تقارير وتحقيقات | 1 08 2024
روزنةبدأت اليوم الخميس، في العاصمة الإيرانية طهران، مراسم تشييع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي اغتيل أمس مع حارسه في مقر إقامته في طهران، بقصف إسرائيلي.
ولم تنشر "وكالة سانا" عن مشاركة رئيس مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري حسين عرنوس ووزير الخارجية فيصل المقداد بمراسم التشييع، في ظل وجودهم منذ أيام حتى آمس في طهران.
ولم يتسن لروزنة التأكد إن كان الوفد الممثل للنظام لا يزال في إيران أو غادر إلى دمشق، بعد حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكشيان.
وأعلنت إيران إقامة موكب عزاء لهنية في طهران، لينقل عصر اليوم إلى الدوحة في قطر، وسيدفن هناك بمراسم رسمية يوم غد الجمعة، بحسب ما أعلنت حركة "حماس".
المرشد الأعلى الإيراني، علي الخامنئي، أقام صلاة الجنازة على جثماني هنية ومرافقه، في باحة جامعة طهران، صباح اليوم الخميس، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
وصباح أمس الأربعاء، أعلنت "حماس" اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
عرنوس في طهران
التقى رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، في طهران، أمس الأربعاء، بوفد سوري برئاسة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس.
وأدان "قاليباف" و"عرنوس"، الاعتداء الإسرائيلي على إيران، الذي أدى إلى اغتيال هنية، واعتبرا أنّ ما تقوم به إسرائيل من جرائم يهدف إلى "الخروج من مأزقه وتوسيع دائرة الصراع في المنطقة".
وذكرت وكالة "سانا" أن "عرنوس" التقى بالنائب الأول لرئيس إيران، محمد رضا عارف، وقدم له التهنئة بمنصبه الجديد، وبحثا "آفاق التعاون بين سوريا وإيران في مختلف المجالات والارتقاء المستمر لها".
ووصل وفد النظام السوري إلى طهران قبل أيام للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
ردود الأفعال الدولية
العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، أعربوا خلال اجتماعهم أمس الأربعاء، عن قلقهم اتجاه مخاطر اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط بعد اغتيال هنية في طهران.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، إن الأمين العام يرى أن هجومي بيروت وطهران يمثلان "تصعيداً خطيراً" للصراع في الشرق الأوسط.
من جهته قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، قال خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، إن "استمرار استهتار إسرائيل بالقوانين الدولية، وعدم وقف المجازر، قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين"، وفق وكالة "سانا".
وطالب الضحاك من مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته الأساسية في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتحرك بشكل فوري لوضع حد لها ومنع تكرارها ومساءلة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
اقرأ أيضاً: اغتيال "هنية".. "الخارجية السورية" تدين و"الإسلامي السوري" يعزي
نائب حركة "حماس" في غزة، خليل الحية، قال في مراسم تشييع هنية بجامعة طهران إن دماء هنية ستؤثر في طريق "وحدة الأمة الإسلامية وفي تحرير فلسطين".
أمين عام "المجلس الأعلى للأمن القومي" الإيراني، الجنرال علي أكبر أحمديان، قال إنّ مقتل هنية في طهران لا يمكن مقارنته إلا بمقتل قاسم سليماني، العقل المدبر لعمليات "الحرس الثوري" في الخارج، الذي قتل جراء غارة أميركية مطلع عام 2020.
وشدد أحمديان "لن نتنازل عن ثأر الشهيد هنية والكيان سيتلقى رداً مناسباً"، وفق موقع "الميادين".
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان قال: "نحن قلقون بشدة من أن هذا الحادث قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع الإقليمي"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
أما في اليمن، أعلن الحوثيون الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، على هنية، وقالوا في بيان إن على إسرائيل وأميركا "تحمل مسؤولية توسيع ساحة الحرب والمواجهة وموجة الاغتيالات التي تمارس ضد "قيادات المقاومة".
السفير الجزائري اتهم خلال جلسة مجلس الأمن، الدول العبرية بتخريب جهود السلام في الشرق الأوسط، وقال إنّ "إسرائيل اتبعت سياسة سفك الدماء والأرض المحروقة" ما خلف دماراً وموجة لا نهاية لها من العنف في غزة والضفة الغربية واليمن ولبنان والآن إيران، وفق وكالة "رويترز".
نائبة السفير الياباني شينو ميتسوكو، قالت "نخشى أن تكون المنطقة على شفا حرب شاملة".
أما نائبة السفير الفرنسي، ناتالي برودهيرست، دعت "إلى تحمّل أكبر قدر من المسؤولية وأقصى قدر من ضبط النفس لتجنّب اندلاع حريق إقليمي".
بدوره قال نائب السفير الإسرائيلي، جوناثان ميلر، أمام مجلس الأمن إنهم سيواصلون "العمل للدفاع عن الشعب الإسرائيلي بأسره".
أميركا: لا تصعيداً حتمياً
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أمس الأربعاء، إنه لا يرى أن تصعيد الصراع بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيكون حتمياً، وفق موقع "bbc".
وأشار كيربي إلى أنّ واشنطن تعمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة.
من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أطراف الصراع في الشرق الأوسط لوقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشدد بلينكن للصحفيين خلال زيارته إلى منغوليا، على أهمية "كسر هذه الحلقة" والبدء بوقف إطلاق النار، قائلاً: "تتجه المنطقة نحو مزيد من الصراعات والمزيد من العنف والمعاناة وانعدام الأمن"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".