تقارير وتحقيقات | 31 07 2024
إيمان حمراوي
أعلنت "حركة حماس" فجر اليوم الأربعاء، مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية جراء غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكان.
ولم يعلّق جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن على الخبر أو يتبنى مسؤولية اغتياله.
كيف اغتيل؟
قال "الحرس الثوري" الإيراني، في بيان، إن هنية استهدف في مقر إقامته بطهران ما أدى لمقتله مع أحد حراسه، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في أسباب وأبعاد الحادث وستعلن النتائج لاحقاً، وفق صحيفة "مهر" الإيرانية.
موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، قال إن أن "هذا الاغتيال الجبان لن يبقى دون رد".
الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، علّق على الاغتيال قائلاً، إن إيران "ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان".
ولم تنشر حتى لحظة نشر الخبر صورة للمكان الذي تعرض للقصف أو تفاصيل رسمية عن الملابسات وأكثر دقة عن الموقع المستهدف.
موقع "الجزيرة نت" القطري، نقل عن وسائل إعلام إيرانية إن الموقع لـ"المحاربين القدامى" شمال طهران، كما نشرت أنباء أولية أن القصف كان الساعة الثانية صباحاً من صاروخ أطلق من خارج إيران.
من هو إسماعيل هنية؟
هو إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، المعروف بـ"أبي العبد"، رئيس المكتب السياسي لحماس، وأحد أبرز قادة حركة "حماس" قتل اليوم بعمر يناهز الـ 62 عاماً، وفق صحيفة "fararu" الإيرانية.
وُلد هنية في عام 1962، في مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة، لأبوين فلسطينيين نزحا في عام 1948 من منزلهما فيما يعرف الآن بمدينة عسقلان المحتلة من قبل إسرائيل،.
لعب دوراً مركزياً في حماس لفترة طويلة، حيث قاد الحركة عبر عدة حروب مع إسرائيل.
درس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية في غزة.
في عام 1988، كان من بين الأعضاء المؤسسين لحماس، اعتقله الجيش الإسرائيلي وقضى عدة أحكام في السجون الإسرائيلية في الثمانينيات والتسعينيات.
عمل كأمين شخصي لأحمد ياسين مؤسس حركة "حماس"، الذي ساعد "هنية" في صعوده إلى السلطة في غزة.
نجا من محاولة اغتيال في عام 2003، عندما استهدفته إسرائيل مع أحمد ياسين، وقتل ياسين على يد الجيش الإسرائيلي في العام التالي.
وفي عام 2006 أصبح "هنية" قائد حماس في المنطقة، وفي نفس العام، شغل لفترة وجيزة منصب رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مع الفصائل الأخرى، ولكنها حُلت بعد شهور من التوتر الذي شمل الصراع المسلح بين الفصائل.
خلال العقد الذي كان فيه هنية قائد حماس الأعلى في غزة، اتهمت إسرائيل فريق قيادته بمساعدة تحويل المساعدات الإنسانية إلى الجناح العسكري للجماعة، ونفت حماس ذلك.
انتقل هنية إلى قطر في عام 2017، عندما انتخب رئيساً للمكتب السياسي لحماس، خلفاً لخالد مشعل، ويعد هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس "رئاسة المكتب السياسي" بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
داخل غزة، خلفه يحيى السنوار، الذي يعتبر واحداً من المهندسين الرئيسيين لهجمات " 7 أكتوبر" ضد إسرائيل، والذي أمضى أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية.
حرب غزة علامة فارقة
أصبح هنية شخصية معروفة على نطاق أوسع بعد تخطيط وتنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول عام 2023 والهجوم على إسرائيل.
في الآونة الأخيرة، أشرف على المفاوضات والدبلوماسية الحساسة لحماس، بما في ذلك محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة المستمرة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، مع إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
في نيسان الماضي، قُتل ثلاثة من أبناء هنية في غارة إسرائيلية قرب مدينة غزة، وقالت إسرائيل إنهم جميعاً كانوا من العناصر العسكرية لحماس.
في حزيران الماضي، قالت "حماس" إن أخت هنية وعائلتها قتلوا في غارة للجيش الإسرائيلي على منزل العائلة في غزة.
وأعلن هنية أن "حماس" لن تستسلم للضغط الذي نتج عن الهجوم على عائلته.
يعيش هنية في المنفى، ويتنقل بانتظام بين قطر وتركيا هرباً من قيود السفر في قطاع غزة المحاصر، مما مكّنه من العمل كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار أو للتحدث مع حليف حماس، إيران، وفق وكالة "رويترز".
مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"
في أيار الماضي، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إنه سيسعى لإصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، مع اثنين من قادة حماس الآخرين، وكذلك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة. وقد رفضت إسرائيل والقادة الفلسطينيون هذه الاتهامات.
كريم خان، المدعي العام، قال إنه لديه "أسباب معقولة للاعتقاد" بأن هنية وقادة حماس الآخرين مسؤولون عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" بما في ذلك "قتل مئات المدنيين الإسرائيليين في هجمات نفذتها حماس".
