تقارير وتحقيقات | 11 12 2024

إيمان حمراوي

بينما تمر سوريا بمرحلة انتقالية، إثر سقوط النظام السوري السابق قبل أيام، وتكليف محمد البشير برئاسة الحكومة الجديدة للمرحلة الانتقالية، تشهد المدن السورية من شمالها إلى جنوبها مبادرات أهلية وشبابية لافتة تهدف إلى تنظيف الشوارع وتجميلها.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صور ملهمة لشباب وشابات ينظفون الشوارع، ويرسمون الجداريات، ويزيّنون المرافق العامة.

المبادرات لا تقتصر على إزالة المخلفات فحسب، بل تشمل طمس آثار النظام السابق، كإزالة صور المسؤولين السابقين، بما فيهم الرئيس السابق الهارب بشار الأسد.

في دمشق وريفها

وفي مدينة النبك بريف دمشق، بدأ متطوعون من الشباب والشابات بحملة تنظيف للأرصفة والشوارع ، مشمّرين عن أياديهم ومرتدين الكمامات، وممسكين بأدوات التنظيف، وفق ما نشر "المكتب الإعلامي لمحافظة ريف دمشق".

آخرون كانوا يعملون على إزالة كل الصور القديمة الملصقة، مثل تلك الموجودة على أبواب المدارس.

وعلى أوتوستراد المزة بدمشق، بدأت أمس الثلاثاء، حملات أهلية لتنظيف شوارع العاصمة، نساء وشباب وشابات ورجال شمّروا عن أيديهم أيضاً لتنظيف شوارعهم تلبية لدعوات أهلية.

في الوقت نفسه، أطلق أمس الثلاثاء، طلاب طب الأسنان في جامعة دمشق حملة لتنظيف كليتهم ومحيطها، مستعينين بشعار يحفز على المسؤولية المشتركة: "البلد رجعت لأهلها وعلينا جميعاً أن نساهم في إعادة بنائها"، بحسب صفحة "عدسة طالب طب أسنان" على فيسبوك، التي نشرت مجموعة من الصور بعد تنظيف الكلية.

وعلّقت الصفحة قائلة: " شباب بلدنا الواعي، البلد رجعت لأهلها و لازم نعمرها كلنا متكاتفين، ننزل ونشتغل و نساعد بتنظيف أمام بيوتنا أو مداخل بنايتنا و بحملات توعيّة تمس مجالنا الطبي".

وفي الأشهر الأخيرة، تفاقمت أزمة تراكم القمامة في دمشق بشكل ملحوظ، مما أثر سلباً على الصحة العامة والبيئة. ازداد انتشار الأمراض الجلدية مثل الليشمانيا، حيث سجلت مستشفيات العاصمة آلاف الحالات خلال عام 2024، نتيجة لتكاثر الحشرات والقوارض في مناطق تراكم النفايات.

وفي مدينة اللاذقية أيضاً قام أهالي بالتطوع وتنظيف شوارع المدينة، وفق فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل.

إلى الجنوب في  مدينة إنخل بمحافظة درعا بدأ بعض الأهالي بالتنسيق والتعاون مع مجلس المدينة لإزالة الحواجز في المنطقة، ومن ثم تنظيفها، ودعوا ممن يريد المساهمة البدء في تنظيف حيه وأمام منزله لبناء "وطن حضاري وجميل".

حمص

في مدينة حمص أطلق ناشطون مبادرة أهلية لتنظيف الأحياء والمرافق العامة، تبدأ اليوم الأربعاء، تحت شعار "معاً لمدينتنا أجمل" و "حملة إماطة الأذى عن الطريق".

وقبل يومين أطلقت جمعية "شعاع الأمل الخيرية" المحلية في حمص مبادرة تحت عنوان: "حمص أحلى"، بهدف تنظيف شوارع المدينة في "الغوطة والحمرا والدبلان والبغطاسية"، داعية الشباب للمشاركة.

واقترح بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ يبدأ كل شخص من تنظيف حيّه وشارعه للوصول إلى الهدف المنشود من تلك الحملات التطوعية.

في حماة

أنشأ مجموعة من شباب وأهال في مدينة حماة صفحة على فيسبوك تحت اسم "حملات شباب حماة التطوعية" تهدف لإعادة البريق والجمال إلى المدينة.

ويسعى الشباب من خلال تلك الصفحة إلى توحيد الجهود وتنظيم المبادرات التطوعية الهادفة إلى تحسين البيئة وتعزيز روح التعاون والمسؤولية المجتمعية بين جميع أفراد المجتمع.

ودعا القائمون على المبادرة الأهالي للانضمام إلى الحملة التطوعية لتنظيف المدينة وذلك ابتداء من 13 الشهر الجاري، صباح يوم الجمعة المقبل، وسبكون التجمع عند ساحة العاصي بهدف تنظيف الساحة والمدينة.

مناطق أخرى تطالب بمبادرات محلية

في مدينة مصياف بريف حماة الغربي طالب أهالي المنطقة من البلدية العمل على تنظيف شوارعها لكن دون استجابة، وهو ما دعا إلى تشكيل فرق شبابية تطوعية لتنظيف وتزيين الشوارع اقتداء بالمناطق السورية الأخرى.

وطالب الأهالي من الشباب بدء العمل وعدم انتظار البلدية موجهين رسالة مفادها أنّ "هذه شوارعنا وشوارعكم".

كذلك دعا شباب من مدينة حلب لبدء حملة من أجل تنظيف شوارع المدينة، وفي مدينة حيش جنوبي إدلب أيضاً أنشأ متطوعون مجموعة على تطبيق واتساب، لمن يريد الانضمام والتطوع للمساعدة في تنظيف وتنظيم المنطقة.

وفي السويداء، دعا "فريق تجمع أبناء السويداء التطوعي" الأهالي للانضمام والبدء بحملات تنظيف وتنظيم الشوارع الرئيسية في محافظة السويداء، وذلك من خلال التواصل عبر الرقم التالي: 0936802712

الأمل في المستقبل

ورغم صعوبة المرحلة، تظهر هذه المبادرات الوجه الإيجابي لسوريا الجديدة، هي دعوة مفتوحة للجميع للانخراط في بناء مجتمع أكثر تعاوناً، حيث النظافة والجمال تعكس روح الشعب وتصميمه على التغيير.

وكلّف أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" قائد "هيئة تحرير الشام" أمس الثلاثاء، محمد البشير برئاسة حكومة انتقالية في سوريا على أن يتولى هذا المنصب حتى الأول من آذار عام 2025، بحسب بيان بثه التلفزيون السوري. وذلك بعدما سيطرت الأحد الفائت فصائل "ردع العدوان" على المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السوري السابق.

مهام حكومة تصريف الأعمال السورية، وفق البشير، تتمثل في تقديم الخدمات الأساسية للشعب، إضافة إلى ضبط الأمن والحفاظ على استقرار المؤسسات وضمان عدم تفكك الدولة، وذلك لحين تشكيل حكومة جديدة لسوريا "تحقق تطلعات المجتمع السوري".