تقارير وتحقيقات | 17 01 2025
إيمان حمراوي
وصلت المفوضة الأوروبية المعنية بالتأهب وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، إلى سوريا، اليوم الجمعة، والتقت بأحمد الشرع الممثل عن الإدارة السورية الجديدة، وأعلنت تقديم حزمة مساعدات أوروبية للسوريين.
وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى لمفوض أوروبي منذ سقوط النظام السوري السابق في الثامن من كانون الأول الفائت.
وقالت حاجة لحبيب، في منشور عبر منصة "إكس": "كان لي لقاء ودي وشامل مع الزعيم السوري الشرع، تناول الوضع الجيوسياسي في سوريا والمنطقة على نطاق أوسع".
وأضافت: "لرؤية احتياجات الناس ومواصلة دعمنا، يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 235 مليون يورو".
وكذلك أعلنت "المفوضية الأوروبية" على الموقع الرسمي، أنها ستقدم دعماً إنسانياً جديداً للسوريين ، داخل سوريا وفي البلدان المجاورة، بقيمة 235 مليون يورو لعام 2025.
ونشرت القيادة العامة على منصة "تلغرام" صوراً للقاء أحمد الشرع، الممثل عن الإدارة السورية الجديدة، مع وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي برئاسة السيدة حاجة لحبيب مفوضة المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات.
وسيوفر التمويل الجديد للاتحاد الأوروبي مساعدات طارئة تشمل: "توفير الغذاء للمجتمعات التي تعاني من سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، وتقديم المساعدات الطبية والخدمات الصحية الأساسية".
وتشمل أيضاً توزيع تحويلات نقدية لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتقديم الدعم التعليمي للأطفال المتضررين.
كذلك ستوفر المساعدات حماية الفئات السكانية الضعيفة من العنف والاستغلال، وتوفير حلول مأوى للأشخاص النازحين بسبب الحرب، إضافة إلى ضمان الوصول إلى مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي، وفق بيان المفوضية الأوروبية.
وقالت لحبيب: "يظل الاتحاد الأوروبي ملتزماً بدعم السوريين في سعيهم للتعافي والسلام ومستقبل آمن(...) هذه فرصة ثمينة لإعادة البناء والتعافي).
وأكدت لحبيب أنّ الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم السوريين الضعفاء في عام 2025 وما بعده.
اقرأ أيضاً: ألمانيا تتعهد بمليون يورو لتحقيقات جرائم الحرب في سوريا
والتقى الشرع، أمس الخميس وفداً قطرياً رفيع المستوى، إضافة إلى وفد مملكة إسبانيا الذي أعاد افتتاح سفارة بلاده في دمشق بعد 13 عاماً على إغلاقها.
رحلات جسر جوي إنساني
وأطلق الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي عملية جسر جوي إنساني لدعم سوريا، تضمنت نقل 50 طناً من الإمدادات الصحية من دبي و46 طناً إضافية من مواد الصحة والتعليم والمأوى من الدنمارك إلى أضنة بتركيا لتوزيعها داخل سوريا عبر اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية.
كما خصص الاتحاد 4 ملايين يورو إضافية، ليرتفع إجمالي الدعم الإنساني إلى 163 مليون يورو لعام 2024، وفق موقع "المفوضية الأوروبية".
وجاء ذلك بعد سقوط النظام السوري السابق في الثامن من كانون الأول الفائت، ودخول "إدارة العمليات العسكرية" دمشق وأجزاء واسعة من البلاد، بقيادة أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام".
وخلال الـ 13 سنة الماضية حشد الاتحاد الأوروبي أكثر من 33.3 مليون يورو في شكل مساعدات إنسانية وتنموية واقتصادية واستقرار للأزمة السورية، لدعم السوريين داخل البلاد وفي جميع أنحاء المنطقة.
وكانت وزيرة التنمية الألمانية أعلنت أواخر الشهر الفائت، تخصيص مبلغ 60 مليون يورو لدعم مشاريع إغاثية وإنسانية في سوريا، قائلة: إن "الوضع الإنساني في سوريا كارثي"، وقبل أيام أعلنت وزارة الخارجية الألمانية تقديم 50 مليون يورو إضافية لسوريا لتوفير مواد غذائية وملاجئ طارئة ورعاية طبية.
وبعد سقوط النظام السوري السابق، اجتمع كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وطالبوا "الحكومة السورية الانتقالية" باستيفاء عدة شروط لرفع العقوبات عن سوريا وبدء تقديم المساعدات إلى البلاد، أبرزها رفض التطرّف واحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
وأكد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، أنهم يريدون ضمانات من أعضاء "الحكومة السورية الانتقالية"، بأنهم يستعدون لمستقبل سياسي سلمي يشمل جميع الأقليات، مع استبعاد التطرف وحلفاء النظام السابق مثل روسيا وإيران، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وخلال الشهر الفائت زارت العديد من الوفود الأوروبية دمشق والتقت بأحمد الشرع، الممثل لحكومة تصريف الأعمال السورية، إضافة إلى زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا.
