تقارير وتحقيقات | 10 12 2024
إيمان حمراوي
أعلنت العديد من الدول الأوروبية، أمس الإثنين، تعليق معالجة طلبات اللجوء للسوريين، بعد سقوط النظام السوري السابق، في حين تستعد النمسا لبرنامج "الإعادة والترحيل" إلى سوريا، بينما تعمل فرنسا على إصدار قرار مماثل قريباً.
النمسا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك وألمانيا والنرويج والسويد، من بين الدول أعلنت تعليق طلبات اللجوء للسوريين، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
فرنسا تدرس إصدار قرار مماثل
أما فرنسا أعلنت أنها تدرس تعليق طلبات اللجوء بهدف التوصل إلى قرار مماثل للعديد من دول الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزارة الداخلية الفرنسية أنّ الحكومة تعمل على تعليق طلبات السوريين للجوء بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، موضحة أنه من المرجح التوصل إلى قرار بهذا الصدد خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (Ofpra) في بيان، أمس الإثنين، إن المكتب "يراقب الوضع في سوريا عن كثب، وكما هو الحال دائماً في حالة تطور الوضع في البلد الأصلي لطالبي اللجوء، فقد يؤدي ذلك إلى تعليق مؤقت لاتخاذ القرار بشأن بعض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، اعتماداً على الأسباب المقدمة".
وبحسب المكتب الفرنسي، تقدم 4 آلاف و465 سوري عام 2023 بطلب اللجوء إلى فرنسا، وحوالي 2500 طلب منذ بداية عام 2024، واليوم لا يزال حوالي 700 طلب قيد المعالجة في المكتب بما ذلك طلبات لجوء القصّر.
اقرأ أيضاً: اليوم الأول لسقوط النظام: دمشق والساحل.. فوضى وسط خوف وترقب
بريطانيا
متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية، قال أمس الإثنين، إنها "أوقفت مؤقتاً القرارات بشأن طلبات اللجوء السورية بينما نقوم بتقييم الوضع الحالي"، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضاف: "نحن نحتفظ بجميع إرشادات الدولة المتعلقة بطلبات اللجوء تحت المراجعة المستمرة حتى نتمكن من الاستجابة للقضايا الناشئة".
وفجر الأحد الماضي سيطرت فصائل "ردع العدوان" بقيادة أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" قائد "هيئة تحرير الشام"، على العاصمة دمشق، وسط فرار رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد إلى روسيا.ومساء الأحد الفائت أعلنت روسيا أن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو لاجئين بعد فرارهم من سوريا.
بشار الأسد لاجئاً في موسكو.. وأحمد طعمة: نتطلع لعلاقات إيجابية مع الجميع
ألمانيا
وأعلنت أيضاً ألمانيا تعليق طلبات لجوء السوريين رغم عدم وضوح مستقبل سوريا بعد.
وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، قالت في بيان، أمس الإثنين، إن "الوضع المتقلب وغير الواضح في سوريا" دفع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في البلاد إلى فرض تجميد على القرارات المتعلقة بإجراءات اللجوء. وهناك أكثر من 47 ألف طلب لجوء من السوريين معلق.
وأضافت أن نهاية "الطغيان الوحشي" للأسد كانت بمثابة راحة كبيرة لكثيرين. "العديد من اللاجئين الذين وجدوا الحماية في ألمانيا لديهم الآن الأمل أخيراً في العودة إلى وطنهم السوري وإعادة بناء بلدهم".
وتعتبر ألمانيا موطن أكبر جالية سورية في أوروبا، إذ استقبلت نحو مليون سوري معظمهم وصلوا في 2015 و2016 خلال فترة حكم المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
وقال متحدث باسم المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين في ألمانيا في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه من السابق لأوانه التنبؤ "بما إذا كانت التطورات الحالية ستؤدي إلى تحركات للاجئين داخل أو خارج المنطقة" وما هو التأثير الذي قد تخلفه على "فرص اللاجئين السوريين في العودة إلى وطنهم".
ومع ذلك، سارع البعض في ألمانيا إلى اقتراح أن السوريين يمكنهم الآن العودة إلى ديارهم.
واقترح ينس سبان، من الحزب الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط، أن تقوم برلين بتأجير رحلات طيران إلى سوريا وتقديم 1000 يورو "لأي شخص يريد العودة إلى سوريا".
