انسحبت قوة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قرية المعلقة بريف القنيطرة، إثر دخولها بحجة البحث عن مطلوبين وسلاح، يوم أمس الثلاثاء.
ودخل رتل عسكري إسرائيلي، يضم أكثر من 30 آلية وعربة عسكرية، يوم أمس الثلاثاء، إلى قرية المعلقة، حيث نفذت القوات عمليات تفتيش واسعة لمنازل الأهالي.
وقالت مصادر محلية لروزنة، إن قوات الاحتلال انسحبت من البلدة إثر اجتماع عقده مختار المعقلة مع القوات المتوغلة، حيث عرضت تقديم مساعدات غذائية للأهالي، الأمر الذي قوبل بالرفض.
اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": إسرائيل تبني مواقع استيطانية في القنيطرة
وأفاد مراسل روزنة في "المنطقة" أن الأسباب الحقيقية للتوغل ما تزال غير واضحة، رغم التذرع بالبحث عن مطلوبين متعاونين مع حزب الله اللبناني وأسلحة تزعم قوات الاحتلال نيتها مصادرتها.
واعتقلت القوة الإسرائيلية مدنياً أثناء محاولته توثيق تلك القوات في الحي الجنوبي من القرية.
اعتداءات متكررة
سبق أن اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي البلدة يوم السبت 11 كانون الثاني، دون اعتقال أي شخص، حينها، كما قامت بتجريف الأراضي الزراعية في القرية لفتح طريق باتجاه سرية الدرعية.
ومساء الأحد الماضي، انسحبت قوات الاحتلال من مبنى المحكمة والمحافظة في القنيطرة بعد أكثر من 40 يوماً من السيطرة عليهما، متجهة إلى موقع عسكري جديد شمالي بلدة الحميدية.
والموقع، هو واحدة من القواعد التي كان يتم تجهيزها خلال الفترة الماضية وسط غموض نوايا قوات الاحتلال حول فترة بقائها في هذه القواعد.
قبل انسحابها، أقدمت قوات الاحتلال على عمليات تخريب، شملت إتلاف الوثائق الرسمية والوثائق الخاصة بالمدنيين، وإتلاف لمحتويات البناء، بالإضافة لإحراق أجهزة الكمبيوتر، كما جرفت الأشجار المحيطة بالمباني.
ورغم انسحابها من بعض المواقع، ما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتفظ بوجود عسكري في ثماني نقاط استراتيجية داخل محافظة القنيطرة وهي، قرص النفل شمال غرب بلدة حضر، وتلول الحمر شمال شرق بلدة حضر، والمحمية الطبيعية في جباثا الخشب.
كما تحتفظ قوات الاحتلال الإسرائيلي بتواجدها في قاعدة عسكرية شمال شرق بلدة الحميدية، وأخرى جنوب غرب سد المنطرة في قرية أم العظام، وقاعدة في تل أحمر الغربي جنوب بلدة كودنة بجبل الشيخ، ومبنى العلاقات العامة في مدينة القنيطرة.
بعد انسحاب قوات الاحتلال من مبنى المحافظة، أجرى وفد من قوة الأمم المتحدة الأندوف جولة تفقدية على مبنى المحافظة، برفقة مسؤولين سوريين، للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت ببناء المحافظة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
مواقع استيطانية
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يوم الأحد، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تبني مواقع استيطانية في مناطق بالقنيطرة جنوبي سوريا، ما يثير مخاوف السكان المحليين من الاحتلال.
وأفادت الصحيفة في تقرير بأن وجود المركبات الأرضية الإسرائيلية في منطقة جباتا الخشب، التي أعقبت سقوط النظام السوري السابق، تشير إلى وجود إسرائيلي في المنطقة أكثر ديمومة، رغم المزاعم الإسرائيلية بأنه وجود آني لتأمين المنطقة من السلاح.
وفي وقت سابق، أعرب مجلس الأمن عن قلقه من أن تؤدي الأنشطة العسكرية في المنطقة إلى تصعيد التوترات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "دعوني أكون واضحاً، لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في المنطقة الفاصلة بخلاف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - نقطة".
وانتقد غوتيرش الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا واصفاً إياها بأنها تشكل انتهاكات لسيادة البلاد وسلامة أراضيها و"يجب أن تتوقف".
وبعد مباحثات مماثلة مع دولة قطر، أكد رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع من أنقرة أمس، أنه ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974.
