تقارير | 12 01 2025
نور الدين الإسماعيل
أثار قرار الحكومة السورية المؤقتة برئاسة محمد البشير القاضي بتوحيد التعرفة الجمركية في سوريا سخط سوريين في شمالي غربي البلاد، شمل إضراباً في سوق سرمدا التجاري، اليوم الأحد.
بدورها أوضحت وزارة الاقتصاد في تصريح لـ"روزنة" أنها فتحت الباب أمام الصناعيين والتجار والاقتصاديين لإبداء مقترحاتهم حول البنود الجمركية والتي يرون فيها مشكلة، وستتم مناقشتها وإعادة دراستها.
اقرأ أيضاً: فرحة الأسعار المنخفضة تصطدم بضعف الرواتب في سوريا
وأشار مصدر في الحكومة السورية المؤقتة لـ"روزنة" أن موظفي "التموين" انتشروا اليوم في الأسواق من أجل مراقبة وضبط الأسعار.
وبحسب مراسل "روزنة" في سرمدا، فقد أغلقت المحال التجارية (محال الجملة) أبوابها اليوم، احتجاجاً على رفع قيمة التعرفة الجمركية من معبر باب الهوى الحدودي.
وكشفت مصادر محلية لـ"روزنة" أنه لايوجد إضراب في الأسواق، وإنما الهدف من الإغلاق المؤقت هو استقرار السوق ومعرفة الأسعار الجديدة.
وعبّر أهال في شمالي غربي سوريا عن سخطهم من توحيد التعرفة الجمركية التي تسببت بارتفاع أسعار معظم المواد في منطقتهم، والتي كانت تدخل إلى المنطقة عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وانتقد رواد وسائل التواصل الاجتماعي، القرار مطالبين الحكومة بالعدول عنه.
قرار حكومي
نقلت وكالة "سانا"، يوم أمس، عن مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش، قوله: "اعتباراً من يوم السبت، تم إصدار نشرة الرسوم الجمركية الموحدة التي تسري على جميع الأمانات الجمركية في المنافذ البرية والبحرية والمطارات. ويُعمل بأحكامها اعتباراً من تاريخ إصدارها."
وبحسب علوش فإن "نشرة الرسوم الجمركية الموحدة في جانب كبير منها خفضت الرسوم المعمول بها سابقاً بنسبة 50 إلى 60 في المئة، ما ينعكس أثره على المواطنين بشكل مباشر في عموم الجغرافيا السورية بتعزيز قدرتهم على الاستهلاك وتلبية احتياجاتهم بأسعار معقولة، بما يسهم في رفع مستوى معيشة جميع المواطنين".
وأوضح أن نشرة الرسوم الجمركية الموحدة "تهدف إلى دعم القطاع الصناعي وتعزيز جذب الاستثمار، من خلال تقديم إعفاءات للمستثمرين وأصحاب المعامل الذين اضطروا إلى إخراج معداتهم أو منشآتهم نتيجة لظروف الحرب، ويرغبون بإعادتها إلى البلاد أو الذين يرغبون بإدخال معامل جديدة متكاملة".
وأضاف أن النشرة الجديدة "راعت حماية المنتج المحلي من خلال تشجيع الصناعة عبر الرسوم المخفضة على المواد الأولية، كما أنها طبقت الرزنامة الزراعية لحماية الفلاح ودعم القطاع الزراعي".
في ظل تباين ردود الأفعال بين مؤيد لقرار توحيد التعرفة الجمركية وآخر منتقد، أوضح عدد من الاقتصاديين السوريين رأيهم حول القضية.
وقال الاقتصادي السوري يحيى السيد عمر في منشور على حسابه في فيسبوك إن "غالبية السِّلع المرتبطة بإعادة الإعمار تم تخفيض رسومها، وبعضها تم إعفاؤها بالكامل".
وقال الاقتصادي السوري: "الهدف الأول، تحفيز الإنتاج والاستثمار، وحماية المُنتَج الوطني، والحدّ من استيراد الكماليات، لكونها تَستنزف الدولار أو العملة الصعبة".
واعتبر أنه "لتحقيق الهدف المرجو من الرسوم الجديدة، لا بد من ضَبْط الحدود، وبشكلٍ عامّ غالبية التهريب كان يتمّ من الحدود التركية واللبنانية".
تخوُّفُ الأهالي من القرار الجديد، نابع من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في شمال غربي سوريا، زاد عليه جشع عدد من التجار برفع أسعار المواد الأساسية، يوم أمس، بدون رقابة على الأسعار.
ورغم الخطوات الحكومية لتحسين الوضع الاقتصادي، يبقى تحقيق استقرار معيشي حقيقي مرهوناً بخطط طويلة الأمد تعيد بناء الاقتصاد وتوفر حياة كريمة لجميع المواطنين.
