حياة | 28 09 2024

عدم انتظام الدورة الشهرية هو حالة شائعة تؤثر على العديد من النساء، وتتراوح أعراضها بين تغيرات في مدة الدورة، أو تباعد الفترات بين الدورات الشهرية، أو حتى غيابها تماماً.
وبينما يعتبر تنظيم الدورة الشهرية باستخدام العلاجات الطبية هو الخيار الأساسي للكثير من النساء، تلعب العلاجات المنزلية وتغييرات نمط الحياة دوراً مهماً في تحسين هذه الحالة.
في هذه المادة سنتناول الأسباب المختلفة لعدم انتظام الدورة الشهرية، مع استعراض بعض الطرق الطبيعية التي تساعد على تنظيمها، بناء على الأدلة العلمية المتاحة.
بداية ما هي الدورة الشهرية غير المنتظمة؟
عادةً لا تكون الدورات الشهرية غير المنتظمة علامة على وجود مشكلة، ولكن من الأفضل استشارة طبيب إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة أو تغير نمطها المعتاد.
كيف تتحققين من أن دورتك غير منتظمة؟
الفترة الفاصلة بين بداية كل دورة شهرية في المتوسط هي 28 يوماً، قد تكون أقصر أو أطول قليلاً أحياناً، وفق موقع "هيئة الصحة" البريطانية (NHS).
تكون دورة المرأة غير منتظمة إذا كانت الفترة الفاصلة بينها أقل من 21 يوماً أو أكثر من 35 يوماً.
ويُرجح أن تكون الدورة غير منتظمة عند بدايتها خلال سن البلوغ أو عند الاقتراب من سن انقطاع الطمث.
أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية
تشمل الأسباب الشائعة لعدم انتظام الدورة الشهرية:
-البلوغ، عندما تبدأ الدورة الشهرية
-بداية مرحلة انقطاع الطمث (عادة بين 45 و55 عاماً)
-الحمل: يعد تأخر الدورة الشهرية غالباً علامة مبكرة على الحمل
-وسائل منع الحمل الهرمونية مثل حبوب البروجيستيرون فقط، الحقن المانعة للحمل، واللولب الرحمي.
-فقدان أو اكتساب الوزن بشكل كبير.
-التوتر والقلق.
-الإفراط في ممارسة الرياضة.
-في بعض الأحيان، قد تتسبب حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو قصور الغدة الدرقية في عدم انتظام الدورة الشهرية.
اقرأ أيضاً: ما لا تعرفه عن الكركم.. لنضارة البشرة ومضاد للالتهابات والفيروسات
تنظيم الدورة الشهرية بعلاجات منزلية
أظهرت الأبحاث العلمية أنه يمكن المساعدة في تنظيم الدورة الشهرية غير المنتظمة من خلال العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة، مثل تعديل النظام الغذائي ومستويات التمارين، نتعرف على تلك العلاجات في السطور التالية:
تقليل التوتر
يمكن المساعدة في تنظيم الدورة الشهرية من خلال تقليل التوتر، بحسب موقع "medicalnewstoday".
يوضح الباحثون أن المستويات العالية من التوتر العاطفي ترتبط بالدورات الشهرية غير المنتظمة.
إيجاد طرق لتقليل التوتر قد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية، مثل تجنب المواقف المسببة للتوتر وإدارة التوقعات العائلية أو المهنية.
عندما يكون من غير الممكن تجنب التوتر، يمكن محاولة القيام بأنشطة تقلل من تأثيره على الجسم.
التأمل
التأمل هو طريقة بسيطة ومجانية لتقليل التوتر في المنزل أو العمل، ونظراً لأن التوتر والدورات الشهرية غير المنتظمة مرتبطان، فقد يجعل تقليل التوتر الدورات أكثر انتظاماً.
يقترح الباحثون أن التأمل قد يحسن العديد من التأثيرات السلبية للتوتر النفسي، ولتجربة التأمل: ابحثي عن مكان هادئ للجلوس، اجلسي بشكل مستقيم مع استرخاء الذراعين ووضع اليدين على الركبتين، ومن ثم بدء التنفس العميق للداخل والخارج، والتركيز على صوت النفس، والاستماع إلى الأصوات المحيطة.
في البداية حاولي التأمل لبضع دقائق فقط ومن ثم أعطي نفسك وقتاً أكثر كل يوم.
فقدان أو اكتساب الوزن
يمكن أن تؤثر التغيرات في وزن الجسم على دورة الحيض، وقد يؤدي انخفاض الوزن إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها تماماً.
يحتاج الجسم إلى بعض الدهون لإنتاج الهرمونات المرتبطة بالدورة الشهرية، لذا فإن اكتساب الوزن قد يساعد في تنظيم الدورة.
على نفس النحو، قد تؤدي السمنة أو زيادة الوزن إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، فقدان الوزن قد يجعل الدورة أكثر انتظاماً.
الحفاظ على وزن صحي أمر ضروري للصحة الإنجابية، من خلال تناول نظام غذائي صحي متوازن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يساعد الشخص في التحكم بوزنه.
