تقارير | 13 07 2024
نور الدين الإسماعيلرد النظام السوري، اليوم السبت، على مبادرات التقارب بين دمشق وأنقرة، وتصريحات الرئيس التركي حول إمكانية لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه يجب على أي مبادرة أن "تبنى على أسس واضحة"، مشترطاً انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة دمشق، في بيان، على الصفحة الرسمية في "فيسوك" إن سوريا "تعاملت مع المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية، وترى أن نتيجة تلك المبادرات ليست غايةً إعلامية، وإنما مسار هادفٌ يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين".
شروط النظام السوري
اعتبر بيان خارجية النظام السوري أن أساس عودة العلاقات بين البلدين يقوم على "احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي، ومواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما، ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين".
اقرأ أيضاً: أردوغان حول التقارب مع الأسد: تطورت العملية في اتجاه إيجابي
وأكد البيان على "أن أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسسٍ واضحةٍ، ضماناً للوصول إلى النتائج المرجوّة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية".
واشترط في مقدمة الأسس التي تحدث عنها "انسحاب القوات الموجودة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدّد أمن سورية فقط، بل أمن تركيا أيضاً".
وأشار إلى أن ما وصفه بـ"عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين" يجب أن تكون بناء على "عودة الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين".
الرئيس أردوغان: هناك تطور إيجابي
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، إن هناك تطوراً إيجابياً حول استعادة العلاقات مع النظام السوري.
وفي إجابته على أسئلة الصحفيين خلال عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن، عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كشف أردوغان أن وزير الخارجية هاكان فيدان، يقوم حالياً بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه، وبناء على ذلك سيتم اتخاذ الخطوة اللازمة.
وأضاف أردوغان: "إنه لا ينبغي لأحد أن ينزعج من بناء مستقبل جديد وموحد لسوريا" وفق وكالة "الأناضول" التركية.
وحول أهداف التقارب مع النظام السوري، تحدث أردوغان قائلاً: "نعتقد أن السلام العادل ممكن في سوريا، ونعرب في كل فرصة عن أن سلامة الأراضي السورية في مصلحتنا أيضاً (...) تركيا أكثر من ستستفيد من السلام العادل في سوريا".
ما تريد تركيا وسوريا؟
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أوزغور أونلوهيسرجيكلي، محلل في تركيا ومدير صندوق مارشال الألماني في أنقرة، بأن أردوغان، يمهد الطريق لعودة اللاجئين السوريين البالغ عددهم أكثر من 3 مليون سوري في تركيا.
أما النظام السوري، ستكون عودة علاقاته مع تركيا خطوة أخرى نحو إنهاء العزلة السياسية لبشار الأسد في المنطقة بعد أكثر من عقد من الزمن كمنبوذ بسبب قمع حكومته للمتظاهرين في عام 2011 وجرائم الحرب المزعومة بعد ذلك، وفق الصحيفة.
ورغم الخلافات بشأن وجود تركيا في شمال غرب سوريا، فإن دمشق وأنقرة لديهما مصلحة في تقليص استقلال الجماعات الكردية في شمال شرق سوريا.
ووفق تحليلات نقلتها الصحيفة، فإنه من غير المرجّح أن تؤدي المحادثات إلى انسحاب تركي كامل من شمال غربي سوريا، وهو الذي تطالب به حكومة النظام السوري.