تقارير وتحقيقات | 24 02 2024

تستمر حوادث رمي الأطفال والتخلّي عنهم في مختلف المناطق السورية، في الشوارع والأبنية وعلى أطراف المساجد، مترافقة مع ظروف اقتصادية ومعيشية متدهورة، آخرها اليوم السبت، إذ عثر على طفلين حديثي الولادة مرميين على الطرقات في منطقتين مختلفتين شمال شرقي سوريا.
وذكرت وسائل إعلام محلية، منها "فرات بوست" أنه عثر على طفل مرمي داخل حقيبة يد في بلدة حزيمة شمالي الرقة، وهي ثاني حالة بعد العثور على طفل آخر مرمي جانب المسجد الكبير في مدينة الدرباسية شمالي الحسكة، دون ذكر تفاصيل أخرى.
من جهته قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قوى الأمن الداخلي "الأسايش" بدأت بالتحقيقات حول حالة الطفل في الدرباسية.
وأشارت شبكة "الخابور" المحلية إلى العثور على طفل ثالث حديث الولادة، قرب مسجد البشير في بلدة محيميدة غرب ديرالزور.
ومنتصف الشهر الجاري عثر على طفل حديث الولادة على جانب أحد الطرقات في قرية قيسرية سلمان في ريف رميلان شمال شرق الحسكة، وقبل أسبوع عثر على طفل آخر في مدينة الرقة.
اقرأ أيضاً: عائلات تتخلى عن أطفالها بسبب الفقر
ما الإجراءات بعد العثور على الأطفال؟
الإجراءات بعد إيجاد الأطفال، وفق تصريح "مكتب حماية الطفل" لدى "الإدارة الذاتية" لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" يتم في البداية تنظيم ضبط بالحادثة، ثمّ يتم فحصه من قبل طبيب شرعي أو لجنة طبية للتأكد من سلامته، وبناءاً على ذلك إما يحول إلى المشفى، أو يُرسل مباشرة إلى أحد مراكز رعاية الأيتام ويبقون فيها إلى حين إنهائهم الدراسة الجامعية.
في مناطق "الادارة الذاتية" رعاية الأطفال وتنشئتهم واجبة عليهم، بعد تخلي عائلاتهم عنهم، وهذا الالتزام مستمد من ميثاق العقد الاجتماعي الصادر عن "الإدارة الذاتية" عام 2014 حيث نص هذا العقد على ضمان حق الطفولة وضمان حماية الأمومة والطفولة ورعايتها (المواد 29 و30).
11 طفلاً تخلّت عنهم عائلاتهم
ومنذ مطلع العام الجاري، وثّق "المرصد السوري" 11 حالة تخلي عن أطفال حديثي الولادة في مختلف مناطق سوريا، منذ مطلع العام الجاري، عثر عليهم في الحاويات والحقائب والأكياس وأمام المساجد وعلى الطرقات.
وأوضح المرصد أن من بين الحالات، ثمانية أطفال عثر عليهم في مناطق "الإدارة الذاتية"، أحد كان متوفياً، وطفل ضمن مناطق "هيئة تحرير الشام" وطفل آخر في مناطق سيطرة النظام السوري وواحد في مناطق "الجيش الوطني السوري".
ويعاني السوريون بمختلف المناطق السورية من تردي الأوضاع المعيشية، حيث تقدّر الأمم المتحدة أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90 بالمئة من إجمالي السكان، فيما يعاني 12.9 مليون شخص من مشكلة انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت في تقرير لها في السادس من شباط، أنّه يوجد في سوريا 7.2 مليون شخص من النازحين داخلياً، و16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.
وكانت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" وثّقت أكثر من مئة حالة لأطفال تم التخلي عنهم خلال عامي 2021 و2022 في مختلف المناطق السورية، بينهم 19 حالة في مناطق الحسكة ودير الزور والرقة.