"منظمة العفو الدولية" انتقدت قرار ألمانيا بتجميد قرارات اللجوء، وقالت إن "وضع حقوق الإنسان في البلاد غير واضح تماماً في الوقت الحالي"، وفق وكالة "فرانس برس".
السويد
ومع استمرار التساؤلات حول ما سيحدث في سوريا بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية سارعت عدة دول في أوروبا إلى اتباع نفس النهج.
وكالة "الهجرة السويدية"أعلنت تعليق جميع قرارات اللجوء المتعلقة بالسوريين، وفق موقع "thelocal.se" السويدي.
في بيان صحفي أصدرته، أمس الإثنين، قالت الوكالة، إنه من المستحيل تحديد ما إذا كان مقدمو طلبات اللجوء يحتاجون إلى الحماية أم لا، بعد سقوط النظام السوري.
وأشارت الوكالة إلى أنها اتخذت قراراً مشابهاً عقب استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021.
اليونان
مصدر حكومي في اليونان قال لوكالة "رويترز" إنّ أثينا أوقفت أيضاً نحو 9 آلاف طلب لجوء للسوريين.
ووفق صحيفة "ekathimerini" اليونانية، إن الحكومة لم تصدر أي بيان رسمي بعد، وقالت مصادر حكومية للصحيفة، إنّ وزارة الهجرة تقّيم الوضع ومن المتوقع أن تصدر بياناً رسمياً يوم الجمعة المقبل.
النرويج والدنمارك
وأعلنت الدانمارك والنرويج، أمس الإثنين، تعليق دراسة طلبات اللجوء للسوريين، وفق وكالة "فرانس برس".
وجاء في بيان، أن اللجنة الدانماركية لدراسة طلبات اللاجئين "قررت تعليق النظر في الملفات المتعلقة بالقادمين من سوريا بسبب الوضع غير المستقر في البلاد بعد سقوط نظام الأسد".
اقرأ أيضاً: جمال سليمان: السوريون دفعوا ثمناً باهظاً وقد أترشح للرئاسة
النمسا
أمرت الحكومة بوقف معالجة طلبات لجوء السوريين ومراجعة جميع الحالات التي تم منح اللجوء فيها، وهي التي يعيش فيها حوالي 100 ألف سوري، وفق وكالة "فرانس برس".
ووجه المستشار المحافظ، كارل نيهامر، وزارة الداخلية لـ"تعليق جميع طلبات اللجوء السورية الجارية ومراجعة جميع قرارات اللجوء الممنوحة".
وقال وزير الداخلية في النمسا، جيرهارد كارنر:وأضاف إنه أصدر تعليماته "لتحضير برنامج منظّم لإعادة اللاجئين وترحيلهم إلى سوريا".
وأوضحت وزارة الداخلية النمساوية أن "الوضع السياسي في سوريا قد تغير بشكل جذري وسريع في الأيام الأخيرة"، مؤكدة أنها "تراقب وتحلل الوضع الجديد حالياً".
ويحتل السوريون المرتبة الأكبر بين طالبي اللجوء في النمسا، حيث تم تقديم 12871 طلباً حتى تشرين الثاني من هذا العام.
و ذكرت تقارير بأنّ فنلندا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا اتخذت تدابير مماثلة.
مفوضية اللاجئين
وأمس الاثنين، حث فيليبو غراندي، رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الدول على الانتظار ورؤية ما سيحدث بعد ذلك في سوريا.
وقال في بيان "إن الصبر واليقظة ضروريان، على أمل أن تتطور التطورات على الأرض بطريقة إيجابية، مما يسمح بالعودة الطوعية والآمنة والمستدامة في النهاية، مع تمكين اللاجئين من اتخاذ قرارات مستنيرة"، وفق صحيفة "الغارديان".
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 قتل آلاف السوريين على يد قوات النظام السوري السابق بدعم من روسيا التي بدأت بدعمها في أيلول عام 2015، وهو ما دفع إلى نزوح وتهجير الملايين داخل وخارج سوريا في العديد من دول العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.
ووفق آخر إحصائيات "الأمم المتحدة" إن هناك أكثر من 13 مليون سوري "مهجرون قسراً"، وفي عام 2023 وصل عدد النازحين داخل سوريا إلى 7.2 مليون شخصاً، و6.5 مليون لاجئ وطالب لجوء في الخارج.
