لبنان: ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجدداً.. هل أصبحت العودة ممكنة؟

لبنان: ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجدداً.. هل أصبحت العودة ممكنة؟

تقارير وتحقيقات | 3 03 2025

باسكال صوما

لا تزال أعداد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بعد سقوط النظام السوري السابق في 8 كانون الأول 2024، خجولة مقارنة بالعدد الفعلي للاجئين السوريين الموجودين في لبنان.

منذ يوم هروب بشار الأسد وحتى 16 كانون الثاني/ يناير 2025، عاد حوالي 195200 لاجئ سوري إلى بلدهم، حسب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وفق جدول للمفوضية نشر على المنصة.

حركة عبور يومية

وتستمر في البقاع، عمليات العبور اليومية عند معبر المصنع الحدودي الرسمي بمعدل منخفض ولكن ثابت، وذلك بمتوسط 1,300 حركة دخول وخروج يومياً بحسب الأمن العام اللبناني.

وفي الوقت ذاته، لم يتم الإبلاغ عن أي عمليات عبور من معبر القاع الرسمي جرّاء تدهور الوضع الأمني على طول حدود القاع والهرمل.

أما في شمال لبنان، فلا يزال معبر العريضة الرسمي مغلقاً منذ 3 شباط إذ لا تزال الأشغال العامة مستمرة هناك، إضافة إلى استمرار الحركة عبر الحدود من خلال نقاط عبور غير رسمية، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان.

بالمقابل لا يزال يقيم في لبنان حوالي مليون وثلاثمائة وخمسين ألف لاجئ وهو الرقم الذي صرح به رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي خلال زيارته الرئيس السوري أحمد الشرع.

وطالب ميقاتي الشرع حينها بضرورة عودة السوريين إلى بلادهم، لكن الشرع ربط ملف العودة بتحرير ودائع السوريين الموجودة في المصارف اللبنانية، وهو أمر شائك وصعب، بخاصة أن أموال اللبنانيين أنفسهم لا تزال مجهولة المصير.

قد يهمك: منها استرداد المعتقلين السوريين في لبنان.. ما هي نتائج لقاء الشرع وميقاتي؟

ومع انتخاب رئيس جمهورية جديد في لبنان بعد فراغ رئاسي دام لأكثر من سنتين، وتشكيل حكومة جديدة، عاد ملف عودة اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجدداً، بخاصة أن "وجودهم يشكل ضغطاً إضافياً على لبنان" الذي زادت معاناته بعد الحرب الأخيرة وخسائرها الفادحة.

في 6 شباط، نشرت المفوضية، في نسختها العاشرة، الدراسة الاستقصائية الإقليمية السريعة العاشرة لتصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة إلى سوريا.

وقد أعرب 27 في المئة من المجيبين في لبنان، مصر، الأردن والعراق عن نيتهم في العودة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، فيما كانت النسبة أقل من 2 في المئة قبل سقوط النظام السوري السابق، بأسابيع قليلة.

كذلك، سلط 61 في المئة من اللاجئين في لبنان الضوء على أهمية إجراء زيارات تفقدية لاتخاذ قرار مستنير بشأن العودة إلى سوريا.

اقرأ أيضاً.. مفوضية اللاجئين: 30 في المئة من السوريين يريدون العودة إلى بلادهم

العودة لا تزال صعبة وغير ممكنة في الوقت الحالي…

مع تراجع المساعدات الممنوحة للاجئين، وتراجع اهتمام المجتمع الدولي عموماً بقضايا اللاجئين السوريين مع سقوط النظام، يعاني كثيرون داخل مخيماتهم الأمرّين ويخشون ألا يستطيعوا العودة من جهة، وأن تبقى حياتهم كما هي عليه الآن، من جهة أخرى.

يؤكد الناشط السوري زهير العقدة وهو مسؤول عن مخيمات في منطقة المنية شمال لبنان، أن معظم اللاجئين الموجودين في المخيمات لا يزالون هنا رغم الوضع الصعب الذي يعانون منه، في المخيمات المنسية والمهملة من قبل الجمعيات والدولة اللبنانية أيضاً.

ويشير العقدة إلى أن "أغلب الذين ذهبوا إلى سوريا، ذهبوا ليروا إن كانت منازلهم ما زالت موجودة وهناك إمكانية للعيش بخاصة أن البلاد عاشت حرباً ضارية لأكثر من 14 عاماً، وهؤلاء عادوا إلى لبنان لأنهم وجدوا أن الحياة في الوقت الحالي مستحيلة في بلادهم".

