تقارير وتحقيقات | 28 11 2024

أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" اليوم الخميس، عن استعادة العديد من القرى والبلدات في ريف حلب الغربي في إطار عملية "ردع العدوان" ضد قوات النظام السوري، تزامناً مع شن الأخيرة هجمات مكثّفة على مختلف مناطق الشمال السوري.
ونشرت وكالة "أنباء الشام" التابعة لـ"تحرير الشام" تسجيلاً مصوراً، عبر فيسبوك، قالت فيه إنّ الفصائل المنضوية تحت إدارة العمليات العسكرية تمكنت من استعادة العديد من القرى والبلدات في ريف حلب الغربي.
المناطق التي جرى استعادتها هي: "الشيخ عقيل وبالا وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم و كفربسين وحور والقاسمية وجمعية المعري وعنجارة وعاجل وغيرها". وبذلك تكون المساحة التي سيطرت عليها الفصائل وصلت إلى 138 كيلو متراً مربعاً، وباتت على بعد 8 كيلومتر من مدينة حلب، وفق وكالة "الأناضول".
كذلك أسفرت العمليات العسكرية عن اعتقال 5 عناصر من قوات النظام السوري على جبهة الفوج "46" والذي يعتبر من أكبر القطع العسكرية غربي حلب الذي كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة حتى عام 2020.
واستولت الفصائل العسكرية على ثلاث دبابات وعربة "bmb " وأسلحة وذخائر متنوعة إضافة إلى تدمير عشرات المدافع ومنصات إطلاق الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف المدنيين، في ظل استمرار العمليات العسكرية.
ولم تأت وسائل إعلام النظام السوري على ذكر أي معلومات متعلقة بالعمليات العسكرية في الشمال السوري.
ما أهداف المعركة؟
تهدف العملية التي أطلقتها "هيئة تحرير الشام" بحسب ما أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" إلى توسيع الأماكن الآمنة لعودة المهجّرين إليها، وذلك من خلال توجيه ضربات استباقية مدروسة لمواقع النظام السوري.
وبدأت العملية "كرد حاسم" على تصعيد قوات النظام وحلفائه ضد المدنيين والأطفال، وبخاصة بعد استهداف معهد أطفال تعليمي قبل يومين في مدينة أريحا جنوبي إدلب، أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وإصابة 14 طفلاً آخرين، وفق "إدارة العمليات العسكرية".
اقرأ أيضاً: ليلة دامية.. قذائف الموت تغتال أحلام أطفال أريحا في معهد تعليمي
قصف عشوائي
قوات النظام السوري استمرت مع بدء عملية "ردع العدوان" استهدافها لمناطق مختلفة وبشكل مكثّف في شمال غربي سوريا.
واستهدفت قوات النظام وروسيا، أمس الأربعاء، أكثر من 16 مدينة وقرية وبلدة، استخدموا ذخائر عنقودية محرمة دولياً بقصفهم مخيماً للمهجرين شمالي إدلب، ومدينتي الأتارب ودارة عزة غربي حلب، وفق بيان لـ"الدفاع المدني".
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل طفل وجرح 20 مدنياً آخرين بينهم 9 أطفال و 6 نساء.
وحول التفاصيل، أوضح "الدفاع المدني" أنّ قوات النظام استهدفت بصواريخ تحمل قنابل عنقودية مخيم القرى "وادي عباس" قرب بابسقا وباب الهوى شمالي إدلب، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأتان.
وأصيب 11 مدنياً، بينهم 5 أطفال وامرأتان، معظهم من عائلة واحدة، بقصف بصواريخ تحمل قنابل عنقودية على مدينة الأتارب غربي حلب.
وتعرضت مدينة دارة عزة غربي حلب، لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات النظام وروسيا، وكان بين الهجمات استهداف للأحياء السكنية بصواريخ منها ما يحمل قنابل عنقودية، وأصيب على إثرها طفلة ورجل.
كذلك قتلت امرأة وأصيبت أخرى، بينما كانتا تعملان بجني الزيتون إثر قصف بالمدفعية استهدف معصرة للزيتون في مدينة سرمين شرقي إدلب، تزامناً مع قصف مخيم الشهداء للمهجرين والمنطقة الصناعية وطريقاً رئيسياً على أطراف مدينة إدلب الشرقية.
وتعرضت بلدة قميناس شرقي إدلب، وبلدة كنصفرة جنوبي إدلب لقصف مدفعي من قبل قوات النظام دون وقوع إصابات. ولايزال القصف مستمراً حتى اليوم على مختلف مناطق الشمال السوري.
نزوح للمجهول
جراء العمليات العسكرية وهجمات النظام السوري، اضطرت مئات العائلات إلى ترك منازلها في مناطق عديدة من ريف إدلب الشرقيوحلب الغربي، وتوجهت مع استمرار القصف إلى مناطق مخيمات المهجّرين في شمال غربي سوريا بحثاً عن مأوى آمن.
وأشار "الدفاع المدني" إلى أنّه تفقد أماكن الهجمات وساعد المدنيين في الإخلاء إلى أماكن أكثر أماناً.
ووفق بيان لفريق "منسقو استجابة سوريا" ارتفع أعداد النازحين إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ سنوات.
وتجاوزت أعداد النازحين من أرياف إدلب وحلب أكثر من 10 آلاف و728 عائلة أي (57 ألف و432 شخصاً)، مع استمرار حركة النزوح وإحصاء عدد النازحين.
وعلى الرغم من أن المنطقة تخضع لاتفاق خفض التصعيد منذ آذار من عام 2020 لكن الخروقات مستمرة وتكررت حملات القصف التي تستهدف المناطق المدنية من قبل كل من النظام وحلفائه.
وتضم منطقة شمال غربي سوريا أكثر من 5 ملايين شخص، بينهم أكثر من 3.5 ملايين نازح ومهجر، يعانون من نقص الخدمات وسوء البنى التحتية وتراجع المساعدات الإنسانية.