تقارير وتحقيقات | 10 01 2025

إيمان حمراوي

أعلن "الدفاع المدني السوري"، اليوم الجمعة، عن وفاة ثلاث سيدات وتعرّض خمسة أطفال لكسور ورضوض شديدة وإغماء في حصيلة أولية، إثر حدوث تدافع جراء ازدحام كبير في المسجد الأموي بدمشق، خلال وليمة أقامها الشيف "أبو عمر - البيت الدمشقي".

وطالب سوريون بفتح تحقيق فوري في القضية ومحاسبة كل المسؤولين عما وصفوه بـ"الفاجعة".

وقال الدفاع المدني في بيان، إن "الوفيات والإصابات" حدثت خلال ازدحام شديد أثناء فعالية نظمها مدنيون "دون تحديدها"، لافتاً إلى إسعاف طفلة وانتشال جثمان امرأة من المسجد.

ونقل ناشطون عن شهود عيان قولهم، إنّ التدافع حدث بينما كان ينتظر الناس توزيع الطعام من القدور.

ووفق مراسل روزنة في دمشق، محمد سليمان، إنّ التدافع الذي حصل بسبب الازدحام أدى إضافة إلى الإصابات والوفيات، لوقوع خيمة أُعدت لحماية الطبّاخين من أشعة الشمس.

وخلال الحادثة، كان تواجد الدفاع المدني بأعداد قليلة، حتى قوات الأمن لم تكن كافية لضبط ما حدث، مقارنة بالأعداد الكبيرة للناس، موضحاً: "ما حدث تدافع جراء سوء التنظيم، وهو ما أدى إلى إصابات ووفيات في ظل قلة عدد المسعفين، وقلة عدد قوات الأمن".

وأشار سليمان إلى أن الدعوة التي وجهها الشيف أبوعمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي جذبت أعداداً كبيرة من السوريين، وبخاصة أنها تزامنت مع يوم الجمعة، وهو يوم يشهد ازدحاماً طبيعياً في المسجد.

وكان الشيف أبو عمر نشر قبل ثلاثة أيام مقطعاً مصوراً عبر حسابه في "انستغرام" لعشرات الخرفان قبل ذبحهم تجهيزاً لوليمة الجامع الأموي اليوم الجمعة.

وأمس الخميس، نشر صوراً ومقاطع فيديو لأكثر من عشرة قدور ضخمة خلال تحضير الطعام الخاص بالوليمة.

ويعرف الشيف أبو عمر بأنه طاه سوري من مواليد دمشق 1983 انتقل إلى إسطنبول في عام 2015، حيث أسس سلسلة مطاعم "البيت الدمشقي" التي تقدم الأطباق الشامية التقليدية، ويحاول منذ سنوات الترويج لعمله عبر منصات التواصل الاجتماعي. ولديه أكثر من 500 ألف متابع على منصة "فيسبوك" وأكثر من 700 ألف متابع على منصة "انستغرام".

ونشرت صفحة "محافظة دمشق الحرة" التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية، عبر منصة "تلغرام"، اليوم الجمعة، صورة من داخل المسجد الأموي تظهر ازدحاماً خانقاً للمدنيين.

محافظة دمشق تعلّق

ماهر مروان، محافظ دمشق، قال لوكالة "سانا" إنهم يتابعون مع وزارة الداخلية مجريات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادث وأسبابه، مؤكداً أنهم سيتخذون "جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن وقوعه".

وأضاف: "نتحمل كامل المسؤولية عما حدث في الجامع الأموي، ونعمل على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في الأماكن العامة مستقبلاً".

انتقادات وغضب

الحادثة أثارت غضب السوريين، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقدوا الحكومة السورية الجديدة، متسائلين عن كيفية السماح بعمل هكذا نشاط ووليمة داخل الجامع، وطالبوا بمحاسبة الشيف أبو عمر والمسؤولين الذين سمحوا للأخير بإقامة النشاط، بما في ذلك محافظة دمشق أو أي جهة أخرى.

واعتبر سوريون أن هدف الشيف أبو عمر هو الشهرة ليس أكثر، مطالبين بمنع مثل هذه الفعاليات.

الدكتور حسن المحمد، علق على الحادثة قائلاً: "فعالية فردية من شخص يروج لنفسه من أجل الحصول على متابعين ولايكات وتعليقات، لابد من محاسبة من سمح بإجراء هذه الفعالية بمكان أولاً له قدسية، ومكان مزدحم بالأيام العادية، من أجل توزيع لحم أو غيره".

أما أمير، علّق بقوله: "كان فيه يعمل الأكل بصحون ويوزع قد مابدو ضروري يعمل ترند!".

ووفق تقرير لـ"البنك الدولي" في أيار الماضي، فإن أكثر من ربع السوريين، أي نحو 5.7 مليون نسمة، يعيشون في فقر مدقع، بعد 13 عاماً من الحرب التي أدت إلى أزمات اقتصادية متلاحقة، جعلت السكان عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الرئيسية.

وكانت حكومة تصريف الأعمال السورية استلمت زمام الأمور بعد سقوط النظام السوري قبل شهر من اليوم برئاسة محمد البشير. وطالب سوريون خلال تلك الفترة من الحكومة ضبط الأمن في المحافظات كأولوية.