تقارير وتحقيقات | 2 12 2024
روزنةتتوالى التصريحات السياسية من الدول الإقليمية والغربية حول التطورات الأخيرة في سوريا، وسط تجاهل خليجي لسيطرة فصائل عمليتي "ردع العدوان" و"فجر الحرية" المعارضة على مدينة حلب وأنحاء واسعة في ريف المحافظة وجنوبي إدلب.
رصدنا لكم في المادة التالية، آخر التصريحات التي ركزت على "التسوية" و"القرار 2254" و"خفض التصعيد" و"دعم الأسد".
أنقرة و"التسوية"
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، إن "التطورات الأخيرة تظهر مرة أخرى أن دمشق (النظام السوري) يجب أن تتوصل إلى تسوية مع شعبها ومع المعارضة الشرعية".
وأضاف الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده "لا تريد للحرب الداخلية في سوريا ان تتصاعد أكثر"، حسب ما نقل موقع وكالة الأناضول (النسخة التركية).
واعتبر في تصريحاته من العاصمة أنقرة أنه "من الخطأ في هذه المرحلة محاولة تفسير الأحداث في سوريا بوجود تدخل خارجي".
وقال فيدان إن "السبب وراء بدء صراعات واسعة النطاق مرة أخرى في سوريا في هذه المرحلة هو أن المشاكل المترابطة في هذا البلد لم يتم حلها منذ أكثر من 13 عاماً".
ووصف "تجاهل المطالب المشروعة للمعارضة السورية وعدم مشاركة النظام الصادق في العملية السياسية" بـ"الخطأ"،
طهران و"مكاسب أستانا"
من جانبه قال عباس عراقجي إن محادثات إيران مع تركيا كانت "سريعة ومباشرة وودية وبناءة"، وأن البلدين اتفقتا على أن سوريا "لا ينبغي أن تصبح موطناً للجماعات الإرهابية"، دون أن يسمها.
وأشار الوزير الإيراني في تصريحاته التي نقلتها "الأناضول": "لقد توصلنا إلى توافق في الآراء (مع تركيا) بشأن الحفاظ على مكاسب عملية أستانا. كما قررنا بشأن اجتماع أستانا المقبل. نحن ندعم هذه العملية. نحن بحاجة إلى منع عرقلة هذه العملية".
أما الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان فأكد باتصال هاتفي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم أيضاً، أن بلاده مستعدة "لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا للقضاء على الإرهاب وإفشال أهداف مشغليه وداعميه"، وفق وكالة مهر الإيرانية.
وأضاف أن "الأطماع الصهيو أمريكية واضحة في استهداف دول المنطقة وشعوبها. وأن ما يحصل في سوريا (التطورات العسكرية الأخيرة) هو وجه لتلك الأطماع".
الغرب و"2254"
قال مبعوثو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى سوريا، في بيان مشترك، إن "التصعيد الحالي يؤكد فقط على الحاجة الملحة إلى حل سياسي بقيادة سورية للصراع، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأضاف البيان الذي نشر أمس على موقع الخارجية الألمانية، أن المبعوثين الأربعة يتابعون عن كثب التطورات في سوريا، كما يحثون جميع الأطراف على خفض التصعيد وحماية المدنيين، إضافة لدعوتهم لمنع المزيد من النزوح وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية.
وسبق أن دعت الخارجية الفرنسية قبل يومين "جميع الأطراف إلى الامتثال للقانون الدولي الإنساني وإلى حماية السكان المدنيين" في حلب.
وأكدت أن التطورات الأخيرة تثبت "ضرورة استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية السورية من دون تأخير بغية التوصل في نهاية المطاف إلى حل سياسي يتوافق مع القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
روسيا و"الدعم للأسد"
أكد الكرملين اليوم على لسان متحدثه ديمتري بيسكوف أن موسكو تخطط لزيادة دعم بشار الأسد وأن الاتصالات مستمرة على المستويات المناسبة مع دمشق.
وأضاف في تصريح نقلته رويترز: "نحن نقوم بتحليل الوضع وسيتم تكوين موقف بشأن ما هو مطلوب لاستقرار الوضع".
الخليج و"التجاهل"
تجاهلت دول مجلس التعاون الخليجي التطورات الحاصلة في سوريا، في البيان الختامي الصادر أمس عقب قمتها الـ 45 التي عقدت في الكويت.
وفي رد على سؤال لوكالة رويترز قال وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا إن موضوع سوريا "لم يطرح".
ودون الإشارة إلى سوريا، قالت وكالة الأنباء القطرية إن الأمير تميم بن حمد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني اليوم الاثنين، لبحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتستمر فصائل عملية "ردع العدوان" و"فجر الحرية" بالتقدم أمام قوات النظام السوري، بعد سيطرتها على مساحات واسعة من مدينة حلب وريفها ومحافظة إدلب، خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل قصف لطائرات النظام وروسيا أدى لعشرات الضحايا المدنيين.