ويتابع: "حتى الذين قرروا المغادرة بشكل نهائي بعضهم عادوا بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على التأقلم مع ظروف الإقتصادية القاسية التي تعيشها سوريا".

وكذلك الأمر بالنسبة للاجئين السوريين الموجودين في البقاع، إذ أكد لنا أحد الناشطين الموجودين بالمنطقة أن "أغلب الذين غادروا بعد سقوط النظام عادوا مرة أخرى إلى لبنان بعدما أدركوا أن الحياة هناك أكثر صعوبة وقساوة من الحياة التي يعيشونها في لبنان".

"برجع بس يصير في دعم من الجمعيات والمنظمات"...

تعيش إيمان وهي لاجئة سورية، في ظروف معيشية صعبة بمخيم في منطقة عكار شمالي لبنان، وسط انقطاع أطفالها عن التعليم بسبب القرارات الأخيرة والمجحفة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.

وأدى قرار "التربية اللبنانية" بما يخص تعليم الأطفال السوريين، إلى حرمان عدد كبير منهم من الامتحانات الرسمية، بسبب عدم امتلاكهم إقامات قانونية، وإن كان لدى الوالد/ة إقامة.

لبنان.. قوانين الإقامة الصارمة تحرم طلاباً سوريين من التعليم

تقول إيمان: "حين تبدأ الجمعيات والمنظمات بمساعدة اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم في إعادة الإعمار والأمور الأساسية الأخرى من المواد الغذائية إلى المدارس والطبابة وغيرها من الأمور الملحة والأساسية، قد أعود حينها، اما الآن فالأمر غير وارد".

في هذا الإطار، أشار الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث صحافي إلى أنه "بعد سقوط نظام بشار الأسد لم تحدث عودة جماعية للسوريين إلى بلادهم، بل اقتصر الأمر على عودة بعض الشباب المعارضين للنظام أو الفارين من الخدمة العسكرية".

العودة يجب أن تكون طوعية وآمنة…

قالت الناطقة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دلال حرب إن لجميع اللاجئين "الحق الأساسي في العودة إلى وطنهم في الوقت الذي يحددونه، ويجب أن تكون عمليات العودة طوعية كريمة وآمنة".

بدورها أشارت وزيرة الشؤون الإجتماعية في الحكومة الجديدة حنين السيد أن عودة اللاجئين إلى بلادهم يجب أن تكون طوعية وآمنة، ولكن بعد أن أثار رأيها الكثير من الانتقادات، عادت وأوضحت في حديث أجرته مع صحيفة الشرق الأوسط أنها تؤيد تحقيق العودة السريعة للاجئين.

إلا أن الشعارات وإطلاق التصريحات أسهل ما يكون في ملف العودة الشائك، لا سيما أن الدمار في عدد كبير من مناطق سوريا تام، ولا خدمات أو فرص عمل متوفرة للعائدين، إضافة إلى الوضع الأمني الذي يشكل تحدياً آخر للاجئين.

على جدول أعمال الحكومة الجديدة

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، كان أكد أنه سيزور دمشق قريباً، لبحث عدد من الملفات بين البلدين، أبرزها تثبيت الحدود بين البلدين، وملف اللاجئين السوريين في لبنان.

وقال سلام إن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم باتت ممكنة بعد سقوط نظام الأسد، مشدداً على ضرورة وضع خطة لهذه العودة بالتعاون مع المجتمع الدولي، وهو ما يتطلب العمل بين الحكومتين اللبنانية والسورية.

وفي سبيل تسهيل أمور العودة أشار مصدر في الأمن العام اللبناني بأنه بات يُسمح لأي سوري بمغادرة لبنان إلى بلاده دون شروط، باستثناء الحاصلين على إقامات عمل بموجب موافقات من وزارة العمل، إذ يتوجب على هؤلاء الحصول على براءة ذمة من الوزارة.

بتهمة تزوير جوازات سفر.. القضاء اللبناني يوقف زوجة وابنة دريد الأسد

بمقابل العدد الذي صرح عنه المفوض السامي لشؤون اللاجئين، حول مئتي ألف لاجئ سوري غادروا لبنان بعد سقوط النظام، هناك أكثر من مئة وستين ألف سوري دخلوا عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، مع خوف بعضهم من عمليات انتقامية لمناصرتهم النظام".

وفي ظل الظروف المعيشية والاقتصادية وحتى الأمنية التي تعيشها سوريا بالمرحلة الانتقالية، تغيب أي خطة فعلية حتى الآن لمساعدة اللاجئين في إعادة إعمار منازلهم وتأمين الدعم اللازم لهم من أجل بداية جديدة في أحضان الوطن.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض