تقارير وتحقيقات | 8 06 2024

يدفع غلاء المفروشات، الأشخاص المقبلين على الزواج إلى إيجاد حلول بديلة، تساعدهم على إتمام الزواج من خلال إيجاد مفروشات غير جديدة، كغرفة نوم مستعملة، أو ترميم الغرف القديمة، في وقت أصبحت فيه تصل أسعار غرف النوم الجديدة إلى أكثر من 40 مليون ليرة (3 آلاف دولار).
سارة (20 عاماَ) شابة من مدينة حلب، من المقرر أن يقام حفل زفافها بعد عيد الأضحى، تفكر من الآن بغرفة نومها الدافئة، والزينة التي ستفرشها على زواياها.
تقول لروزنة: "لا مال كافٍ لدى خطيبي لاستئجار منزل من أجل الزواج، لذلك كان الخيار الأنسب والأوفر أن أسكن في منزل عائلته ضمن إحدى الغرف".
وتضيف: "هذا الخيار وفّر علينا تكاليف شراء فرش منزل كامل (...) حتى غرفة النوم لن تكون جديدة، منحنا والدا خطيبي، أي عمي وحماتي، غرفة نومهما القديمة، من أجل ترميمها واستخدامها، إنه حل يناسب الوضع المعيشي".
وتشير سارة إلى أنّ غرف النوم الجديدة تتجاوز الخيال ولا طاقة لديهم على شرائها "ابن عمي تزوج العام الفائت، واشترى آنذاك غرفة بسعر 25 مليون ليرة، ربما اليوم سعرها مضاعف"، تقول لروزنة.
يعمل خطيب سارة البالغ من العمر 25 عاماً في مهنة تصنيع الأحذية مع والده، براتب شهري يصل إلى الـ 500 ألف ليرة سورية (37 دولاراً)، تقول لروزنة: "نعم لا يكفي الكثير هذه الأيام، لكن السكن ضمن منزل العائلة قد يمنحنا البركة".
ويبلغ متوسط رواتب الموظفين لدى حكومة النظام السوري حوالي 300 ألف ليرة سورية (22 دولاراً)، أما العاملين في المهن المختلفة تختلف رواتبهم بحسب أماكن العمل أو الشركات الخاصة التي يعملون لديها، وأحياناً تكاد تكون أفضل من الوظيفة الحكومية، في وقت يعاني فيه 90 بالمئة من السوريين من الفقر، بحسب تقارير أممية.
ماهر، شاب سوري من حماة، يبلغ من العمر 35 عاماً، وهو موظف حكومي، يستبعد فكرة الزواج بسبب التكاليف الباهظة، يقول لروزنة: "لا أستطيع دفع تكاليف إيجار منزل حتى أستطيع الزواج وفتح منزل كامل بجميع مصاريفه، ما عدا فرش المنزل" ويضيف: "الزواج ليس على قائمتي خططي القادمة، نعم بات حلماً بعيد المنال".
صاحب أحد ورش المفروشات بمدينة دمشق، قال لروزنة إنّ أسعار غرف النوم تتراوح ما بين 7 مليون و25 مليون ليرة سورية، بحسب نوعية الخشب والموديل.
اقرأ أيضاً: الأثاث المستعمل خيار اضطراري في إدلب.. "أشو بدنا بالجديد!"
ما هي أسعار غرف النوم؟
وفق الصحيفة "الوطن" المحلية، يصل أسعار غرف النوم المفصّلة من الخشب الزان إلى 40 مليون ليرة سورية (حوالي 3 آلاف دولار)، أما غرف النوم المفصلة من الخشب الشوح، يصل سعرها إلى 18 مليون ليرة (1.3 ألف دولار) والغرف المفصلة من الخشب "إم دي اف" يبدأ سعرها من 13 مليوناً وتصل إلى 22 مليوناً (1.6 ألف دولار).
أسعار طقم الكنب، تبدأ من 10 مليون ليرة سورية (740 دولار) وتصل إلى 19 مليون ليرة سورية (1.4 ألف دولار )، ويكون الاختلاف في السعر بسبب نوع الموديل إن كان حديثاً أو قديماً، وقد ترتفع الأسعار أكثر بحسب نوعية الخشب والقماش المستخدم.
معظم المستهلكين يلجؤون للمستعمل
أمين سر حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، قال لصحيفة "الوطن" إن العديد من الشكاوى تصل على أصحاب متاجر المفروشات بسبب اختلاف المواصفات التي جرى الاتفاق عليها مع الزبون، ما عدا العيوب في نوع القماش والإسفنج والتلاعب بنوعية الخشب المستخدم وتقاضي أسعار خيالية.
وأشار حبزة إلى عدم وجود ضوابط للأسعار، في حين يرفض بعض التجار إعطاء فواتير للزبون، ويكون تحديد السعر بشكل عشوائي، والبعض يتقاضون أسعاراً لا تتناسب مع جودة المنتج.
ولفت حبزة إلى لجوء معظم المستهلكين إلى شراء المفروشات المستعملة بسبب عدم قدرتهم على شراء الجديد.
وبسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة في مناطق النظام السوري، وتدهور الحالة المعيشية، انخفضت معدلات الزواج، بسبب عدم القدرة على تأمين تكاليف وتوفير مستلزمات الحياة الزوجية.
ووفق تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" في أيار 2023، نقلاً عن مصدر قضائي، فإن عدد عقود الزواج التي نظمت عام 2021 من قبل المحكمة الشرعية بدمشق بلغ 20 ألفاً و129 عقداً، وفي عام 2022 نظم 15 ألفاً و731 عقداً، أي أن نسبة التراجع وصلت إلى نحو 25 في المئة.
و منذ بداية عام 2023 حتى أواخر أيار نظم 5 آلاف و536 عقداً، بحسب الصحيفة.