تقارير | 14 12 2024
روزنةكشفت وكالة "رويترز" أن رئيس "النظام السوري" السابق بشار الأسد خدع مساعديه والمقربين منه في لحظاته الأخيرة قبل الهرب، حتى شقيقه ماهر لم يكن يعرف بخططه.
وذكرت الوكالة في تقرير، أمس الجمعة، أن بشار الأسد قبل ساعات من فراره إلى موسكو، أكد في اجتماع لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع أن الدعم العسكري الروسي في طريقه، وحث القوات البرية على الصمود، وفقاً لقائد كان حاضراً وطلب عدم الكشف عن هويته.
واعتمدت الوكالة في تقريرها على شهادات من 14 شخصا مطلعين على أيامه الأخيرة وساعاته في السلطة، وطلبت معظم المصادر، التي تضم مساعدين في الدائرة الداخلية للأسد ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين كبار، حجب أسمائهم لمناقشة المسائل الحساسة بحرية.
ترتيبات
وفق المصادر التي تحدثت لـ"رويترز" أبلغ الأسد مدير مكتبه الرئاسي يوم السبت عندما انتهى من عمله أنه سيعود إلى منزله لكنه توجه بدلاً من ذلك إلى المطار، وفقاً لمساعد في دائرته الداخلية.
واتصل بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة خطاب له، حسب قولها، وعندما وصلت لم تجد أحدا هناك.
ونقلت "رويترز" عن نديم حوري المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي، قوله: "لم يقم الأسد حتى بالمقاومة الأخيرة. ولم يحشد قواته حتى. لقد ترك أنصاره يواجهون مصيرهم بأنفسهم".
وأشارت المصادر إلى أن بشار الأسد لم يخبر شقيقه ماهر، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، بخطة فراره، بحسب ثلاثة مساعدين. وقال أحد الأشخاص إن ماهر طار بطائرة هليكوبتر إلى العراق ثم إلى روسيا.
وأفادت مصادر لـ"رويترز" بأن أبناء خال الأسد إياد وإيهاب مخلوف تعرضا لكمين من قبل مسلحين أثناء هروبهما إلى لبنان، حيث قتل إيهاب وأصيب إياد.
قد يهمك: بشار الأسد لاجئاً في موسكو.. وأحمد طعمة: نتطلع لعلاقات إيجابية مع الجميع
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين إقليميين أن بشار الأسد فر من دمشق بالطائرة يوم الأحد 8 كانون الأول، تحت الرادار بعد إغلاق جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة، هرباً من براثن قوات المعارضة الذين اقتحموا العاصمة.
وتوجه جوا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية، ومن هناك إلى موسكو، وكان في انتظار "رئيس النظام" السابق في مطار موسكو زوجته وأطفالهما الثلاثة.
لا دعم
أشارت مصادر لوكالة "رويترز" أن بشار الأسد زار موسكو مع تقدم قوات المعارضة السورية في بداية المعركة لطلب الدعم، إلا أن رد موسكو كان "سلبياً"، موضحة أن اهتمامها الحالي ينصب على الوضع في أوكرانيا.
وقال مسؤولان إقليميان إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي حضر منتدى الدوحة في قطر يومي السبت والأحد، قاد الجهود الدبلوماسية لضمان سلامة الأسد، وأشرك تركيا وقطر في الاستفادة من علاقاتهما مع هيئة تحرير الشام لتأمين خروج الأسد الآمن إلى روسيا.
وبحسب ثلاثة مصادر فإن قطر وتركيا أجرتا ترتيبات مع "هيئة تحرير الشام" لتسهيل خروج الأسد، على الرغم من ادعاءات رسمية من كلا البلدين بأنهما لم تجريا أي اتصالات مع "الهيئة".
وقال رئيس الوزراء الأخير في الحكومة السابقة، محمد جلالي، إنه تحدث مع رئيسه آنذاك عبر الهاتف مساء السبت في الساعة العاشرة والنصف، وقال الجلالي لقناة "العربية"، هذا الأسبوع: "في مكالمتنا الأخيرة، أخبرته بمدى صعوبة الوضع وأن هناك نزوحاً كبيراً (للناس) من حمص باتجاه اللاذقية.. وأن هناك ذعرا ورعبا في الشوارع". مضيفاً: "أجابني: غدا سنرى، وكان آخر ما قاله لي: غداً غداً".