تقارير | 3 03 2024

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عملية التطبيع بين النظام السوري وتركيا بأنها مستحيلة الآن، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وما نتج عنها من ارتدادات في المنطقة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده على هامش مشاركته في منتدى "أنطاليا الدبلوماسي" الثالث في تركيا، أمس السبت: "نؤكد اهتمامنا بتعزيز تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا.. لقد عملنا على ذلك، وفي الواقع، نواصل العمل، ولكن الخطوات العملية الآن مستحيلة".
وأرجع لافروف الاستحالة: "بسبب حقيقة أن ما يحدث في قطاع غزة.. الأراضي الفلسطينية يؤثر بشكل مباشر على جميع المشاركين في هذه العملية".
وبحسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية أوضح لافروف: "أعني القصف الذي شنه الأمريكيون على أهداف معينة تابعة للقوات الموالية لإيران، وقصف العراق وسوريا واليمن".
واعتبر الوزير الروسي أن مثل هذه الأعمال لا يمكن إلا أن تصرف الانتباه عن العملية الطبيعية لبناء العلاقات بين البلدين، سوريا وتركيا بمشاركة الجانب الروسي.
صحفي تركي يتحدث عن "صفحة جديدة"
جاء تعليق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إثر أنباء تحدث عنها الصحفي التركي تشتنير تشتين، زعم فيها أن بلاده قررت فتح صفحة جديدة مع النظام السوري.
ونشر تشتين منشوراً على منصة "X" قال إن تركيا فتحت صفحة جديدة مع سوريا، متوقعاً عقد لقاء قريب يجمع كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو.
وقال تشتين: "صفحة جديدة تفتح في علاقاتنا مع الإدارة السورية-دمشق. بينما تستضيف وزارة خارجيتنا حدثاً رائداً مع منتدى أنطاليا الدبلوماسي #ADF من خلال مناقشة موضوعات مثل نوع الدبلوماسية وحل الأزمات وما إلى ذلك في بلدنا ومنطقتنا والعالم في العصر الجديد".
وأضاف الصحفي التركي: "سيأتي بوتين قريباً إلى تركيا لترتيب لقاء بين رئيس الوزراء أردوغان وبشار الأسد في موسكو وتحديد الموعد".
محاولات التقارب التركي مع النظام السوري
تتالت منذ مطلع العام الماضي الاجتماعات الثنائية بين مسؤولين أتراك وسوريين في موسكو، للتمهيد إلى الوصول لاتفاق يعيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي شهدت جموداً منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.
اقرأ أيضاً: القضية السورية حاضرة في "منتدى أنطاليا".. وتوقعات بلقاء يجمع الأسد وأردوغان
أعلى مستويات تلك اللقاءات كانت بلقاء وزيري الخارجية في البلدين، فيصل المقداد وجاويش أوغلو، ضمن الاجتماع الوزاري الرباعي لكل من وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، قبيل انتخابات الرئاسة التركية في أيار الماضي.
وبعد انتهاء الانتخابات عادت تلك المحاولات لتشهد فتوراً وتباطؤاً، ظهر من خلال تصريحات الجانبين، حيث تمسك النظام السوري بطلبه الانسحاب التام للقوات التركية من سوريا كشرط رئيس لعودة العلاقات بين البلدين، ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بنظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وتشترط تركيا أن تكون المفاوضات بين الجانبين بدون شروط مسبقة، الأمر الذي رفضه بشار الأسد خلال مقابلة أجراها مع قناة "سكاي نيوز" العربية، ساخراً من لقاءٍ بدون شروط، ومضيفاً: "لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟ لكي نشرب المرطبات مثلاً"؟!
ذلك الشرط الذي رفضه الجانب التركي في أكثر من تصريح، آخرها في كانون الأول الماضي، حين أعلن وزير الدفاع يشار غولر رفض بلاده الانسحاب من سوريا في الوقت الراهن، مؤكداً أن القوات التركية ستنسحب منها في حال عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
وتتواجد القوات التركية في مناطق مختلفة من شمالي سوريا، تمتد من رأس العين في محافظة الحسكة شرقاً عبر السيطرة المباشرة على الأرض، إلى جسر الشغور في إدلب غرباً من خلال نقاط المراقبة التركية، التي أفضت إليها محادثات أستانا.