تقارير | 5 08 2022

في الشوارع والأبنية وعلى أطراف المساجد ترتفع حوادث رمي الأطفال والتخلّي عنهم ضمن مناطق النظام السوري، مترافقة مع ظروف اقتصادية ومعيشية متدهورة دفعت أحياناً إلى الانتحار وارتكاب الجرائم في أحيان كثيرة.
آخر هذه الحالات التي سجلتها مدينة اللاذقية، في مدينة جبلة.
مدير الشؤون الاجتماعية في اللاذقية، عمار أحمد، ذكر لإذاعة "شام إف إم" المحلية، أمس الخميس، أنه عُثر على طفلين مجهولي النسب بمنطقة جبلة، ونقلا إلى مركز "لحن الحياة" ضمن العاصمة دمشق، بعد التواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
الطفلان اللذان عُثر عليهما مرميين على قارعة الطريق، طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، وشقيقها 7 أشهر، تم تسليمهما إلى مستشفى جبلة الوطني.
مدير مستشفى جبلة، قصي الخليل، قال لتلفزيون "الخبر" المحلي، نقلاً عن الطفلة أن والدتها أخبرتها بأنّ عمها سيأتي لأخذها وأخيها وما عليهما سوى الانتظار، لكن أحداً لم يأتِ.
ووثّقت الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، 38 حالة عثور على أطفال منذ مطلع عام 2022، وحتى شهر أيار، بينهم 17 أنثى و21 ذكراً، وفق صحيفة "الوطن" المحلية.
أكثر المحافظات التي عُثر فيها على أطفال هي ريف دمشق بـ 9 حالات ومن ثم حلب بـ 6 حالات.
اقرأ أيضاً: 4 حالات رمي أطفال في دمشق وريفها خلال 10 أيام
ويعاني السوريون بمختلف المناطق السورية من تردي الأوضاع المعيشية، حيث تقدّر الأمم المتحدة أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90 بالمئة من إجمالي السكان.
وأواخر نيسان الماضي عُثر على طفل عمره شهر و7 أيام داخل كيس في حي الوعر بحمص، ومعه رسالة من والدته تفيد أنها غير قادرة على رعايته وأنه يتيم الأب.
قالت الأم في الرسالة التي أرفقتها مع رضيعها إنها "غير قادرة على رعايته لأسباب لا يعلم بها إلا الله وحده" لذلك أودعته عند دار الأيتام "رغم حزنها الشديد على فراقه"، وطالبت بعدم البحث عن أصله، مؤكدة أنه "ابن حلال".
ويواجه نحو 12 مليون ونصف المليون شخص سوري من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقارير أممية.
ويبلغ سعر صرف الدولار بالسوق السوداء نحو 4 آلاف ليرة سورية، ما رفع الأسعار في الأسواق إلى أضعاف مضاعفة، ولا سيما خلال العامين الأخيرين مع تفشي جائحة كورونا، ومؤخراً الحرب الروسية على أوكرانيا، في الوقت الذي وصل وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكونة من 5 أفراد إلى أكثر من مليوني ليرة سورية شهرياً، وفق دراسة نشرها موقع جريدة "قاسيون".
مديرة مجمع لحن الحياة، ندى الغبرة، قالت شهر كانون الثاني الماضي، إنه كل شهر يأتي 3 حالات لأطفال لقطاء إلى المجمع وحده، مشيرة إلى انتشار الظاهرة بشكل كبير في سوريا.
وشهر آذار الماضي عُثر على 4 حالات رمي أطفال في دمشق وريفها خلال 10 أيام.
منتصف آذار عُثر على طفلة رضيعة تبلغ من العمر 3 أيام في منطقة دوما بريف دمشق، وقبل يوم عُثر على طفلة حديثة الولادة بمنطقة الطبالة بالعاصمة دمشق.
وفي العاشر من الشهر ذاته، أعلنت وزارة الداخلية لدى النظام السوري، العثور على طفلة حديثة الولادة ضمن حرم الجامع الأموي بدمشق.
وينص قانون العقوبات السوري في المادة ( 484 ) منه أنه من سيّب أو طرح ولداً ما دون السابعة من عمره أو أي شخص آخر عاجز عن حماية نفسه بسبب حالة نفسية أو جسدية، بالسجن من 3 أشهر إلى سنة، وفي حال سيب الطفل أو العاجز في مكان قفر كان العقاب من سنة إلى 3 سنوات.
ووفق المادة "29" من قانون الأحوال المدنية السوري، يعتبر الطفل مجهول النسب، عربياً سورياً مسلماً ومولوداً في سوريا بالمكان الذي عُثر عليه فيه، ما لم يثبت خلاف ذلك.