تقارير وتحقيقات | 30 11 2024
إيمان حمراوي
قالت ثلاثة مصادر من قوات النظام السوري لوكالة "رويترز"، إن حكومة النظام أغلقت مطار حلب وكل الطرق المؤدية إلى المدينة، اليوم السبت، بعدما أعلنت فصائل "ردع العدوان" سيطرتها على معظم أحياء المدينة، وطالبت من روسيا مزيداً من الأسلحة لمواجهة فصائل المعارضة.
وأوضحت المصادر الثلاث لرويترز، أن أوامر صدرت لقوات النظام بـ "الانسحاب الآمن" من المناطق الرئيسية في المدينة التي دخلتها فصائل المعارضة.
وأعلنت اليوم السبت، "إدارة العمليات العسكرية" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" و التي أطلقت عملية "ردع العدوان"، سيطرتها على 75 بالمئة من مدينة حلب، بعد وصولها إلى قلعة حلب. وقالت إن المعركة جاءت كرد حاسم على هجمات النظام السوري وروسيا على المدنيين في الأسابيع الأخيرة على الشمال السوري.
أحد أحياء مدينة حلب اليوم السبت، بعد أول ليلة من دخول فصائل "ردع العدوان" إليها
مصدران عسكريان لدى النظام السوري قالا للوكالة، إنّ روسيا وعدت حكومة النظام بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لمواجهة فصائل المعارضة، موضحان أنّ المعدات الجديدة ستبدأ في الوصول خلال 72 ساعة المقبلة.
اقرأ أيضاً: ها قد عادت الحرب.. ما خيارات الأسد في حلب؟
وتعتبر موسكو هجوم فصائل المعارضة انتهاكاً لسيادة سوريا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الجمعة: "نحن نؤيد أن تعيد السلطات السورية النظام إلى المنطقة وتستعيد النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن".
وخلال سيطرة فصائل "ردع العدوان"على ريف حلب الغربي ودخولها مدينة حلب، أسفرت هجمات النظام على الشمال السوري خلال ثلاثة أيام عن مقتل 24 شخصاً، بينهم 7 أطفال، وإصابة 95 آخرين بينهم 36 طفلاً، وفق "الدفاع المدني السوري".
وفي أواخر عام 2016 استعادت حكومة النظام السوري السيطرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد حملة عسكرية مكثفة بدعم روسي ضد فصائل المعارضة، أسفرت عن تهجير الآلاف إلى الشمال السوري، ما عدا مقتل وإصابة المئات وتدمير البنى التحتية.
أنقرة منحت الضوء الأخضر
ونقلت الوكالة عن مصادر معارضة على اتصال بالاستخبارات التركية، أنّ أنقرة هي من أعطت الضوء الأخضر لفصائل "تحرير الشام" لشن الهجوم ضد قوات النظام.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، أمس الجمعة، إن تركيا تسعى إلى تجنب المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وحذر من أن الهجمات الأخيرة تقوض اتفاقيات خفض التصعيد.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأكبر ضد قوات النظام منذ اتفاق خفض التصعيد في آذار عام 2020 بين تركيا وروسيا.
"إدارة العمليات العسكرية" قالت إن الهدف من العملية توسيع المناطق الآمنة لعودة المهجّرين إليها من خلال توجيه ضربات استباقية مدروسة لمواقع النظام السوري.
النظام ينفي سيطرة الفصائل
لم تنشر وسائل إعلام النظام أي معلومات أو تفاصيل عن الحرب التي تجري منذ ثلاثة أيام، بل ادعى "التلفزيون السوري" أمس الجمعة، أنه جرى القبض على مجموعات وصفها بـ"الإرهابية" صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأن المجموعات "الإرهابية" سيطرت على تلك الأحياء، وفق قوله.
ونشرت وزارة الدفاع لدى حكومة دمشق، بياناً، قالت فيه، إن قواتها "العاملة على جبهات ريفي حلب وإدلب تواصل التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه التنظيمات الإرهابية المسلحة، واستطاعت ن
استطاعت قواتنا المسلحة تكبيد التنظيمات المهاجمة خسائر فادحة وأوقعت في صفوفها المئات من القتلى والمصابين من الإرهابيين. ودمرت عشرات الآليات والعربات المدرعة وتمكنت من إسقاط وتدمير سبع عشرة طائرة مسيرة.
تستمر قواتنا المسلحة في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة بالعتاد والجنود لمنع خروقات الإرهابيين على تلك المحاور وصد هجماتهم، وقد نجحت قواتنا في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية، وستواصل أعمالها القتالية حتى ردهم على أعقابهم.
وفي سياق متصل، تقوم التنظيمات الإرهابية عبر المنصات التابعة لها بنشر معلومات وأخبار ومقاطع فيديو مضللة هدفها إرهاب المواطنين، وهنا تنوه القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للأخوة المواطنين عدم الأخذ بهذه الأخبار والتضليلات، وتلقّي ما يصدر عن الإعلام الوطني ومنصاته الرسمية.
واكتفت وزارة الدفاع لدى حكومة دمشق وسائل إعلام النظام فقط بالحديث عن استهداف طائرات روسية وأخرى للنظام، ما وصفته بمواقع "الإرهابيين" في ريفي حلب وإدلب.
