تقارير | 5 01 2025

نور الدين الإسماعيل

كشف مدير المكتب السياسي والإعلامي السابق في الرئاسة السورية كامل صقر عن اللحظات الأخيرة قبل هروب رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، ومحاولات الأخير التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون جدوى.

وقال صقر في مقابلة مع الإعلامي حسين الشيخ في برنامج بودكاست على منصة مزيج التابعة لقناة "العربية" إن بشار الأسد حاول الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء السبت السابع من كانون الأول الماضي، إلا أنه لم ينجح في ذلك.

وأضاف صقر إن رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد شعر أنه وحيداً عندما لم يتمكن من الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى عدة محاولات اتصال من قبل بشار الأسد استمرت أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس قبل فجر يوم الأحد الثامن من كانون الأول، لحظة إعلان سقوط النظام السوري.

اقرأ أيضاً: "رويترز": في لحظاته الأخيرة.. الأسد خدع المقربين منه حتى شقيقه ماهر

وتابع صقر: "تم الطلب للمرة الأولى، ولم يحصل اتصال، هذا كان يوم الثلاثاء، وفي اليوم التالي أيضاً لم يحصل، ثم تم الاتصال بلافرينتييف كونه المبعوث الخاص (إلى سوريا)، بعدها طلب من لافرنتييف إبلاغ الرئيس بوتين أن الأسد يريد أن يحدثه، وبعد ساعة أو ساعتين جاء الجواب بأن الرئيس بوتين موجود في بيلاروسيا، وهو لا يستطيع التكلم إليك".

وبحسب صقر فإن هذا الجواب غير مقنع، بمعنى أن رؤساء الجمهورية أينما كانوا وكيفما توجهوا يكون هناك فريق خاص معني بشؤون الاتصالات يؤمّنون الاتصال له مع أي شخص أو أي زعيم أو أي مكان، وبالتالي لم يكن العذر مقنعاً.

إلغاء كلمة مقررة

أشار مدير المكتب السياسي والإعلامي السابق في الرئاسة السورية كامل صقر إلى أن بشار الأسد ألغى كلمتين كان من المقرر التوجه بهما إلى السوريين، دون توضيح أسباب الإلغاء.

وقال صقر إنه بعد سيطرة "ردع العدوان" على مدينة حمص تم التحضير لإلقاء الكلمة، يوم الخميس (6 كانون الأول)، في نفس المكان الذي يظهر منه في كلمة متلفزة وهو قاعة في "قصر المهاجرين"، وأرسل له الكلمة للاطلاع عليها.

وكشف أن الكلمة مقسمة إلى عدة نقاط، النقطة الأولى أن حصيلة تقدم قوات المعارضة هو تقسيم الوطن، والنقطة الثانية هي الهجوم على تركيا وأنها بدأت تحتل حلب وأنهم غير صادقين، والفقرة الثالثة تتحدث عن الموقف العربي تجاه سوريا، بينما تتناول النقطة الأخيرة خطاباً موجها للسوريين بالدفاع عن وطنهم.

وأوضح كامل صقر أن بشار الأسد هو من كتب الكلمة، مشيراً إلى أنه تفاجأ من مضمونها ووصفها بأنه "متوترة جداً تعكس أنه كان متوتراً"، حيث كان يتوقع منه أن يكون واقعياً أكثر مقابل ما يجري على الأرض.

وبحسب صقر، فإن الكلمة أجلت من يوم الخميس إلى يوم الجمعة، ثم إلى يوم السبت، وفي يوم السبت أبلغه بأنه لم يعد يريد أن يلقي كلمة، بعد ما وصفه "وضوح المشهد بشكل أكبر" حيث باتت قطع الجيش تبقي سلاحها مع تقدم قوات المعارضة باتجاه مدينة دمشق.

لحظة الهروب

وفق مدير المكتب السياسي والإعلامي، أخبره رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد أن لديه اجتماع في قاعدة حميميم العسكرية الروسية مع مسؤولين روس بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان، واصفاً الأمر بأنه لم يكن مقنعاً.

وكشف صقر أن بشار الأسد اصطحب معه إضافة إلى ولديه حافظ وكريم، الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزير الدفاع ورئيس الأركان ومرافقه الشخصي.

وعن طريق الهروب، قال صقر إن بشار الأسد وصل إلى مطار دمشق الدولي على طريق المتحلق الجنوبي باتجاه طريق المطار، بعملية مأمّنة من جانب الطرف الروسي، كاشفاً عن لقاء الأسد بالملحق العسكري الروسي في الساعتين الأخيرتين، بعد الساعة 12 ليلاً، لتأمين عملية الهروب.

وكشف أن بشار الأسد بقي في مطار حميميم عدة ساعات حتى تم تأمين طائرة وتجهيزها وتأمين إقلاعها أيضاً، ووصولها بأمان إلى موسكو، دون إخبار الدائرة المقربة منه بعملية الهروب.

وفي الساعة الثانية والربع فجراً، أخبره السكرتير الخاص برئاسة الجمهورية بأنه سيغادر القصر لأن بشار الأسد قد غادر البلاد.

الدور الإيراني

تحدث كامل صقر عن اجتماعات أجراها الجانب الإيراني مع بشار الأسد، منذ انطلاق العمليات العسكرية التي شنتها قوات "ردع العدوان".

وقال صقر إن بشار الأسد اجتمع مع علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنائي، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وبحسب صقر فقد طلب بشار الأسد من الإيرانيين التدخل لمنع تقدم قوات المعارضة، إضافة إلى التوسط مع تركيا، في حين لم يسمح بشار الأسد لمسؤوليه بحضور الاجتماع مع لاريجاني.

ورجح أن يكون سبب البرود الإيراني تجاه النظام السوري السابق بسبب التقارب الذي أجراه رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد خلال السنة الماضية مع العرب على حساب إيران.

وكانت غرفة عمليات "ردع العدوان" قد أعلنت السيطرة على دمشق وسقوط النظام السوري السابق في صباح يوم الأحد الثامن من كانون الأول الماضي، ليطوى في تلك اللحظة أكثر من 54 عاماً من حكم عائلة الأسد لسوريا.