تقارير وتحقيقات | 5 09 2024
إيمان حمراوي
ينتظر سوريون خبراً عن نجاة أقاربهم المفقودين في عرض البحر، بعد غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا، أمس الأربعاء، ونجاة عدد منهم.
وقالت مجموعة "الإنقاذ الموحد"، إن قارباً يحمل مهاجرين، بينهم سوريون، غرق قبالة سواحل لامبيدوزا الإيطالية، وذلك بعد يوم واحد على انطلاقه من ليبيا.
وأنقذ سبعة أشخاص سوريين من أصل 28 مهاجراً كانوا على متن القارب، فيما هناك 21 آخرون ما زالوا في عداد المفقودين، بينهم ثلاثة أطفال، وفق "الإنقاذ الموحد".
نيكولا ديل أرتشيبرتي، منسق برنامج اليونيسف في إيطاليا، قال في بيان: "انقلب القارب عدة مرات، مما جعل الأشخاص يتعلقون بجوانب القارب بينما غرق أفراد عائلاتهم من حولهم"، وفق "الأمم المتحدة".
وكان على متن القارب أيضاً عدة أشخاص سودانيين، وفقاً لمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا.
ونشرت المجموعة فيديو وثقت خلاله لحظة إنقاذ المهاجرين السبعة، الذين نقلوا إلى مركز اللاجئين في جزيرة "لامبيدوزا".
وتُعد ليبيا منطلقاً أساسياً لمهاجرين من عدة دول، بينهم سوريون، يبحرون على متن مراكب متهالكة ومكتظة دون وجود ما يكفي من الطعام والمياه ومن دون أبسط معايير السلامة.
اقرأ أيضاً: في البحر وسجون ليبيا.. جدة سورية: هذه نهاية رحلة عائلة ابني!
ذوو المفقودين والناجين في انتظار مؤلم
عبر مجموعات التواصل الاجتماعي يبحث ذوو المفقودين السوريين عن أي خبر يعيد إليهم الأمل بنجاة أقاربهم بعد غرق القارب.
استطاعت روزنة التحدث إلى سيدة وشاب من أهالي 6 مهاجرين سوريين، انطلقوا من درعا ودمشق، في رحلة غير شرعية عبر ليبيا باتجاه الاتحاد الأوروبي، أملاً بمستقبل جديد، لكنه سرعان ما انتهى الحلم قبل أن يبدأ.
الشاب حمزة الخلف، المنحدر من درعا، يقول لروزنة، إنّ ثلاثة شباب من أبناء أعمامه أعمارهم (21 - 23 - 25 عاماً) ، كانوا ضمن القارب الذي انطلق من مدينة صبراتة الليبية على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
نجا اثنان من الشباب الثلاثة فيما هناك شاب واحد مفقود "إلى الآن لم نستطيع التحدث مع الناجين، وننتظر على أحر من الجمر أي خبر عن الشاب الثالث " يقول الخلف.
ومن بين المهاجرين أيضاً ثلاثة أشخاص من دمشق ذهبوا إلى ليبيا ومنهم انطلقوا في رحلة القارب. تقول أم عبدو لروزنة، والمقيمة في دمشق، إن اثنين من أقاربها كانوا من الناجين في حين أنّ هناك طفلاً بعمر 13 عاماً لا يزال مفقوداً.
الطفل المفقود
ويسعى سوريون للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي هرباً من واقع الاقتصاد المتردي في سوريا والذي دفع أكثر من 90 بالمئة إلى حافة الفقر.
وتنطلق قوارب الهجرة غير الشرعية بكثافة في الآونة الأخيرة، ولا سيما قبيل حلول فصلي الخريف والشتاء، حيث يصبح من شبه المستحيل الخروج في رحلات غير شرعية باتجاه أوروبا.
وقالت مجموعة "الإنقاذ الموحد" إلى أنّ قارب مهاجرين تعطل اليوم الخميس، في المياه اليونانية، مقابل جزيرة ساموس، كان على متنه 19 مهاجراً، وأرسلوا نداء لإنقاذهم، حيث أبلغ خفر السواحل اليوناني بالحادثة.
وصباح أمس الأربعاء، أنقذ خفر السواحل اليوناني قارباً يحمل 41 مهاجراً قبالة سواحل كريت اليونانية، والذي انطلق من ليبيا، وجرى نقلهم إلى جزيرة كريت.
وفي حزيران العام الماضي، غرق مركب صيد انطلق من ليبيا وعلى متنه 750 شخصاً بينهم 141 سورياً على الأقل، قبالة شواطئ اليونان، لكن خفر السواحل أنقذ 104 ركاب منهم فقط.
طريق المتوسط أخطر طرق الهجرة
ويُعد وسط البحر الأبيض المتوسط من أخطر طرق الهجرة في العالم، وفقاً لمشروع "المهاجرون المفقودون" التابع لمنظمة الهجرة الدولية.
وقالت منظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 2500 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم العبور في العام الماضي وحده، وأكثر من 1000 آخرين حتى الآن هذا العام.
وكان العام الماضي الأكثر دموية على الإطلاق، حيث تم تسجيل 8.541 ضحية من المهاجرين. كان ما يقرب من 60 بالمئة من هذه الوفيات مرتبطاً بالغرق.
