تقارير وتحقيقات | 19 02 2025

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الأربعاء، عودة ثلاثة أطفال فرنسيين وجدوا في دار أيتام بالعاصمة السورية دمشق.
وقالت الخارجية في بيان أنها نظمت يوم الاثنين الماضي عودة الأطفال الفرنسيين الثلاث من دمشق، معربة عن سرورها للقاء الأطفال مع أقربائهم، كما تشكرت "شركاءها الذين أتاحوا تنفيذ عملية العودة إلى الوطن هذه".
ولم تنشر الخارجية أي تفاصيل حول المقصود بـ"الشركاء" أو ظروف العثور على الأطفال وهويتهم.
أطفال عناصر "داعش"
نشرت إذاعة فرنسا الدولية وراديو فرنسا، نهاية العام الفائت، تحقيقاً عن وجود ثلاثة أطفال فرنسيين أشقاء، تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، جرى تبنيهم من قبل دار للأيتام في دمشق (لم تسمها)، وصلوا إليها بموجب وثيقة من أجهزة استخبارات النظام السابق.
وكشف التحقيق أن طفلة فرنسية (6 سنوات) ولدت سنة 2019 في "قلب تنظيم الدولة الإسلامية وكادت أن تموت جوعاً عندما كانت رضيعة، بعد وفاة والدتها في قصف للتحالف الدولي".
تبين أيضاً، أنها وصلت مع شقيقها وشقيقتها (بين 11 و12 عاماً) بعد مقتل والدهم وأمهم وهم عنصران في تنظيم "الدولة"، عند "آخر أيامه" سنة 2019، وعهدت رعاية الأطفال بعدها لـ"نساء جهاديات أخريات"، اعتقلهن لاحقاً النظام السوري السابق.
وقبل أسابيع، كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة تصريف الأعمال السورية، أنها عثرت على وثائق وكتب سرية صادرة عن الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري السابق، بتحويل عدد من الأطفال إلى جمعيات رعاية الأيتام.
"الشؤون الاجتماعية": كتب سرية من الأفرع الأمنية لتحويل أطفال إلى جمعيات الأيتام
اتصال بالسر
وعلى مدار خمس سنوات، نسيت الفتيات هوياتهن الحقيقية، إذ توضح مديرة الدار (جرى استخدام اسم سارة لحمايتها): "وصل الأطفال إلى هنا بوثيقة من أجهزة استخبارات النظام، وكانت أسماؤهم واسم أمهاتهم مزورة، ومنعونا من الكشف عن هوياتهم الحقيقية".
تقول المديرة أنها نظمت بالسر ورغم خطر الاعتقال، مع علم رئيسة أخرى للدار، اتصال بين الأختين وخالتهن، بعد تواصل الأخيرة مع دار الأيتام، حسب التحقيق.
أما شقيق الفتاتين البالغ من العمر 12 سنة يدرس في مدرسة للذكور، ولم تفلح محاولة العائلة بالتواصل مع الخارجية الفرنسية بمناسبات عديدة لطلب إعادتهم إلى وطنهم، ليبقى التواصل مع الخالة عبر شاشة الهاتف فقط.
مصير البقية
تقول محامية العائلات التي تطالب باستعادة الأطفال الفرنسيين من سوريا، ماري دوزيه، إن "خمس سنوات هي فترة طويلة جداً (...) هؤلاء الأطفال لا يصلون إلى فرنسا دون أن يعرفوا أي شيء عن تاريخهم. لقد حان الوقت لعودتهم".
وأضافت حسب تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، أمس الثلاثاء، إنها تجد صعوبة بتقبل حجة تأخر الحكومة الفرنسية باستعادة أطفال "الجهاديين الفرنسيين" لعدم وجود تواصل مع النظام السابق.
وأوضحت أن فرنسا ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية مع "الإدارة الذاتية" وهي ليست دولة، تمكنت من استعادة عشرات الأطفال خلال السنوات الفائتة.
مخاوف أمنية في مخيمي الهول و"روج" مع وقف المساعدات الأمريكية
وتتواجد آلاف العائلات من نساء وأطفال عناصر تنظيم "الدولة" في مخيمات احتجاز شمالي شرقي البلاد، وسط مطالبات مستمرة باستعادتهم أكثر من 50 دولة، ومعهم آلاف العناصر الأجانب في سجون بالحسكة والرقة ودير الزور، لمحاكمتهم بشكل عادل في بلدانهم.
وسبق أن أعادت فرنسا بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" نحو 169 طفلاً فرنسياً من أبناء عناصر تنظيم "الدولة"، كما تشير تقارير صحفية، بينما يوجد لحد الآن نحو 120 آخرين في معسكرات الهول وروج وغيرها في الحسكة.
ويعيد بيان عودة الأطفال إلى فرنسا، فتح ملف أطفال المعتقلين السوريين والمختفين قسراً الذين نقلوا عبر أجهزة الأمن والمخابرات إلى دور أيتام في العاصمة دمشق، وسط مطالبات الأهالي بفتح تحقيق فوري لكشف مصيرهم.