أخبار | 26 02 2024

تشهد محافظة الرقة هذه الأيام أجواء ربيعية لطيفة، لم يعكرها سوى توتر الأجواء الأمنية والحوادث المتفرقة التي تتوارد أخبارها، منذ مطلع الأسبوع الحالي، من مناطق مختلفة في المحافظة.
الحوادث المأساوية بدأت بتجدد الاقتتال العشائري في الريف الغربي، وصولاً لمقتل عدد من جامعي الكمأة في البادية جنوب الرقة، إلى اغتيال حراس منشآت خدمية، وختاماً بخلاف عائلي انتهى بحادثة وصفت بـ"الفاجعة العائلية".
أزيز الرصاص يعلو في الصفصافة
في بلدة الصفصافة الواقعة قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، تجدد الاقتتال العشائري بين أفراد من عشيرتي "ن" و"م"، مساء أول أمس السبت، ما أودى بحياة 6 أشخاص وجرح 15 آخرين، وفق مصادر محلية لروزنة.
تواصلت روزنة مع أحد سكان المنطقة الذي فضّل إخفاء هويته، حيث أوضح أن التوتر ما يزال قائماً، وعدد القتلى مرشح للارتفاع، نظراً لحالة الجرحى الحرجة، الذين أسعفوا إلى حلب.
وقال إن الاشتباك بدأ مساء السبت، واستخدمت فيه الأسلحة النارية الفردية، وبعد إسعاف الجرحى إلى مشفى الطبقة الوطني تجمهر أفراد من أحد طرفي النزاع أمام المشفى، ما دفع ذوي الجرحى لنقلهم إلى حلب خوفاً من اقتحام المشفى.
وأوضح المصدر: "أساس القتال يعود لقبل نحو عام، مثل كل مشكلة عشائرية تبدأ من خلاف على أراضي زراعية، تطورت لضرب شخص من عشيرة (ن)، ما دفعه للانتقام واغتيال أحد وجهاء عشيرة (م)، ومن ثم هرب لخارج البلاد، والأمور متوترة منذ حينها لأخذ الثأر والانتقام".
وأضاف أن الاقتتال الحالي بدأ إثر تعرض أفراد من عشيرة (م) لشخص من عشيرة (ن)، ليتدخل أقرباؤه، وتستخدم الأسلحة النارية في القتال، الذي هدأ حالياً بعد تدخل القوات الأمنية، وفق ما أكد.
حظر تجوال وسعي عشائري للتهدئة
بعد المعركة التي حدثت يوم السبت تدخلت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ونشرت الحواجز الأمنية في البلدة ومحيطها، وفرضت حظراً للتجوال حتى إشعار آخر.
ويسود هدوء حذر المنطقة بالوقت الحالي، وسط تخوف من حدوث أعمال انتقامية في أي لحظة.
اقرأ أيضاً: الرقة.. تجدّد الاقتتال العشائري في الحمرات والأهالي: "خائفون على أرواحنا"
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع دعا هويدي شلاش الهويدي شيخ عشيرة العفادلة في الرقة وجهاء وأهالي المحافظة للتجمع أمام ديوانه، للذهاب لتقديم العزاء والمساهمة في وقف شلال الدم.
وانطلق موكب يضم العشرات من وجهاء عشائر وأهالي ظهر اليوم الاثنين من مدينة الرقة باتجاه الصفصافة، وتم إيقافهم من قبل حاجز عسكري تابع لقسد في بلدة المنصورة، ومنعهم من التوجه للمنطقة بسبب حظر التجوال.
باغتتهم الألغام.. قبل أن يعثروا على الكمأة!
لقي 13 شخصاً مصرعهم جنوبي بلدة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي، يوم أمس الأحد، إثر انفجار لغم أرضي بالشاحنة التي كانوا يستقلونها في البادية.
وقالت مصادر لروزنة إن القتلى 8 شبان و5 فتيات جميعهم أقارب ويعملون في جمع فطر "الكمأة" الذي ينمو في الصحراء في هذا الوقت من السنة، بالإضافة إلى 9 جرحى نقلوا إلى مستشفيات حلب.
مع بداية موسمها.. مقتل 8 أشخاص من جامعي الكمأة في البادية السورية خلال 24 ساعة
وقال أحد أقارب الضحايا لروزنة إنهم كانوا 22 شخصاً يستقلون شاحنة صغيرة، انطلقوا من قرية جعيدين باتجاه البادية جنوبي الرصافة "انفجر اللغم بهم بالقرب من قرية رحوم، بمجرد ما توغلت الشاحنة في المنطقة حدث الانفجار، وتداعى أقاربهم لإسعافهم بعد أن فقدوهم ليلتها وسمعوا الانفجار".
وتودي الألغام المنتشرة في صحراء سوريا بحياة العشرات من جامعي الكمأة كل عام منذ اندلاع الحرب وتحول البادية لساحة صراع بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والنظام السوري، حيث باتت هذه الحوادث تتكرر كثيراً في بادية الرقة ودير الزور وحمص.
اغتيال حراس منشآت خدمية في ظروف غامضة!
اغتال مجهولون أربعة عمال في منشآت خدمية تتبع لسيطرة "الإدارة الذاتية" في مناطق متفرقة بالرقة، يوم أمس الأحد، وحدثت الهجمات ليلاً واستهدفت حراس هذه المنشآت.
وأفادت مصادر روزنة بأن القتلى هم حارسي محطة مياه الرافقة، وحارس مضخة مياه مزرعة كبش شمالي الرقة، وحارس معمل لتكرير الحديد في ثلاث هجمات متزامنة.
ووفقاً لمشفى الرقة الوطني فإن جثتي حارسي محطة مياه الرافقة كانتا مكبلتين ومقتولتين بعدة طعنات بأدوات حادة، ولم تعرف بعد الجهة المنفذة، كما لم يصدر بيان عن "قوى الأمن الداخلي" لتوضيح ملابسات الهجمات، لغاية كتابة التقرير.
خلاف عائلي.. ينتهي بـ"فاجعة"!
في حي رميلة شمال مركز مدينة الرقة، أنهى شخص حياته بتفجير قنبلة يدوية بجسده، إثر خلاف مع زوجته وفق ما أكد جار الضحية لروزنة.
وقال جار الضحية إن الشاب متزوج ولديه أطفال، وحدثت قبل فترة مشكلة مع زوجته دفعتها لأخذ الأطفال والذهاب لبيت أهلها والمطالبة بالطلاق، وكان زوجها يتحدث معها عبر الهاتف ويطالبها بالعودة ولكنها لم تستجب.
وأضاف: "يوم الجمعة الماضي كان يكلمها وهددها إذا لم تعد للمنزل فسوف يفجر نفسه بقنبلة يدوية، وهذا ما حدث فعلاً وتوفي على الفور".
وفي ما وصف أنه "فاجعة"، أكد الجار أن شقيق الرجل الأكبر، توفي بسكتة قلبية بعدما شاهد جثة أخيه.
يشار إلى أن حوادث الانتحار تكررت كثيراً خلال السنوات الماضية في سوريا، وسجلت البلاد 232 حالة انتحار في عموم المناطق العام الماضي، 24 منهم في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" شمال شرق البلاد، وفقاً لوكالة "نورث برس".