تقارير وتحقيقات | 4 07 2024

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن بعض دول الاتحاد الأوروبي عادت إلى طرح فكرة إنشاء "مناطق آمنة داخل سوريا" لإعادة اللاجئين إليها، وأكدت أنه "لا توجد منطقة آمنة في أي مكان داخل سوريا".
وأوضحت المنظمة، أن هناك تقاريراً تتحدث عن عزم جمهورية التشيك تنظيم بعثة لتقصي الحقائق بهدف إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا، تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بترحيل اللاجئين السوريين إليها، بحيث لا يتعرضون فيها للأذى.
وتوجه دول الاتحاد الأوروبي أنظارها إلى دمشق وطرطوس، الواقعتين تحت سيطرة النظام السوري، ويقول التقرير، إن البعثة ستتضمن "قبرص، التي كان تحث على إنشاء ما يسمى بالمناطق الآمنة داخل سوريا للعائدين".
وبرأي "هيومن رايتس" أنّ المنطقة الآمنة ستكون "مكباً لإلقاء اللاجئين حيث السلامة مجرد مهزلة".
اقرأ أيضاً: قبرص: وصول قاربين لمهاجرين سوريين والحكومة تدعو لجلسة عاجلة
وانتقدت المنظمة الحقوقية، قبرص وقالت إنها لم تنتظر نتائج تقصي الحقائق وبدأت بالفعل بإعادة قوارب السوريين إلى لبنان الذي تتمتع قواته بسجل في ترحيل السوريين بإجراءات موجزة إلى سوريا.
يأتي ذلك، في وقت علقّت فيه قبرص إجراءات لجوء جميع السوريين، وغضت النظر عن حكومة النظام السوري التي تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وتهجير 12 مليون آخرين قسراً منذ 2011.
وفي أيلول العام الفائت، طالبت وزارة الداخلية القبرصية الاتحاد الأوروبي بإعادة تقييم ما إذا كانت سوريا آمنة لترحيل طالبي اللجوء أو إعادتهم إليها، واستشهدت بتقييم وكالة "اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي" (EUAA) بأن دمشق وأجزاء أخرى من سوريا لم تعد تعاني من العنف المعمم.
وفي الـ 11 من شهر آب عام 2023، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حول ترحيل أكثر من مئة سوري إلى بلدهم، كانوا في قبرص ومنها رحلوا إلى لبنان.
المتحدثة باسم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد قالت لـ"أسوشيتد برس"، إنّ "المهاجرين الـ 109 الذين أعيدوا من قبرص رحّل معظمهم إلى سوريا بعد تحقيق الجيش اللبناني معهم".
قد يهمك: "لجنة التحقيق الدولية": احتجاز واختفاء لاجئين سوريين عادوا من لبنان مؤخراً
وشددت المنظمة أنّه "لا توجد منطقة آمنة في أي مكان في سوريا" سواء أكان داخل مناطق سيطرة النظام أو خارجها.
واعتبرت أنّ المنطقة الآمنة التي أقامتها تركيا في سوريا "من بين أخطر الأماكن في البلاد".
واختتمت تقريرها قائلة: إذا أدرك المسؤولون التشيكيون والقبارصة وباقي المسؤولين الأوروبيين الذين يحضرون لهذه المهمة هذه الحقيقة الأساسية، سيكون في وسعهم توفير تكلفة تذاكر سفرهم بالطائرة على دافعي الضرائب الأوروبيين وإلغاء هذه الرحلة غير الحكيمة.
وسبق أن أشارت "هيومن رايتس" في تقرير سابق لها إلى أنّ الحكومات التي تسعى بفارغ الصبر للحصول على ضوء أخضر لترحيل السوريين ستتعارض مع التزاماتها بعدم الإعادة القسرية إذا لم تدرس بشكل كامل وعادل التهديد المتمثل في العنف العام وانعدام الأمن في معظم أنحاء سوريا.
رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، باولو سيرجيو بينهيرو، قال، أمس الأربعاء، إن السوريين يعانون من انعدام الأمان والعنف في أجزاء سورية مختلفة، في حين يستمر الاخفاء القسري والاحتجاز، تزامناً مع مواجهة السوريين خطر الترحيل والعودة القسرية بشكل متزايد.
وتعمل الدول المجاورة لسوريا على سياسة ترحيل السوريين بشكل مكثف منذ مطلع العام الجاري، حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان نحو مليون ونصف، وفق تقديرات حكومية، وفي تركيا أكثر من 3 مليون سوري.