تقارير وتحقيقات | 11 07 2024
إيمان حمراوي
شهدت مناطق في درعا والسويداء، خلال أمس الأربعاء واليوم الخميس، تصعيداً عسكرياً ما بين فصائل محلية مسلّحة وقوات النظام السوري، على خلفية اعتقال شاب وامرأة ينحدران من المحافظتين.
وبعد اشتباكات في مدينة إنخل بدرعا واعتقال فصائل محلية في السويداء لعناصر في قوات النظام السوري، أفرجت الأخيرة عن سيدة سبق واعتقلتها في دمشق فيما لا يزال مصير شاب مجهولاً، بعد تسليمه من قوات الأمن اللبناني، خلال محاولته العبور عند الحدود.
ماذا حدث في درعا؟
احتجزت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، صباح أمس الأربعاء، سيدة في مبنى الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق، تدعى "هديل الداغر" تنحدر من مدينة إنخل شمالي درعا، وفق "تجمع أحرار حوران".
وشهدت مدينة إنخل توتراً كبيراً على خلفية اعتقال السيدة، حيث أعطت مجموعات محلية مهلة للنظام للإفراج عنها، وهددت بالتصعيد حال عدم إخلاء سبيلها.
وبعد ساعات من احتجاز السيدة أفرجت قوات النظام عنها، لكن بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط حاجز عسكري قرب مدينة إنخل شمالي درعا، بين المجموعة المحلية وقوات النظام على حاجز الطيرة بين مدينتي جاسم وإنخل، وهو ما دعا النظام لاستقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط إنخل.
وأسفرت الاشتباكات عن عطب عربة "bmb" لقوات النظام جراء استهدافها بقذيفة صاروخية، إضافة إلى إصابة عدد من عناصر الحاجز.
وأشار "تجمع حوران" إلى أن أهالي مدينة منخل تلقوا وعوداً من قيادات تابعة للواء الثامن ومسؤولين مقربين من النظام السوري، بالإفراج عن السيدة.
في السويداء
وفي حادثة مشابهة، اعتقلت الأجهزة الأمنية لدى النظام السوري شاباً من السويداء، بعدما سلمته قوى الأمن اللبناني خلال محاولته دخول لبنان، أمس الأربعاء، وهو ما دفع فصيل محلي في المحافظة لاحتجاز عناصر من الشرطة وقوات النظام السوري، اليوم الخميس، رداً على اعتقال الشاب.
الشاب سلمان الشاعر
وذكرت شبكة "السويداء 24"، إن الفصيل المحلي، احتجز نقيب وثلاث "صف ضباط" وشرطي، رداً على اعتقال سلمان (23 عاماً)، واستمرار اعتقال الشاب بهاء الذي تعرّض لعملية خطف شهر أيار الفائت، وتبيّن لاحقاً أنه معتقل لدى الأجهزة الأمنية.
وسبق أن احتجزت الفصائل المحلية في السويداء، عناصر للأجهزة الأمنية لدى النظام رداً على اعتقال أشخاص مدنيين في مختلف المناطق، وأفرج عنهم لاحقاً مقابل إطلاق سراح عناصر النظام.
اقرأ أيضاً: "لجنة التحقيق الدولية": احتجاز واختفاء لاجئين سوريين عادوا من لبنان مؤخراً
ماذا حدث في البداية؟
وفق شبكة "السويداء 24" المحلية، انقطع الاتصال مع الشاب سلمان الشاعر، أثناء محاولته مغادرة سوريا إلى لبنان، أمس الأربعاء.
شقيق الشاب سلمان، قال للشبكة، إنّه كان مسافراً إلى لبنان، وأرسل تسجيلاً صوتياً قال فيه، إن الجيش اللبناني أوقفه مع سوريين آخرين، وقال لهم إنه سيقوم بتسليمهم إلى قوات النظام السوري.
بعد التسجيل الصوتي بنصف ساعة، اتصل شخص مجهول بالعائلة، وقال إن سلمان ومن معه جرى تسليمهم لقوات النظام، وتحويلهم إلى سجن، لم يذكره.
الشاب سلمان، وفق عائلته، لم يكن له أي نشاط سياسي، لكن كان مطلوباً للخدمة الإلزامية، وكان يحاول الخروج إلى لبنان للعمل والبحث عن لقمة العيش.
وطالبت عائلة الشاب المعتقل النظام السوري بالكشف عن مصيره والإفراج الفوري، وحذّرت من التصعيد خلال مهلة مدتها 24 ساعة، في حال لم يطلق سراحه.
ويسعى الكثير من الشباب السوريين لمغادرة البلاد لأسباب متعددة، أبرزها عدم الالتحاق بالخدمة الإلزامية لدى النظام السوري، إضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية.
ومطلع الشهر الجاري، تحدث رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، باولو سيرجيو بينهيرو، عن معلومات حول "احتجاز لاجئين سوريين عائدين من لبنان مؤخّراً، ولا يعرف مكان وجودهم الآن"، لافتاً إلى استمرار "الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والوفاة أثناء الاحتجاز".
قد يهمك: السويداء: احتجاز ضباط للنظام السوري إثر اختفاء رجل دين بارز في الحراك
حوادث مشابهة
في 13 حزيران الفائت، أفرجت قوات النظام السوري عن شابة اعتقلتها بسبب مشاركتها في الحراك الشعبي بالسويداء، إثر احتجاز الفصائل المحلية أكثر من 10 عناصر من قوات النظام.
وأفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، في أيار الماضي، عن الطالب الجامعي في اللاذقية "داني" الذي كان معتقلاً لأكثر من شهرين، مقابل إطلاق سراح الضباط المحتجزين لدى مجموعات أهلية مسلحة، في عملية مقايضة جاءت إثر اتفاق بين الطرفين.
ومنتصف أيار الماضي، احتجز عدد من أهالي مدينة السويداء ضابطين وعنصراً يتبعون لقوات النظام السوري، رداً على اعتقال مواطن في العاصمة دمشق، بعد نصب حاجز عند دوار العنقود شمالي المدينة، ليفرج عنه مقابل إطلاق سراح الضابطين والعنصر.
وفي ذات الشهر احتجزت أيضاً مجموعة أهلية ثلاثة ضباط للنظام السوري، رداً على اعتقال شاب على أحد الحواجز الأمنية على طريق دمشق القنيطرة.
وتشهد محافظة السويداء منذ أشهر حراكاً سلمياً يطالب بإسقاط النظام السوري ورحيل بشار الأسد وتطبيق القرار 2254، فيما تتكرر الاشتباكات والمناوشات بين قوات النظام ومجموعات محلية في مناطق جرت فيها اتفاقات تسوية في درعا.
