تقارير وتحقيقات | 2 10 2024

أنقذت سفينة ألمانية في البحر الأبيض المتوسط، اليوم الأربعاء، قارباً أطلق نداء استغاثة يقل 40 مهاجراً، بينهم سوريون، هربوا من "انعدام الأمن وفرص العيش ومستقبل مجهول"، وفق ما روى أحد أقارب المهاجرين السوريين لروزنة.
وذكرت صفحة "الإنقاذ الموحد" أنّ القارب يقل سوريين ولبنانين وفلسطينيين، قد انطلقوا من طرابلس الليبية.
ووجه المهاجرون نداء استغاثة خوفاً من انقلاب قارب الصيد "نوع فايبر" وسط الأمواج، وفق "الإنقاذ الموحد".
ابنتي وطفلتاها في القارب!
"انطلق القارب من ليبيا، في الساعة الخامسة من صباح أمس الثلاثاء، وحتى المساء بدأت تصل معلومات بأنّ القارب الذي يقل في معظمه سوريون قد انحرف عن طريقه باتجاه تونس بعدما تعطّل المحرّك، وهو ما دفعهم لطلب الاستغاثة" يقول، أبو حسن، والد شابة سورية كانت على متن القارب.
"قلوبنا توقفت منذ البارحة وحتى لحظة إعلان إنقاذ القارب من قبل السفينة الألمانية" يضيف أبو حسن لروزنة.
خرجت ابنة أبو حسن البالغة من العمر 18 عاماً ومعها ابنتاها ( 4 و 5 سنوات) في رحلة غير شرعية عبر البحر وللمرة الثانية بعدما جاءها رفض لم الشمل مع زوجها، حيث أجرت مقابلة في السفارة الألمانية بلبنان قبل فترة قريبة".
"رُفض ملف لم الشمل لكونها كانت قاصراً" يوضح والدها.
اقرأ أيضاً: في البحر وسجون ليبيا.. جدة سورية: هذه نهاية رحلة عائلة ابني!
رحلتان بحريتان "شاهدوا الموت"
"بعد رفض لم الشمل قررت العائلة أن تذهب الشابة مع ابنتيها عبر البحر باتجاه ألمانيا، وخرجت في رحلتين" يضيف أبو حسن.
"الرحلة الأولى كانت قبل شهر ونصف، تعطل المركب آنذاك ولم يبق لديهم لا طعام ولا حتى مياه (...) شاهدوا الموت بأعينهم إلى أن أنقذهم خفر السواحل الليبي واعتقلوا لمدة أسبوع".
بعد خروج ابنة أبو حسن من السجن الليبي قررت المحاولة مجدداً مع ابنتيها، وخرجت في رحلة ثانية، أمس الثلاثاء.
"أسباب هجرتنا واحدة في سوريا، هربنا من النظام السوري ومن القصف والقهر والدمار وانعدام الأمن وفرص العيش والمستقبل المجهول" يجيب أبو حسن رداً على سؤال روزنة حول أسباب هجرة ابنته.
اقرأ أيضاً: أقارب مهاجرين سوريين غرق قاربهم قبالة إيطاليا: "ننتظر خبر نجاتهم"
وتُعد ليبيا منطلقاً أساسياً لمهاجرين من عدة دول، بينهم سوريون، يبحرون على متن مراكب متهالكة ومكتظة دون وجود ما يكفي من الطعام والمياه ومن دون أبسط معايير السلامة.
ويسعى سوريون للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي هرباً من واقع الاقتصاد المتردي في سوريا والذي دفع أكثر من 90 بالمئة إلى حافة الفقر.
وتنطلق قوارب الهجرة غير الشرعية بكثافة في الآونة الأخيرة، رغم المخاطر، ولا سيما قبيل حلول فصل الشتاء، حيث يصبح من شبه المستحيل الخروج في رحلات غير شرعية باتجاه أوروبا.
وفي حزيران العام الماضي، غرق مركب صيد انطلق من ليبيا وعلى متنه 750 شخصاً بينهم 141 سورياً على الأقل، قبالة شواطئ اليونان، لكن خفر السواحل أنقذ 104 ركاب منهم فقط.
طريق المتوسط أخطر طرق الهجرة
ويُعد وسط البحر الأبيض المتوسط من أخطر طرق الهجرة في العالم، وفقاً لمشروع "المهاجرون المفقودون" التابع لمنظمة الهجرة الدولية.
وقالت منظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 2500 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم العبور في العام الماضي وحده، وأكثر من 1000 آخرين حتى الآن هذا العام.
وكان العام الماضي الأكثر دموية على الإطلاق، حيث تم تسجيل 8.541 ضحية من المهاجرين. كان ما يقرب من 60 بالمئة من هذه الوفيات مرتبطاً بالغرق.