تقارير وتحقيقات | 26 02 2025
روزنة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، قصف أهداف عسكرية بغارات جوية على جنوبي سوريا، وقال "المرصد السوري" إنّ قصفاً مكثّفاً استهدف مواقع عسكرية واستراتيجية في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اعتبر أمس الثلاثاء، الهجوم "كجزء من السياسة الجديدة التي حددت لتهدئة جنوب سوريا".
وجاء القصف بعد ساعات من إدانة البيان الختامي لـ "مؤتمر الحوار الوطني السوري" مساء أمس الثلاثاء، للتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية باعتباره "انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا"، مطالباً بانسحاب إسرائيل بشكل فوري وغير مشروط.
ما أهداف القصف؟
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة "إكس" إنّ القصف ضرب "أهدافاً عسكرية ومنها مقرات قيادة ومواقع احتوت على وسائل قتالية".
واعتبر البيان أنّ وجود وسائل قتالية وقوات عسكرية في منطقة جنوبي سوريا "يشكّل تهديداً على مواطني إسرائيل" وأكد أنّ الجيش الإسرائيلي "سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل".
ولم تأت وزارة الدفاع لدى حكومة تصريف الأعمال السورية أو وكالة "سانا" الرسمية على ذكر القصف حتى لحظة كتابة التقرير.
من جهته أوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن الضربات الجوية أدت إلى مقتل شخصين في ريف دمشق، حيث نفّذت طائرات إسرائيلية 4 ضربات استهدفت مقر الفرقة الأولى التي تتجمع ضمنها دبابات عسكرية في محيط الكسوة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني سوري، قوله إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في الكسوة بريف دمشق، دون ذكر مزيد من التفاصيل. كما ذكرت قناة "الإخبارية السورية" أن القصف استهدف عدة مواقع في منطقة الكسوة بريف دمشق الجنوبي.
وأفاد "المرصد السوري" عن سماع دوي انفجارات في إزرع جراء استهداف غارات إسرائيلية للواء 112 في ريف درعا وتلة الحارة، وتلال أخرى في ريف القنيطرة.
وقبل ساعات من القصف استهدفت غارات إسرائيلية مواقع حدودية بين سوريا ولبنان في جرود النبي شيت مقابل بلدة سرغايا في ريف دمشق، بحسب "المرصد".
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحوار الوطني السوري يختتم أعماله.. هذا أبرز ما جاء في بيانه الختامي
سياسة إسرائيلية جديدة!
نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء، قوله إنّ "سلاح الجو هاجم بقوة في جنوب سوريا كجزء من السياسة الجديدة التي حددناها لتهدئة جنوب سوريا".
وأضاف: "الرسالة واضحة، لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان، لن نعرض أمن مواطنينا للخطر".
وشدد كاتس، في بيانه، وفق "رويترز"، أنّ "أي محاولة من قبل قوات النظام السوري أو الجماعات الإرهابية في البلاد لترسيخ وجودها في المنطقة الأمنية بجنوب سوريا ستُواجه بالنار".
ووثق "المرصد السوري" 16 استهدافاً إسرائيلياً على الأراضي السورية منذ مطلع العام الجاري، 14 منها جوية و2 برية، أدت إلى إصابة وتدمير نحو 21 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
قد يهمك: "واشنطن بوست": إسرائيل تبني مواقع استيطانية في القنيطرة
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب له الأحد الفائت، بإخلاء جنوب سوريا من قوات النظام السوري الجديد بشكل كامل، وأضاف "كما أننا لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا".
وأكد نتنياهو أنّ "الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة العازلة إلى أجل غير مسمى".
ورفض سوريون، خلال اليومين الفائتين، عبر وقفات احتجاجية، في حمص وطرطوس وحلب واللاذقية ودمشق، الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
ونظمت فعاليات سورية وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في دمشق، أمس الثلاثاء، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ومطالبة بالتدخل الفوري لإلزام إسرائيل باتفاقية فض الاشتباك (1974).
وفور سقوط النظام السوري السابق بدأت القوات الإسرائيلية بالتوغل داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة، وكانت تبرّر ذلك بالبحث عن عناصر من المجموعات المسلحة السابقة التابعة لإيران في سوريا، إضافة إلى سحب السلاح المتوسط والثقيل من المنطقة.
وسبق توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة، إعلان إسرائيل أنه بسقوط النظام تم إلغاء اتفاق فك الارتباط بين البلدين الموقع عام 1974، والذي كان مراقب من قبل قوات أممية (الأندوف).
