ليلة دامية.. قذائف الموت تغتال أحلام أطفال أريحا في معهد تعليمي

ليلة دامية.. قذائف الموت تغتال أحلام أطفال أريحا في معهد تعليمي

تقارير وتحقيقات | 27 11 2024

إيمان حمراوي

في مدينة أريحا جنوبي إدلب، عادت رائحة الموت إلى أزقتها ومدارسها، وقضى قصف مدفعي جديد على حياة ثلاثة أطفال، بينما 14 مدنياً معظمهم أطفال، بين أروقة المراكز الصحية يداوون جراحهم.

ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف مكثف على مناطق في ريف حلب الغربي وسط حركة نزوح للمدنيين من غرب حلب وجنوبي إدلب باتجاه المخيمات.

منطقة يصعب استهدافها!

استهدفت قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، بقصف مدفعي معهداً للعلوم الشرعية واللغة العربية ومدرسة ابتدائية، وفق "الدفاع المدني". وإلى الشرق من إدلب في معارة النعسان، أصيب طفل ورجل بقصف مدفعي مماثل، أحيلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

الصحفي المقيم في مدينة أريحا، عارف وتد، قال لروزنة، إن الغارات استهدفت حوالي الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، معهداً تعليمياً مغلقاً ينام فيه الأطفال، ويقع في الأحياء القديمة للمدينة، من الصعب وصول القذيفة إليه إلا بعد معرفة إحداثيات المنطقة.

ويضيف: "تحول معهد الإمام النووي إلى دمار، وقتل 3 أطفال أكبرهم بعمر 14 عاماً، وأصيب 14 طفلاً آخرين".

"الخوف عاد إلى قلوب الناس بعد القصف، وبخاصة مع بدء المعركة ما بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام السوري على خطوط التماس (...) عدة مناطق في ريف حلب الغربي استهدفها القصف فيما بدأت العائلات بالنزوح" يوضح وتد.

"لحظات حولت سكون المدينة لدماء ودمار، وقهر ودموع، ضحايا أغلبهم أطفال كانوا في معهد تعليمي، حولتهم قذائف النظام لشهداء ومصابين، العائلات كانت في حيرة وذهول يركضوا بحثاً عن أطفالهم" يقول المتطوع في الدفاع المدني ناصر قزموز.

الأطفال المقيمون في المعهد التعليمي ليسوا فقط من سكان مدينة أريحا، يقول وتد، هم مزيج من مناطق متعدد من أريحا وريفها، مثل قرى كفرزيبا ونحلة بزابور وأطفال نازحين من مناطق مختلفة.

وجراء التصعيد العسكري للنظام السوري عبر طائراته الحربية والمروحية، أعلنت وزارة التربية لدى "حكومة الإنقاذ" تعليق الدوام في المدارس والجامعات الخاصة والعامة في إدلب وحلب، لليوم الأربعاء.

وفي ريف جرابلس شرقي حلب أصيب مدني بقصف صاروخي على المنطقة، حيث استهدف القصف منزلاً سكنياً في قرية الحمران، بحسب الدفاع المدني.

كذلك استهدف القصف قرى المشيك والقرقور والخربة في حماة، ومدينة إدلب وتفتناز والنيرب في إدلب، بينما بدأت حركة النزوح من مدينة جسر الشغور وريفها جنوبي إدلب إلى المخيمات، وفق مراسل روزنة.

ويعاني أهالي القرى القريبة من مناطق سيطرة قوات النظام السوري من تكرار الاستهدافات بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، ما يهدد حياتهم بشكل دائم.

وكان الأحد الماضي قتل مدنيان وأصيب 14 آخرين، بينهم 5 أطفال بقصف صاروخي على مدينة الباب شرقي حلب، مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب، بحسب الدفاع المدني.

اقرأ أيضاً: خشية من تصعيد عسكري.. النيرب تخلو من سكانها

تصعيد على ريف حلب الغربي.. هل بدأت المعركة؟

بدأت قوات النظام السوري، أمس الثلاثاء، باستهداف مدينتي دارة عزة والأتارب غربي حلب الواقعة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، بقصف مكثف، وحتى اليوم، ما دفع عائلات للنزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمناً، تزامناً مع استهداف مناطق عديدة في الشمال السوري.

ووفق وزارة الصحة لدى "حكومة الإنقاذ"، عبر "تلغرام" أصيب 6 مدنيين بقصف مدفعي للنظام على مدينتي دارة عزة والأتارب، تزامناً مع قصف مماثل على مدينة إدلب، وعلى بلدة كنصفرة جنوبي إدلب.وفي حركة نزوح في مدينة جسر الشغور وريفا بأتجاه المخيمات

وقال ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ طائرات حربية تشن غارات جوية بالصواريخ الفراغية على قرية الوساطة ومحيط مدينة دارة عزة.

ووفق "راديو طيف" المحلية، جرى إغلاق معبر الغزاوية الرابط بين دارة عزة وعفرين شمالي حلب، وتم تحويله إلى معبر دير بلوط قرب أطمة شمالي إدلب، جراء القصف الصاروخي الذي طال بلدات ريف حلب الغربي.

وقبل شهرين تداول ناشطون وتقارير إعلامية، معلومات حول عملية عسكرية تستعد لها "هيئة تحرير الشام" ضد قوات النظام السوري، وهو ما دفع عائلات في عدة قرى للنزوح مثل النيرب وسرمين.

وعلى الرغم من أن المنطقة تخضع لاتفاق خفض التصعيد منذ آذار من عام 2020 لكن الخروقات مستمرة وتكررت حملات القصف التي تستهدف المناطق المدنية من قبل كل من النظام وحلفائه.

وتضم منطقة شمال غربي سوريا أكثر من 5 ملايين شخص، بينهم أكثر من 3.5 ملايين نازح ومهجر، يعانون من نقص الخدمات وسوء البنى التحتية وتراجع المساعدات الإنسانية.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض