أولومبياد باريس: غياب غادة شعاع حاملة ذهبية سوريا الوحيدة.. وسوريون يتساءلون

أولومبياد باريس: غياب غادة شعاع حاملة ذهبية سوريا الوحيدة.. وسوريون يتساءلون

غادة شعاع في الوسط أثناء تتويجها بالميدالية الذهبية عام 1996 - AFP

نساء | 27 07 2024

نور الدين الإسماعيل

البطلة السورية غادة شعاع وهي الوحيدة الحاصلة على الميدالية الذهبية في أولمبياد 1996 غائبة عن تمثيل سوريا في أولمبياد باريس 2024.

هذا الغياب طرح لدى سوريين، بينهم صحافيون، أسئلة عن أسباب غياب بطلة الألعاب الأولمبية السابقة، غادة شعاع، عن تمثيل بعثة سوريا في أولمبياد باريس، المقام حالياً، في الوقت الذي مثل أبطال أولمبياد سابقون بعثات بلدانهم.

فيما مثل بعثة المنتخب السوري في أولمبياد باريس أولاد رجل الأعمال السوري المقرب من النظام محمد حمشو، إضافة إلى شخصيات رياضية أخرى مدرجة ضمن قوائم العقوبات الأوروبية والأمريكية.

تساؤلات

وصف الصحافي الرياضي السوري ميشال سعد "إبعاد" غادة شعاع عن أولمبياد باريس بأنه "خطأ فادح"، منوهاً إلى إنجازها الرياضي في أولمبياد أطلانطا الولايات المتحدة عام 1996.

اقرأ أيضاً: ليبراسيون: عرض لـ"ديكتاتورية الأسد" في افتتاح أولومبياد باريس

وأضاف سعد، في منشور على "فيسبوك": "من غير المعقول أن يكون لديك بطلة أولمبية عالمية وصاحبة الإنجاز الوحيد في كل تاريخ سوريا بالألعاب الأولمبية ولديها خبرة إدارية لسنوات، ولا يتم الاستعانة بها بهكذا حدث عالمي وهي الأكثر خبرة وحنكة بهذه المنافسات".

ووفق رأيه: "كل الدول في العالم يترأس بعثاتها للأولمبياد أبطال أولمبيين سابقين لأن وجودهم ضرورة لا غنى عنها، وهذا الأمر كان يجب أن يحدث في سوريا".

بدوره ألمح الإعلامي السوري أمجد طعمة إلى أثر غياب غادة شعاع عن أولمبياد باريس، معتبراً أنه لم يعد يفهم ما يحدث.

خلافات مع مؤسسات النظام السوري

تعرضت غادة شعاع لعدة إصابات، منذ إحرازها الميدالية الذهبية الوحيدة لسوريا في ألعاب القوى بأولمبياد أطلانطا عام 1996، ومن بعدها البرونزية في أولمبياد إشبيلية عام 1999، حيث بدأت رحلة العلاج في ألمانيا.

وفي حديث سابق لغادة شعاع، مع موقع "DW" الألماني، قالت: "بدأ كل شيء في سيدني، وبعد ذلك، عندما لم أتمكن من العودة إلى سوريا، كان عليّ مواصلة العلاج في ألمانيا".

وأضافت غادة شعاع: "بدأ موظفو السلطات الرياضية حملة تشويه، متهمين إياي بتزييف كل إصاباتي لتجنب خدمة حكومتي أو العودة إلى بلدي".

ووفق حديثها، أوقفت السلطات الرياضية التابعة للنظام السوري التمويل عنها، موضحةً: "لقد توقفوا عن دفع راتبي، ولم يكن لدي ولا لمدربي القدرة المالية على المشاركة على نفقتنا الخاصة، وبدون راعيتي في ألمانيا، لم أكن لأتمكن من العيش".

قد يهمّك: شام الأسد تحتكر المركز الأول في بطولة للفروسية بدمشق

وبحسب "DW" اضطرت شعاع إلى اتخاذ قرار "صعب"، بعدم تمثيل سوريا في المستقبل، ما دفع النظام السوري "إلى محاصرة سمعة الرياضية المشهورة عالمياً، حيث أرسلتها إلى المحكمة في عام 2004 وجردتها من جميع حقوقها المالية".

