تقارير وتحقيقات | 24 01 2025

كشفت وثيقة أنّ "مصرف سورية المركزي" أصدر تعميماً، أمس الخميس، للمؤسسات المالية المصرفية في سوريا بتجميد جميع الحسابات المصرفية للأشخاص والشركات المرتبطين بالنظام السوري السابق.
وطلب التعميم من البنوك "تجميد كل الحسابات المصرفية للأفراد والشركات العائدة للنظام البائد والمرتبطة به، وإعلامنا بقائمة بالحسابات المجمدة والتفاصيل الخاصة بها خلال ثلاثة أيام عمل من تاريخه"، وفق وكالة "رويترز"
وأمر المصرف المركزي بتجميد كل الحسابات المصرفية العائدة لمجموعة "القاطرجي" والمرتبطة به، المعروف تورطها في تجارة النفط السورية، وهي التي أدارها الأخوان براء وحسام قاطرجي.
وكان براء قاطرجي رجل الأعمال السوري قتل بغارة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية السورية منتصف تموز الفائت.
اقرأ أيضاً: مقتل براء قاطرجي "الأب الروحي لتجارة النفط والقمح" في سوريا.. من هو؟
وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018 براء قاطرجي على قائمة العقوبات بوصفه "الأب الروحي لتجارة القمح والنفط مع داعش". كذلك صنفت المملكة العربية السعودية، براء قاطرجي وشقيقه حسام مع "مجموعة قاطرجي" على قوائم الإرهاب في 2022.
وقال مصرفي، طلب عدم كشف اسمه، إنّ التعميم الصادر عن المصرف المركزي لا يمكن تنفيذه بسهولة، لأن العديد من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق أنشؤوا حسابات بأسماء أشخاص آخرين أو استخدموا شركات واجهة.
وقال مسؤول لدى حكومة تصريف الأعمال السورية، لوكالة "رويترز" إنّ التدابير الجديدة تهدف إلى أن تكون أكثر صرامة وأن تساعد الحكومة في جمع المعلومات عن الأموال المرتبطة بالنظام السابق.
قد يهمك: "رويترز": في لحظاته الأخيرة.. الأسد خدع المقربين منه حتى شقيقه ماهر
وكانت الإدارة السورية الجديدة نفذت تجميداً عاماً للحسابات المصرفية بعد استلامها السلطة، لكن أفراداً تمكنوا من الطعن في القرارات وسحب أو تحويل بعض الأموال.
وسيطرت "إدارة العمليات العسكرية" بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام) على دمشق بعد هروب بشار الأسد رئيس النظام السوري السابق في الثامن من كانون الأول الفائت، ولاحقاً سيطرت على أجزاء واسعة من البلاد.
وكلفت الإدارة السورية الجديدة النائب الأول لحاكم المصرف المركزي، ميساء صابرين، بتيسير أعمال المصرف في نهاية العام الأول، لتكون أول امرأة تتولى منصب حاكم المصرف المركزي في سوريا، وخلفت منصبها الجديد بدلاً عن محمد عصام الذي تولى المنصب منذ عام 2021.
وخلّف سقوط النظام السابق تحديات كبيرة للإدارة السورية الجديدة، حيث تواجه البلاد حالة من الشلل شبه الكامل في الاقتصاد، وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، محمد البشير، أوضح أن الخزينة العامة خالية من العملات الأجنبية، مضيفاً أن المتبقي فيها هو "الليرة السورية التي فقدت قيمتها تماماً".
من جهته، أشار أحمد الشرع في تصريحات سابقة إلى وجود أزمة مالية خانقة، مؤكداً أن خططاً للمعالجة قيد الإعداد بعد استكمال جمع البيانات. كما كشف أن حاكم المصرف المركزي أبلغه بأن بشار الأسد أصدر تعليمات بطباعة العملة دون تغطية مالية.
ومنذ فرار بشار الأسد إلى روسيا تزايدت الجهود للكشف عن مكان الثروة الضخمة التي جمعتها عائلة الأسد، وفقاً لتحقيق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" منتصف كانون الأول الفائت.
وبدأت عمليات البحث عن ثروة عائلة الأسد عبر تحقيقات إعلامية. وأفاد موقع "ذي بايبر" البريطاني بأن الأسد وأفراد عائلته يمتلكون حساباً يحتوي على 55 مليون جنيه إسترليني (66 مليون يورو) في بنك "إتش إس بي سي" بلندن.
وفي تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أفاد بأن النظام السابق قام بنقل 250 مليون دولار نقداً إلى روسيا خلال عامي 2018 و2019.