حياة | 16 02 2024

تستحم يومياً ولا تستطيع بدء يومك بدون ذلك، لست وحدك، ففي أميركا ثلثا السكان يستحمون يومياً، وفي أستراليا 80 بالمئة، بينما في الصين نصف الأشخاص يستحمون مرتين في الأسبوع فقط.
يختار الناس الاستحمام يومياً لعدة أسباب، منها مخاوف بشأن رائحة الجسم، المساعدة في الاستيقاظ، روتين الصباح الذي يشمل ممارسة الرياضية وبالتالي الاستحمام".
هل تساءلت فيما إذا كان الاستحمام يومياً مفيداً للصحة أم لا؟
"كلية الطب بجامعة هارفارد" الأميركية، تحدّثت عن الآثار الصحية للاستحمام اليومي، موضحة أنّ البشرة الطبيعية والصحية تحافظ على طبقة من الزيت وتوازن البكتيريا "الجيدة" والكائنات الحية الدقيقة الأخرى، الغسل والتفريك يزيل هذه الأمور، وبخاصة إن كانت المياه ساخنة.
وقد يصبح الجلد جافاً أو متهيّجاً أو مثيراً للحكة، ما يسمح للبكتيريا والمواد المسببة للحساسية باختراق الحاجز الذي من المفترض أن يوفره الجلد، مما يسمح بحدوث التهابات الجلد ورود الفعل التحسسية.
الصابون المضاد للبكتيريا يمكن أن يقتل البكتيريا الطبيعية، ما يخل بتوازن الكائنات الحية الدقيقة على الجلد ويشجع على ظهور كائنات أكثر صلابة وأقل ودية وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية.
تحتاج أجهزتنا المناعية إلى قدر معين من التحفيز عن طريق الكائنات الحية الدقيقة الطبيعية، والأوساخ، وغيرها من التعرضات البيئية من أجل إنشاء أجسام مضادة وقائية وذاكرة مناعية، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل بعض أطباء الأطفال وأطباء الجلد يوصون بعدم الاستحمام اليومي للأطفال.
قد يؤدي الاستحمام المتكرر طوال العمر إلى تقليل قدرة الجهاز المناعي على القيام بعمله، وقد تكون هناك أسباب أخرى لفقدان حماسك للاستحمام اليومي، فالمياه الذي ننظف أنفسنا به قد يحتوي على أملاح ومعادن ثقيلة وكلور وفلورايد ومبيدات حشرية ومواد كيميائية أخرى، من الممكن أن تسبب هذه مشكلات صحية أيضاً.
ما عليك معرفته أن الاستحمام اليومي لا يحسن صحتك، ويمكن أن يسبب مشاكل جلدية أو مشاكل صحية أخرى، والأهم من ذلك، أنه يهدر الكثير من المياه.
كما أن الزيوت والعطور والمواد المضافة الأخرى الموجودة في الشامبو والبلسم والصابون قد تسبب مشاكل خاصة بها، مثل الحساسية.
وفق "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأميركي (cdc)، يساعد محتوى المياه والرطوبة ودرجة الحموضة على خصائص الحاجز الواقي للبشرة، عندما يتم اختراق الحاجز (على سبيل المثال، عن طريق ممارسات نظافة اليدين مثل الفرك)، قد يؤدي ذلك إلى جفاف الجلد وتهيجه وتشققه ومشاكل أخرى، على الرغم من أن السطح الراحي لليد يحتوي على ضعف عدد طبقات الخلايا، وأن الخلايا أكثر سمكاً بـ 30 مرة من بقية الجلد.
كم مرة يجب عليك الاستحمام؟
يقترح العلماء الاستحمام عدة مرات في الأسبوع لمعظم الناس، إلا إذا كان لدى الشخص أسباباً أخرى للاستحمام كأن يكون متسخاً أو متعرّقاً، هنا يمكن الاستحمام لفترة قصيرة لا تتجاوز دقائق مع التركيز على الإبطين والفخذين.
خبيرة الأمراض المعدية الدكتورة إيلين لارسون من جامعة كولومبيا، تقول إن الاستحمام المفرط قد يؤدي إلى تقليل ترطيب الجلد، مما يجعله جافاً ومتشققاً، ما يسمح للجراثيم بالدخول، وفق صحيفة "ديلي ميل".
وتضيف، أن معظم الناس يستحمون معتقدين أن ذلك سيقلل من خطر الإصابة بالأمراض، لكنه في الواقع لا يفعل أكثر من مجرد إزالة رائحة الجسم.
كذلك يؤكد الطبيب، سي براندون ميتشل، الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية بجامعة "جورج واشنطن"، أن غسل الجلد بزيوته الطبيعية، يمكن أن يعطل البكتيريا "الجيدة" التي تدعم جهاز المناعة لدى الناس.
ووفقا للدكتور ميتشل، فإن الاستحمام مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع عادة ما يكون كافيا بالنسبة لمعظم الأشخاص، مضيفا: "الاستحمام اليومي ليس ضرورياً".