تقارير | 7 09 2024
نور الدين الإسماعيل
اتهمت "الحكومة السورية المؤقتة" من وصفتهم بـ"المسلحين الملثمين" بمهاجمة عناصر الشرطة العسكرية التابعين لـ"لجيش الوطني السوري"، أثناء "حمايتهم المحتجين" أمام معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة النظام السوري، على خلفية قرارها إعادة افتتاحه.
وأصدرت "المؤقتة" بياناً مساء أمس الجمعة، قالت فيه إنها أرسلت "دوريات من الشرطة العسكرية والمدنية لتوفير الحماية اللازمة للمحتجين وضمان عدم تعرضهم لأية مخاطر محتملة".
"ملثمون مجهولون"
قالت "الحكومة السورية المؤقتة" في بيانها: "فوجئنا بوجود مسلحين ملثمين ضمن صفوف المحتجين، قاموا بإطلاق النار بشكل مكثف على سيارة تابعة للشرطة العسكرية، في محاولة واضحة لإلحاق الضرر بالعناصر الأمنية وبالمتظاهرين المدنيين على حد سواء".
اقرأ أيضاً: صحيفة "الوطن": محاولات افتتاح معبر أبو الزندين هي بطلب روسي
ووصف البيان ما جرى بأنه "محاولة تخريبية"، وأن الهدف منها "إحداث خلل أمني في المنطقة، بهدف جر المحتجين إلى صدامات مع الأجهزة الأمنية والبيئة المجتمعية وجر المنطقة إلى حالة فوضى لا تحمد عقباها".
ووفق البيان فإن "هؤلاء المسلحين الملثمين قد دخلوا إلى صفوف المدنيين مستغلين حق التظاهر السلمي، لكن أهدافهم كانت واضحة وهي زرع الفتنة بين المواطنين والقوى الأمنية"، مضيفةً أنها تهدف إلى تحويل المنطقة إلى ساحة اقتتال وفق ما تطمح إليه المشاريع الخارجية.
وحذّرت "المؤقتة" من "الانجرار وراء مثل هذه المحاولات الخبيثة، وتدعو المواطنين الأكارم إلى الحذر والتبليغ عن هؤلاء الأفراد، وعدم السماح لهم بإثارة الفوضى".
قد يهمّك: قصف واعتصام وقطع طريق.. ما تبعات إعادة افتتاح معبر أبو الزندين؟
وأكدت على "وقوفها الدائم إلى جانب حق المواطنين في التظاهر السلمي، وتوفيرها الحماية اللازمة للتعبير عن مطالبهم ضمن بيئة آمنة"، مضيفةً أن هذا "ما قامت به طوال السنين الماضية".
اتهامات متبادلة
اتهم محتجون قوات الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري بـ"الاعتداء" عليهم أثناء مظاهرة على طريق M4، ضد قرار الحكومة السورية المؤقتة إعادة فتح المعبر.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع صوتية لمحتجين اتهموا فيها قوات "الشرطة العسكرية" بمحاولة فض الاحتجاج بالقوة.
تطورات متلاحقة
في 18 آب الماضي، افتتحت فصائل من المعارضة السورية، معبر "أبو الزندين" في منطقة الباب، الفاصل بين مناطق سيطرتها بريف حلب الشرقي ومناطق سيطرة النظام السوري، دون صدور أي تصريح رسمي من قبل الحكومة السورية المؤقتة.
وقالت مصادر محلية لـ"روزنة" من مدينة الباب إن المعبر افتتح مبدئياً بشكل تجريبي، حيث توجهت عدة شاحنات من مناطق سيطرة فصائل المعارضة بريف حلب الشمالي والشرقي، باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري.
تسببت احتجاجات نفذها مدنيون وعدد من المنتسبين لفصائل "الجيش الوطني" بإغلاق المعبر، حيث نصب المحتجون خيمة اعتصام على الطريق المؤدية للمعبر.
ووفق مصادر محلية لروزنة، حينها، فإن خيمة الاعتصام الأولى أقامها محتجون بالقرب من دوار سوق الهال في مدينة الباب، إلا أن رفض أهالي المدينة لوجود خيمة الاعتصام أدى إلى إزالتها قبل إعادة إقامتها بالقرب من معبر أبو الزندين، في اليوم التالي.
تمهيد وإعلان
في الـ26 من حزيران الماضي، نشر المجلس المحلي في مدينة الباب تعميماً على الصفحة الرسمية في فيسبوك، قال فيه: "سيتم تنظيف وتجهيز معبر أبو الزندين التجاري من أجل فتحه تجريبياً، وذلك من أجل اعتماده كمعبر تجاري رسمي لاحقاً، وفق ضوابط وتعليمات ستنشر لاحقاً".
وفي منشور آخر للمجلس، نشره في 25 تموز الماضي، فقد عقد اجتماع بمشاركة مختلف الفعاليات الأهلية والنقابية في الباب، لمناقشة بعض القضايا، من بينها "متابعة معبر أبو الزندين، على أن يكون هناك حصة للبنية التحتية من المعبر".
وفي آذار عام 2020 أعلنت "الحكومة السورية المؤقتة" إغلاق معبر أبو الزندين، إضافة إلى معبري عون الدادات والحمران، بشكل كامل، في خطوة احترازية منعاً لانتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرتها.
