تقارير | 4 09 2024
عبد الله الخلفلليوم الثاني على التوالي، تغيب حافلات النقل الداخلي عن شوارع مدينة الرقة، ما تسبب بأزمة نقل أثرت على حياة السكان اليومية، الذين لجؤوا إلى ركوب آليات الشحن الصغيرة "الهوندايات والطريزينات"، التي حلت مكان الحافلات!
يعود سبب توقف حافلات النقل الداخلي عن الخدمة إلى انقطاع مادة المازوت المدعوم، التي كان أصحاب الحافلات يحصلون عليها من هيئة المحروقات في الإدارة الذاتية المعروفة بـ "سادكوب".
تواصلت "روزنة" مع هيئة المحروقات في الإدارة الذاتية للوقوف على أسباب انقطاع المادة المدعومة، إلا أننا لم نلقَ رداً منهم، حتى لحظة إعداد المادة.
مصائب قوم عند قوم فوائد
ما إن غابت حافلات النقل الداخلي حتى ظهرت حلول بديلة في شوارع المدينة، حيث انتشرت عربات الشحن المعروفة محلياً بـ "الهوندايات والطريزينات" على مواقف الحافلات لنقل السكان مقابل 2000 ليرة سورية للراكب الواحد.
يعتمد سائقو باصات النقل على المحروقات المدعومة، ما أثر على عملهم، في حين يعتمد أصحاب سيارات الشحن الصغيرة على المحروقات التي تباع في المحطّات والبسطات، كونها لا تحتاج إلى كميات كبيرة.
يقول صاحب سيارة شحن صغيرة (هونداية) لـ"روزنة": "سمعنا إنه ما في باصات وجينا نسترزق، بالعادة نشتغل طلبيات نقل بس الشغل قليل وما عم توفي، قلنا ننزل نسترزق، وعم ناخذ من الناس نفس أجرة الباصات تقريباً".
أجور "التكاسي" مرتفعة
تقول مريم (اسم مستعار) والتي ذهبت اليوم للتسوق إن أجرة التكسي التي تتراوح بين 15 ألف و20 ألف ليرة سورية مرتفعة ولا تقدر عليها، لذلك لم تجد بداً من ركوب الهونداية.
وتضيف مريم: "أنا ساكنة بالدرعية ونزلت على السوق تا أجيب أغراض للبيت، إذا بدي أركب تكسي ما يظل عندي مصاري، والركبة بالهونداية والله مو حلوة وصعبة تحت هالشمس، بس شو بدنا نساوي مجبورين".
سيارات الأجرة بدورها أيضاً اصطفت قرب مواقف الحافلات، ويقول محمد (اسم مستعار) لـ"روزنة"، وهو سائق سيارة أجرة: "نجمع أربعة زبائن ونقسم أجرة التوصيلة عليهم، ناخذ من كل واحد أربعة أو خمسة آلاف، وفي ناس تاخذ أقل بس تكون سيارته تسع ركاب أكثر".
مولدات "الأمبيرات" الكهربائية التي تزود أحياء المدينة بقسم من خدمات الكهرباء توقفت بدورها عن العمل، لنفس السبب وهو انقطاع مادة المازوت المدعوم.
تسعيرة حافلات النقل الداخلي قبل توقفها عن العمل هي 1500 ليرة، وسبق أن أضرب أصحاب حافلات النقل الداخلي عن العمل منتصف الشهر الماضي، بسبب انقطاع المحروقات، وعادوا للعمل بعد أن تم تزويدهم بالمحروقات، لتعود المشكلة لتلقي بظلالها على السكان في مدينة الرقة.