تقارير | 17 02 2025
نور الدين الإسماعيل
ألقى جهاز الأمن العام الذي أصبح اسمه "الأمن الداخلي"، صباح اليوم الاثنين، القبض على أشخاص متهمين بالمشاركة في ارتكاب ما بات يعرف بـ"مجزرة التضامن"، والتي راح ضحيتها مدنيون اعتقلتهم قوات النظام السوري السابق جنوب العاصمة دمشق.
ونقلت وكالة "سانا" عن مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ أنه بعد الرصد والمتابعة ألقي القبض على أحد المسؤولين عن مجزرة التضامن بدمشق، والتي نفذتها قوات النظام السوري قبل 12 عاماً.
ووفق "الدباغ"، فإن اعترافات المتهم خلال التحقيقات الأولية، قادت إلى عدة أشخاص كانوا قد شاركوا بالمجزرة، وألقي القبض على اثنين منهم.
اقرأ أيضاً: سوريون يروون شهادات عن جرائم حرب.. جريمة التضامن ليست الوحيدة
وأضاف الدباغ: "اعترف الموقوفون الثلاثة بتورطهم بارتكاب مجازر في حي التضامن، تم فيها تصفية أكثر من 500 رجل وامرأة من أهلنا المدنيين بدون أي محاكمة أو تهمة".
مجزرة التضامن
في عام 2022 نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقطع فيديو يوثق ارتكاب المجزرة في حي التضامن، والتي تمت بإشراف الضابط في قوات النظام السوري أمجد يوسف.
المذبحة المذكورة بدأت باعتقال النظام لمجموعات من المدنيين معصوبي الأعين وتقييد أيديهم، ثم اقتيادهم نحو حفرة وإعدامهم جماعياً رمياً بالرصاص.
المجزرة التي راح ضحيتها 41 شخصاً، ذهبت إلى أبعد من ذلك، حين أقدم الجناة على سكب الوقود فوقها وإشعالها، وسط ضحكات تتعالى فيما بينهم.
وعبر فيسبوك استطاعت مجلة نيولاينز الوصول لمنفذ تلك المجزرة المدعو أمجد يوسف، وتمكنت من إقناعه بأن المعلومات التي ستحصل عليها ستوضع ضمن بحث أكاديمي عن سياق النزاع السوري لتبدأ سلسلة من المحادثات استمرت لحوالي 6 أشهر.
حينها، قال أمجد يوسف في مقابلة صحفية "أنا فخور باللي عملته"، وذلك خلال عمله في الفرع 227 التابع للمخابرات السورية.
وشهدت الأيام الماضية موجة غضب واحتجاجات في حي التضامن بعد أنباء عن إجراء قيادي في "الدفاع الوطني" يدعى فادي صقر، تسوية مع الإدارة السورية الجديدة ودخوله الحي رفقة عناصر من الأمن العام، متهمين إياه بارتكاب انتهاكات والمسؤولية عنها في الحي.
ولم يصدر حتى لحظة نشر المادة أي معلومة من "الداخلية" حول فادي صقر، الذي أشار صحافيون وناشطون أنه يقيم في أحد فنادق العاصمة بحماية من "الأمن العام"، دون أن يتسنى لروزنة التحقق من دقتها حتى اللحظة.
