوزارة إنها ستعمل على ملاحقة مرتكبيها، حيث ظهرت تسجيلات مصورة لبعض عناصر عسكرية في مشاهد عنيفة، تعتذر روزنة عن نشرها لقسوة المشاهد.
اقرأ أيضاً: "لنكن صوتاً للوئام لا للكراهية".. سوريون بمواجهة التحريض على العنف
مطالبات بالمحاسبة
وشدد البيان على محاسبة كل من تورط في سفك الدماء وتعميق الانقسام، وأكدت السيدات أنّ "دماء أبنائنا ليست مجرد أرقام وأرواحهم ليست وقوداً لصراعات لا نهاية لها".
وناشدت السيدات في الرابطة كل النساء في سوريا أن يكنّ "صوت السلام والرحمة والعمل على رفض العنف بجميع أشكاله".
كما دعت النساء إلى رفض انخراط أزواجهن وأبنائهن في دوامة الصراعات قائلة:"إن العنف لا يجلب سوى المزيد من الألم والمعاناة، وهو طريق لا يفضي إلا إلى مزيد من الفقد والخسارة ولاشيء يبرره".
وطالبت الرابطة النساء السوريات بممارسة الضغوط "لوقف العنف سواء كان ذلك بدافع الانتقام أو الانجرار وراء أي دعوات تحمل أجندات تدميرية" مؤكدة: "نريد العدالة، نريد الحقيقة، نريد وطناً يحمي أبناءه بدلاً من أن يدفنهم".
وجاء في ختام رسالتهنّ: "فلنكن نحن النساء، الأمهات والزوجات والبنات والأخوات، صوتاً موحداً يدعو إلى إنهاء دوامة الدماء وإلى بناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والمساواة والسلام دون إقصاء أو تمييز (...) لا نريد أن تعيش أي أم ما عشناه.
وتعرف "رابطة عائلات قيصر " التي تأسست كمنظمة مدنية غير ربحية في برلين عام 2018، بأنها مجموعة من العائلات السورية من أهالي المعتقلين التي فقدت أحباءها وأقاربها نتيجة التعذيب والاختفاء القسري في سجون النظام السوري. وتسعى إلى المطالبة بالحقيقة والعدالة والتعويض للضحايا، ودعم عائلاتهم في مساعيهم لكشف مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحقهم.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وقوع انتهاكات جسيمة خلال العمليات الأمنية في محافظتي طرطوس واللاذقية، قتل فيها 100 عنصر من قوات الأمن و15 مدنياً على يد مجموعات مسلحة موالية للنظام السابق، ومقتل نحو 125 مدنياً في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة جراء العمليات الأمنية.
وأشارت الشبكة إلى تنفيذ عمليات إعدام ميدانية واسعة ضمن حملات الاعتقال والمداهمات، موضحة أنه قتل أكثر من 50 مدنياً دون أي محاكمة نتيجة عمليات الإعدام المباشرة، وفق ما نقلت منصة "تأكد".
من جهته وثق "المرصد السوري" مقتل 340 شخصاً في الساحل السوري في عدة مجازر، مرجحاً "أن عدد القتلى قد يتجاوز الألف مدني قتلوا برصاص مباشر على أيدي المقاتلين الذين جاؤوا ضمن التعزيزات للقوى الأمنية في الساحل".
وبدأ القتال بعد ظهر الخميس الفائت، عندما شنّ مسلحون موالون للنظام السابق هجوماً ضد قوات الأمن السورية في منطقة ريفية بمحافظة اللاذقية.
وكالة "سانا" قالت قبل يومين، إنّ مجموعات وصفتها بـ " فلول الأسد" هاجمت أحد حواجز إدارة الأمن العام قرب مدينة جبلة، واستهدفت سيارات الأهالي، لتفرض قوات الأمن طوقاً أمنياً لمحاصرة المجموعات المسلحة موالية للنظام السابق في قريتي بيت عانا والدالية بريف اللاذقية.
وفي وقت متأخر من أمس الجمعة، دعا أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، الجماعات المسلحة المرتبطة بالنظام السابق إلى إلقاء السلاح "قبل فوات الأوان"، كما طالب الموالين للحكومة الجديدة بتجنب استهداف المدنيين أو إساءة معاملة الأسرى.