وأشارت إلى أنها دفعت الكفالة "حتى تتمكن من البقاء خارج السجن والخروج من البلد الذي خذلها بما تبقى لها من كرامة"، مضيفةً: "أنا لست مجرمة. كان ينبغي معاقبتهم وإيداعهم السجن لأنهم فاسدون".

ووصفت بطلة الألعاب الأولمبية حالتها بأنها: "منهكة نفسياً، لم يكن من السهل التعامل مع الضغوط القادمة من سوريا. كنت أتلقى تهديدات عبر الهاتف. لم تكن حياتي سهلة".

واعتبرت شعاع أن العالم العربي "مليء بالرياضيين الشباب الذين يمكن أن يفوزوا بالميداليات الذهبية إذا حصلت رياضاتهم على المزيد من التمويل أو إذا كان لديهم المزيد من النماذج مثل غادة شعاع"، بحسب "DW".

وأضافت: "يجب أن تتوقف عمليات التنمر ضد النساء، ويجب معاقبة أولئك الذين يتعمدون إيذاءنا، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. يقولون إننا لسنا نساء وأننا فزنا لأننا نمتلك جينات الرجال. يريدون منا أن نكون في المطبخ ونبدو مثل عارضات الأزياء. أنا رياضية ولا أهتم بمظهري".

وختمت غادة شعاع حديثها، بالقول: "لا أريد أن يكرموني بعد وفاتي، وهذا هو الحال عادة هناك. سوف يتخذ التاريخ الجانب الصحيح في النهاية، لكننا لن نكون هنا بعد الآن".

من هي غادة شعاع

غادة شعاع، بطلة رياضية سورية من مواليد مدينة محردة بريف حماة عام 1972، برزت في ألعاب القوى والألعاب الفردية، إضافة إلى ممارسة لعبة كرة السلة التي شاركت فيه بالألعاب العربية بدمشق عام 1992.

حصلت غادة شعاع على المركز الخامس والعشرين في أول دورة ألعاب أولمبية لها في برشلونة عام 1992، إلى أن توجت في أولمبياد أتلانتا عام 1996، "عندما فازت بالميدالية الذهبية الأولى والوحيدة لسوريا حتى يومنا هذا"، وفق "DW".

واحتلت شعاع المرتبة الأولى على مستوى العالم في مسابقة السباعي لمدة عامين متتاليين.

وفي حزيران الماضي، اختيرت غادة شعاع ضمن لجنة التحكيم لجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك، والدة أمير دولة الإمارات محمد بن زايد، بحسب ما نشر الصحافي الرياضي جوزيف زيتون.

وتعرضت غادة شعاع لانتقادات من قبل سوريين بعد ظهورها إلى جانب قوات النظام السوري، في إحدى النقاط العسكرية، عام 2014، وقد أظهرت إحدى الصور شعاع وهي تمسك برشاش آلي محمول على عربة عسكرية.

وفي لقاء أجرته شعاع مع برنامج "الكابتن" الذي عرضته قناة "سوريا دراما" عام 2022، وجّهت شكرها للرئيس الفخري لرياضة الفروسية في سوريا منال الأسد (جدعان)، زوجة شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، لما وصفته "تواضعها، ومحبتها للرياضة بالبلد، والشيء الذي تقدمه لرياضة الفروسية ورياضة البلد".

وخلال المقابلة اتهمت المسؤولين الرياضيين بمحاربتها منذ 30 عاماً، مشيرة إلى أن "نفس الأشخاص يديرون الرياضة السورية"، وأن التغيير في المؤسسات الرياضية شكلي وغير جوهري، وأنه في النهاية "يحارَب" الناجحون الذين يحققون نتائج على مستوى آسيا.

شعاع، التي وجهت اتهاماً للمسؤولين الرياضيين بـ"الفساد"، تساءلت عن أسباب عدم إحداث وزارة للرياضة في سوريا، كاشفة عن عدم رضا القائمين على "الاتحاد الرياضي العام" عن إحداث الوزارة، مرجحة أن يكون السبب يعود إلى أنه في حال أُحدثت وزارة للرياضة في سوريا، ربما لن يكون فيها "فساد أكثر، أو سرقات أكثر".

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض