تقارير | 16 09 2024
نور الدين الإسماعيلطالب سياسيون أكراد "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بتأجيل الانتخابات المحلية التي تعتزم إجراءها خلال الفترة القادمة، في حين طالب آخرون بإلغائها "لأنها غير شفافة"، وذلك على خلفية الرفض الأمريكي لأجراء تلك الانتخابات.
سياسيون ينتمون لأحزاب كردية اعتبروا أن الرفض الأمريكي يشكل عائقاً أمام إجرائها خلال الفترة المقبلة، والتي لم تحددها ما تعرف بـ"المفوضية العليا للانتخابات"، تاركة مهمة تحديد موعدها لكل مقاطعة على حده.
"غير شفافة"
في حديث لـ"روزنة" قال إبراهيم برو عضو مكتب العلاقات الخارجية لـ"لمجلس الوطني الكردي": "منذ البداية رفضنا المشاركة في هذه الانتخابات".
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة: لا ندعم إجراء الانتخابات في شمالي شرقي سوريا
وأوضح برو أن أسباب رفضهم لتلك الانتخابات تتمحور في عدة نقاط، حيث أرجع السبب الأول إلى أن "هذه الانتخابات مثلها مثل انتخابات مناطق النظام، ليست شاملة وغير شفافة".
واعتبر أنه لا يوجد دستور أو عقد اجتماعي أو حتى اتفاق سياسي بين المكونات المختلفة في هذه المنطقة، إضافة إلى عدم قدرة المهجرين على المشاركة في تلك الانتخابات.
وأضاف برو: "جميع سلطات الأمر الواقع، بما فيها النظام، أي عملية انتخابية تكون لصالحها تحت ترهيب الناس ومحاربة لقمة عيشهم"، مضيفاً إلى تلك الأسباب "عدم وجود بيئة آمنة للانتخابات".
واعتبر عضو مكتب العلاقات في "المجلس الوطني الكردي" أن ما سبق، يأتي بالإضافة إلى عوامل سياسية داخلية وإقليمية ودولية، حيث يرفض الجميع إجراء انتخابات في هذه الظروف.
ووفق رأيه فإنه "بعد تكرار الموقف الأمريكي بعدم قبولهم إجراء الانتخابات، لم تتجرأ الإدارة الذاتية على القيام بإجرائها"، مضيفاً أن "الإدارة الذاتية" تدرك معنى الرفض الأمريكي، بما يعني "وجود مخاطر جدية".
المطالبة بالتأجيل إلى إشعار آخر
طالب كوفان كنعو سكرتير "حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا" بما وصفه "ضرورة تأجيل تلك الانتخابات إلى إشعار آخر"، متهماً تركيا بأنها أثرت على الدول التي لديها علاقات معها من أجل رفض إجراء تلك الانتخابات.
قد يهمّك: "الإدارة الذاتية" تؤجل "انتخابات البلدية" لاعتراضات على مدة الفترات الدعائية!
وأضاف كنعو: "هناك جزء من الشعب الكردي ينتمي للمجلس الوطني الكردي، لذلك سيحدث شيء من الخلل إن لم يكن هناك انتخابات شاملة".
واتهم تركيا بوضعها الانتخابات البلدية "حجة من أجل توسيع نفوذها في المنطقة والتغلغل داخل الأراضي السورية بعمق 40 كيلو متراً، والخاسر الأكبر سيكون الكُرد، ما يعني وضع الأكراد أمام مخطط تركي خطير".
ووفق رأيه فإن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رفض تلك الانتخابات يدل على أن إجراءها "لن يتم على خير"، موجهاً الاتهام للحكومة التركية بأنها أثرت على بقية الدول من أجل إلغائها بشكل كامل.
وعن موقف "المجلس الوطني الكردي" من "عدم شفافية الانتخابات"، وصف كنعو المجلس بأنه "غير حر" لأنه من مكونات "الائتلاف الوطني السوري والذي يأخذ جميع قراراته من الحكومة التركية، ومن غير السهل أن يشارك في تلك الانتخابات".
رفض أمريكي
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، أنها لا تدعم الانتخابات التي تعتزم "الإدارة الذاتية لشمالي شرقي سوريا" إجراءها في المناطق التي تسيطر عليها، معتبرة أن "الشروط غير مناسبة" في الوقت الحالي لإجرائها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان على موقعها الرسمي: "تعتقد الولايات المتحدة أن الشروط اللازمة لعقد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا، بما في ذلك في الشمال والشرق، لم تتحقق".
وأضافت الخارجية الأمريكية: "بالتالي لا ندعم الإعلان الأخير الصادر عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمالي وشرقي سوريا، الذي دعا اللجنة العليا للانتخابات لبدء الاستعدادات للانتخابات البلدية".
تأجيل وتفويض
سبق الرفض الأمريكي، إعلان "المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا" تفويض "المقاطعات في عموم شمالي وشرقي سوريا بالعمل على إجراء انتخابات البلديات بما تراه مناسباً".
وفي آب الماضي، نقلت شبكة "رووداو" الإعلامية عن مصدر مطلع أن "الإدارة الذاتية لشمالي شرقي سوريا" تعتزم تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، نتيجة الرفض الأمريكي والتهديدات التركية.
وقال للشبكة المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: "ناقشنا الأمر بالأمس مع الإدارة الذاتية، نعتقد أنه لا ينبغي إجراء هذه الانتخابات في الوقت الراهن، لا توجد حاجة لتحديد أي موعد للانتخابات على الإطلاق".
ووفق تعبيره فإن المنطقة تعيش "وضعاً حساساً للغاية، يجب علينا تأجيل الانتخابات إلى وقت مناسب حتى نتمكن من إجراء عملية ناجحة".
وهددت أنقرة في أكثر من تصريح أنها "لن تسمح بفرض أمر واقع يهدد أمنها القومي وينتهك وحدة أراضي سوريا"، وفق وكالة "الأناضول".