تعديل مستويات التمارين
التمارين المنتظمة توفر فوائد صحية كثيرة، لكن الإفراط في ممارستها قد يتسبب في اضطراب الدورة الشهرية.
التمارين الرياضية ضرورية للصحة النفسية والجسدية، و تشير الأبحاث إلى أن التمارين الهوائية المنتظمة قد تحسن آلام الدورة الشهرية.
التمرين هو وسيلة فعالة للحفاظ على وزن صحي، وبما أن زيادة الوزن يمكن أن تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، فإن تقليل الوزن قد يجعل الدورات أكثر انتظاماً.
ممارسة اليوغا
قد تكون اليوجا علاجاً فعالًا لمشاكل الدورة الشهرية المختلفة.
بحثت دراسة أجريت عام 2017 على 64 امرأة في تأثير ممارسة اليوجا على مدار 12 أسبوعاً، ووجدت تحسناً في الوظيفة البدنية، وآلاماً أقل في الجسم، وتورماً وألماً أقل في الثدي، وتقلصات أقل.
وفي دراسة أقدم أجريت عام 2013 على 126 سيدة وجدت أن ممارسة اليوغا لمدة 35 إلى 40 دقيقة، 5 أيام في الأسبوع لمدة 6 أشهر، تقلل من مستويات الهرمونات المرتبطة بالحيض غير المنتظم.
كما ثبت أن اليوجا تقلل من آلام الدورة الشهرية والأعراض العاطفية المرتبطة بالحيض، مثل الاكتئاب والقلق، وتحسن نوعية الحياة لدى النساء المصابات بعسر الطمث الأولي (حالة تسبب ألماً شديداً قبل وأثناء الدورة الشهرية).
تعزيز فيتامين د
يساعد فيتامين ( د) على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، وهو ضروري للعظام الصحية.
تظهر الأبحاث أن فيتامين ( د ) قد يساعد أيضاً في تنظيم الإباضة، وجدت دراسة أجريت في عام 2015 روابط بين مستويات منخفضة من فيتامين ( د ) وعدم انتظام الدورة الشهرية.
ويعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية عرضاً شائعاً لمتلازمة تكيس المبايض (PCOS). تشير دراسة صغيرة أجريت عام 2014 إلى أن تناول مكملات فيتامين (د) والكالسيوم إلى جانب ميتفورمين، قد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة تكيس المبايض.
يؤدي ضوء الشمس إلى إنتاج الجسم لفيتامين ( د ) لذا قضاء بعض الوقت في الشمس يمكن أن يزيد من مستويات فيتامين (د) في الجسم، إضافة إلى تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة أو تناول المكملات الغذائية لضمان حصول الجسم على كمية كافية منه.
قد يهمك: فيتامينات ومعادن لا غنى عنها لصحة جسمك
أضيفي القليل من القرفة
يبدو أن القرفة مفيدة لمجموعة متنوعة من مشاكل الدورة الشهرية.
أظهرت الأبحاث التي أجريت عام 2014 أنها ساعدت في تنظيم الدورة الشهرية ويمكن أن تكون خيار علاج فعال للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، على الرغم من أن الدراسة لم تتضمن سوى عدد قليل من المشاركين.
كما ثبت أنها تقلل بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية والنزيف، وتخفف من الغثيان والقيء المرتبط بعسر الطمث الأولي.
تعتبر القرفة عموماً علاجاً طبيعياً آمناً وفعالاً للنساء الشابات المصابات بعسر الطمث الأولي.
طرق أخرى
تدعم الأدلة العلمية الأفكار الست السابقة، فيما العلاجات المنزلية في القسم التالي لها أدلة أقل لدعمها، إلا أن بعض الأشخاص قد يجدونها مفيدة.
خل التفاح
تشير الأبحاث الأولية إلى أن شرب خل التفاح قد ينظم الإباضة للأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض ومع ذلك، يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث لإثبات هذا الفائدة.
كانت الدراسة التي أجريت تحتوي على سبعة مشاركين فقط، وهو عدد قليل للغاية لاستخلاص نتائج نهائية.
الكركم
الكركم هو علاج منزلي شائع لمجموعة من الحالات الصحية، بما في ذلك الدورة الشهرية غير المنتظمة، ومع ذلك، فإن قدرته على تنظيم الدورة غير مثبتة.
الفائدة الرئيسية للكركم التي وجدها العلماء هي قدرته على تقليل الالتهاب، تشير الأبحاث إلى أن الكركمين، وهو المكون النشط في الكركم، له تأثيرات مضادة للالتهابات.
الزنجبيل
يستخدم الزنجبيل كعلاج منزلي لعلاج عدم انتظام الدورة الشهرية، ولكن لا يوجد أي دليل علمي يثبت فعاليته، ومع ذلك، يبدو أن الزنجبيل له فوائد أخرى تتعلق بالحيض، وتتعلق في المقام الأول بتسكين الألم.
أظهرت دراسة سريرية أجريت عام 2014 على 92 امرأة يعانين من نزيف حيض غزير أن مكملات الزنجبيل اليومية قد تساعد في تقليل كمية الدم المفقود أثناء الدورة الشهرية.