تقارير وتحقيقات | 31 07 2024
إيمان حمراويأصدرت وزارة الخارجية لدى حكومة النظام السوري، اليوم الأربعاء، بياناً أدانت فيه اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، كما نشر "المجلس الإسلامي السوري" المعارض أيضاً بيان تعزية، إذ وصفه البيانان بـ"الشهيد".
وقتل إسماعيل هنية (62 )، فجر اليوم الأربعاء، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشيكان، أمس الثلاثاء، بحسب ما أعلنت حركة "حماس".
الخارجية السورية: اغتيال هنية انتهاك خطير
اعتبرت "الخارجية السورية"، في بيان على فيسبوك، أن عملية الاغتيال "انتهاك خطير لسيادة إيران، ما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي".
وقالت الوزارة في بيانها، إن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة عندما شنت "عدواناً إرهابياً" في العاصمة الإيرانية طهران أدى إلى مقتل إسماعيل هنية.
وأشار البيان، إلى أنّ عملية الاغتيال جاءت بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية على مواقع عديدة في المنطقة بما في ذلك الجولان السوري المحتل ولبنان والعراق، إلى جانب ارتكابها "إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
وجاء بيان وزارة الخارجية السورية بعد نحو عامين على استعادة العلاقات مع حركة "حماس" التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري عام 2012 بعدما أيدت الثورة السورية، لتعود بعدها العلاقات عام 2022 لكن ليس كسابق عهدها كما صرّح بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية عام 2023.
اقرأ أيضاً: أحد أبرز قادة "حماس".. ماذا نعرف عن إسماعيل هنية بعد اغتياله؟
"حماس" سياسة متغيرة مع سوريا
خلال العقد الأخيرة تبدلت مواقف حركة "حماس" السياسية مع النظام السوري، بعد عام 2011 بعد أن كانت حليفاً له، وبخاصة أنّ الحركة نقلت في منتصف التسعينات مقرها مؤقتاً إلى سوريا وتمتعت بامتيازات كبيرة.
وأيدت الحركة الفلسطينية "حماس" عام 2012 علناً الثورة السورية وقطعت العلاقات مع النظام وأغلقت مكاتبها في سوريا، واستمرت قطيعة العلاقات لمدة عشر سنوات.
وخلال كلمة ألقاها هنية في القاهرة، عام 2012 دعم سعي السوريين نحو "الحرية والديمقراطية" وكان يشغل رئيس وزراء حكومة "حماس" آنذاك، وفق موقع "فرانس 24".
وما هي إلا سنوات قليلة على الموقف المناهض للنظام السوري، وبدأت بعدها حركة حماس بالتمهيد لإعادة العلاقات مع النظام السوري، بعد استلام إسماعيل هنية عام 2017 منصب رئاسة المكتب السياسي للحركة، ووصول يحيى السنوار إلى زعامة الحركة في غزة، وفق "اندبندنت عربية".
وفور تولي السنوار منصبه قال إن "حماس" مستعدة للتعامل مع النظام السوري، وهو ما ترجمه هنية في عام 2018 في إحدى تصريحاته عندما قال إن حماس "لم تعاد يوماً النظام السوري الذي وقف إلى جانبنا في محطات مهمة وقدم لنا الكثير".
وفي آذار عام 2020 زار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، موسكو، وصرح هناك خلال مؤتمر صحفي أن الحركة "تدعم سيادة الحكومة السورية على جميع الأراضي السورية".
اقرأ أيضاً: حركة حماس "ماضية" في تطوير علاقات "راسخة" مع النظام السوري
وأعلنت حركة "حماس" في أيلول عام 2022 أنها ماضية في تطبيع علاقاتها مع النظام السوري وتطويرها.
وفي ذات العام أصدر"المجلس الإسلامي السوري" التابع لـ"الائتلاف المعارض" بياناً أدان فيه عزم "حماس" إعادة علاقاتها بالنظام السوري.
زار وفد من حركة "حماس" دمشق، في تشرين الأول 2022، والتقى برئيس النظام السوري بشار الأسد، ولا مكاتب للحركة في سوريا حتى الآن حسب تصريحات الأخير.
ورغم إعادة تطبيع العلاقات ما بين "حماس" والنظام السوري، إلا أنّ بشار الأسد هاجم قيادات "حماس" ووصف موقفها بأنه "مزيج من الغدر والنفاق"، وذلك خلال مقابلة مع "سكاي نيوز" في آب 2023، معتبراً أن العلاقة اليوم هي ضمن "المبدأ العام ولا يمكن أن تعود كالسابق".